"الحلقة الثالثة"

19 3 3
                                    

قهوة الجن
"الحلقة الثالثة"

فتحت عيني لقيت نفسي نايم على سريري و اكتشفت أن الحمد لله كل اللي شوفته ده كان حلم، حاولت افوق و مسكت التليفون و رديت على إحسان اللي لما رديت عليه سمعت دوشة، قولتله يعلي صوته ف لما على صوته قال لي...
(الحق يا إبراهيم... القهوة بتولع)

قال لي كده و قفل!!
اتصلت بيه تاني لقيت تليفونه مقفول ف قومت زي المجنون من غير حتى ما اغير هدومي و نزلت جري عالقهوة اللي لما وصلت قصادها لقيتها سليمة و مافيهاش حاجة و بابها كان مقفول زي ما قفلته بأيدي بالليل!!!

الساعة وقتها كانت ٩ الصبح، المحلات كانت بتبدأ تفتح و انا كنت واقف قصاد القهوة مسهم و مش فاهم حاجة لحد ما فوقت على صوت رجل من اللي ماشيين في الشارع بيقول لي...
- هو خلاص مابقاش في حياء ولا دم... انت ازاي يا استاذ واقف في الشارع بالفانلة الحمالات كده... اجري استر نفسك جتك القرف.
أول ما الرجل قال لي كده خدت بعضي و طلعت جري عالبيت غيرت هدومي و انا بحاول اتصل بإحسان اللي كان تليفونه مقفول، غيرت هدومي و نزلت على بيت إحسان اللي لما خبطت على بابه فتحت لي أمه و قالتلي انه نايم بس هي هتصحيهولي، دخلت البيت و قعدت مستني البيه لحد ما صحي... بعد شوية خرج إحسان و كان واضح فعلًا أنه لسه صاحي من النوم، سلم عليا و قعد قصادي و انا ببصله باستغراب قال لي...
- انت مبرق لي كده ليه يا ابراهيم؟!
رديت عليه...
- إحسان انت ماتصلتش بيا من شوية؟!
رد عليا...
- اه طبعًا اتصلت بيك و انا في الحلم... هتصل بيك فين يا ابني و انا متنيل مخمود!
ضربت كف بكف و انا بقول له..
- لا حول ولا قوة الا بالله... يعني يا ابني انت ماتصلتش بيا من شوية و قولتلي أن القهوة بتولع؟!
أول ما قولتله كده قام اتنفض و هو بيقول...
- يا نهار اسود و منيل... القهوة بتولع!!
شديته من أيده و قعدته تاني و انا بقوله...
- يا عم اقعد لا بتولع ولا حاجة، انا لسه جاي من هناك و القهوة زي الفل بس انا صحيت من النوم على مكالمة منك قولتلي فيها ان القهوة بتولع ف انا اتنفضت من على سريري و نزلت بالفانلة الحمالات للشارع و لما روحت عند القهوة لقيتها سليمة و بابها مقفول.. اوعى تكون عامل فيا مقلب؟!
رد عليا إحسان...
- و ربنا ولا مقلب ولا حاجة، انا كنت نايم و كمان تليفوني فاصل شحن من امبارح و حطيتوه و هو مقفول عالشاحن و نمت!
وقتها قولتله بتركيز و انا بطلع موبايلي و بقلب فيه...
- اومال المكالمة دي جت منين يا...
فجأة سكتت لما بصيت في سجل المكالمات ومالقتش اتصال من إحسان!!
كل المكالمات الموجود هي مكالمات انا اللي متصل بيها عليه!!
وقتها بص لي إحسان و قال...
- في أيه يا ابني... مين اللي اتصل بيك؟!
رديت عليه...
- ماحدش اتصل بيا و انت كمان ماتصلتش و يظهر أن انا كنت بخرف ولا الكابوس اللي شوفته هو السبب... بس ازاي؟!
رد عليا إحسان...
- ما انا كمان شوفت كابوس وحش اوي بالليل... شوفت نفسي واقف في القهوة و شوفت رجل قصير كده ولابس طاقية غريبة و...
قاطعته...
- شوفت حاخام و فجأة شكله اتغير و حسيت بحرارة قوية و فجأة صرخ ف وشك.. صح؟!
رد عليا إحسان و هو مبرق...
- اه صح كل ده حصل... بس مين الرخام ده و عرفت منين أن ده حصل في الكابوس؟!
رديت عليه...
- رخام ايه... بقولك حاخام.
رد عليا...
- ماهو يعني ايه برضه... معلش ماخدتهاش في الكلية دي.
رديت عليه بعصبية...
- يا ابني بطل غباء بقى... الحاخام ده هو رجل الدين عند اليهود يعني زي الشيخ عندنا كده، و انا عرفت انك شوفت كده لأني شوفت نفس الكابوس اللي انت شوفته تقريبًا.
رد عليا إحسان...
- طب و الشيخ ده بيجيلنا في الكوابيس ليه؟!
رديت على إحسان و قولتله..
- أكيد اللي شوفناه ده له علاقة باللي حصل لحمادة امبارح و أكيد كمان له علاقة بالقهوة... المكان ده في سر و احنا لازم نعرفه!
رد عليا إحسان...
- طب يعني احنا هنروح نفتح ولا هننيل ايه دلوقتي؟!
رديت عليه و قولتله...
- اه هنفتح و نشتغل و بالليل نبقى نعدي على الرجل صاحب العمارة و نحاول نفهم منه المكان ده في أيه و اهو يمكن يحكيلنا حاجة احنا مانعرفهاش نقدر نلاقي بيها تفسير للي حصل لحمادة و للكوابيس اللي شوفناها.

