" هنا يمكثُ الوحش."
الخالة سوزان :آيلين استيقظي هيا ستتأخرين على المدرسة.
لقد احضرت طعام الإفطار بجانب أنني احضرت لكِ حقيبة طعام لطيفة جداً، اووه.. حقاً لا اصدق انكِ ستذهبين للمدرسة اخيراً انا متحمسة جداً. هيا يفتاة ما بك؟
آيلين:حسناً حسناً لقد استيقظت، لما كل هذه الضوضاء يخالتي؟ كم الساعة الآن؟
الخالة سوزان :انها السابعة والنصف صباحاً أنتِ ستتأخرين عن المدرسة يا كسولة هيا يا آيلي فلتقومي الآن
ثم تنهدت وقالت :أعلم أعلم انكِ لست متحمسة مثلي وانكِ تفضلين المكوث في البيت عن الخروج والتعامل مع البشر لكن صدقيني سيتغير رأيك هذا قريباً حينما يصير لكِ أصدقاء يحبوكي وتحبيهم وعندما تتعرفين على آساتذك وعندما تجتازين اول اختبار لكِ حقاً سوف تستمتعين كثيراً.
آيلين وهي تخبأ رأسها اسفل الغطاء: أرجوكِ يا خالتي اليوم فقط اريد النوم اليوم فقط وسأبدأ غداً اسمحي لي أرجوكِ.
الخالة سوزان بجدية اكثر: لا لا هيا ستقومين الآن وتتناولين الإفطار وترتدين ملابس المدرسة وستذهبين. لن اغير رأيي ابداً؛ أفهمتي؟
آيلين وهي تصرخ صرخة خفيفة ثم تتثأب : حسناً حسناً اللعنة.
الخالة سوزان بعصبية: آيلين حقاً ؟ماذا قلنا عن الكلمات السيئة انتِ لم تعودي طفلة الآن سألقنك درساً ثم ضربتها ضربة خفيفة على رأسها وهي تضحك.
تعصبت آيلين ونهضت من السرير ببطئ وتكاسل وذهبت إلى المرحاض.
آيلين وهي تنظر إلى نفسها في المرآه: صباح الخير أيها الوجه القبيح كيف حالك؟ أنمت جيداً؟ ثم أشارت بفرشاة الأسنان على وجهها وقالت اللعنة على هذا الوجه.
انتهت آيلين من تجهيز نفسها للمدرسة.
ثم نظرت إلى مرآة الغرفة وهي تحمل قناع لونه اسود تعلوه نجوم بيضاء وارتدته وآخيراً ستذهب إلى المدرسة.
الخالة سوزان تنظر إلى آيلين ببعض الحزن والشفقة :هل سترتديه اليوم أيضاً؟
آيلين:أهناك حل آخر؟
قالت الخالة ببعض من التردد:اووه حس- حسناً ألا يمكننك أن تتخلصي منه اليوم؟ ولتجربي فقط، فمن الممكن أن تتغير بعض الأمور وتبدأين مرحلة جديدة من حياتك ولن تحتاجي فيها هذا القناع مجدداً، أليس كذلك؟
آيلين :حقاً ؟هل ترين هذا؟ ماذا سيتغير؟ ثم صمتت لوهلة وقالت هل سيتغير شكلي اليوم؟ هل ستزول تلك الندبات القبيحة اليوم؟ هل سأصبح جميلة اليوم؟
بالطبع لا.. لهذا يا خالتي لا تطلبي مني تغيير ما تعودتُ عليه منذ ذلك الحادث اللعين لا أهتم إذا كان هذا القناع يعجب البعض ام يجعلهم يستهزؤن بي المهم بالنسبة لي ألا يرى أحد وجهي وألا يلاحظ احد تلك الندبات فهذا يؤلمني حقاً.
الخالة سوزان بحزن:آسفه يعزيزتي ارجوك لا تفعلي هذا.. حسناً لن اطلب منك ازالة القناع مجدداً اعدك.
آيلين وهي تستكمل كلامها:اتعلمين أنا اكره تلك النظرات؛ نظرات الشفقة والنفور التي اراها في بعض الناس اعلم انهم فقط لم يقصدوا هذا، لكنه يؤلمني حقاً.
احتضنتها سوزان بقوة وقالت بفرح :وانا أحبك كثيراً وسوف اغير كل شئ اعدك.
ابتسمت لها ايلين وشكرتها ثم ودعتها امام الباب ورحلت.
تنهدت ايلين أمام مخرج حديقة البيت مترددة هل تفعلها ام ماذا هل تخرج الآن هل تقابل الناس الآن أم ماذا؟
هي لا تعلم، ينتابها بعض الخوف.
آيلين وهي تحاول التمسك:حسناً هيا بنا..
آيلين في المدرسة تتحدث مع مرشد الصف
استاذ طارق :إذاً يا آيلين لا ادري ما سبب طلب تغيرك لفصلك بين الحين والاخر ولكن لأن فقط خالتك عزيزة علي وافقت على تبديلك لفصلك مجدداً لهذا أتمنى ان تبتعدي عن المشاكل هذه السنة وتصنعي اصدقاء جدد.
آيلين تتحدث إلى نفسها بسخرية عن الاستاذ:من يظن نفسه هذا