و فعلًا نزلنا انا و إحسان و روحنا فتحنا القهوة و الزباين بدأت تيجي و بدأنا نشتغل لحد ما فجأة إحسان و هو واقف على النصبة (المكان اللي بتتحضر فيه المشاريب) لقيته بيبرق و هو بيبص ناحية المكان الواسع اللي فيه الكراسي قصاد المحل، إحسان فضل مبرق لحد ما فجأة قال لي بصوت عالي...
- هو الرجل ده و الحمار اللي معاه وصلوا هنا ازاي... و بعدين الست اللي واقفة معاهم دي شكلها عامل كده ليه؟!
الزباين كلهم بصوا له باستغراب ف خدت بعضي و روحت ناحيته بس قبل ما اوصل له لقيته فجأة بدأ يتشنج بقوة، الناس اللي قاعدين قاموا و اتلموا علينا و ساعدوني أن انا افرد جسمه و بعد حوالي ٣ دقايق فاق إحسان من حالة التشنج اللي كانت عنده، طبعًا الناس خافوا من اللي حصل و حاسبوني على المشاريب اللي طلبوها و مشيوا... مشيوا و هم بيقولوا لبعض أن القهوة دي فيها واحد ملبوس!!
فاق إحسان و بعد ما الناس مشيت لقيته بيقولي و هو بيدمع..
- انا ايه اللي حصل لي يا ابراهيم؟!
رديت عليه...
- انت كنت واقف و فجأة برقت ناحية الوسعاية و فضلت تقول انك شايف حمار و رجل عجوز و ست شكلها غريب و فجأة أول ما قربت منك بدأت تتشنج لحد ما الناس اتلمت حواليك و بعدها انت فوقت على طول، إحسان انت شوفت ايه؟!
رد عليا إحسان...
- انا كنت واقف بعمل طلبات للناس و فجأة ظهر في الوسعاية من العدم نفس الرجل اللي شوفته في الكابوس و معاه الست روحية صاحبة المحل بس كان شكلها متغير.. وشها كان مليان دم و هدومها كانت متبهدلة و متقطعة و هم الاتنين كان معاهم لا مؤاخذة حمار... أول ما بصيت ناحيتهم و سألت هم جم منين فجأة حسيت بكهربا مسكت في جسمي كله و ماحستش بحاجة!
وقتها قولت لإحسان...
- بص... انت حصلك تقريبًا زي اللي حصل لحمادة و اللي احنا فيه ده تفسيره الوحيد عند صاحب البيت، احنا نقوم نقفل القهوة و نروح نسأله عن المحل المنيل ده و عن سبب الحاجات اللي بنشوفها.

سمع إحسان كلامي و بعد ما غسل وشه و قفلنا القهوة طلعنا على شقة صاحب العمارة، خبطنا على باب الشقة ف فتح لنا و رحب بينا و دخلنا، قعدنا قصاده و بدأنا نتكلم أو تحديدًا انا اللي بدأت الكلام لما قولتله...
- هو المحل ده فيه أيه؟!
رد عليا...
- في أيه ازاي؟!
قال إحسان...
- المحل ده بتحصلنا فيه حاجات غريبة يا عم الحاج و بنشوف فيه بلاوي.
حط الرجل أيده على راسه و قال...
- أه يبقى انتوا شوفتوهم.
رديت عليه...
- شوفنا مين؟!
رد صاحب العمارة...
- العفاريت اللي ساكنين المكان)

قهوة الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن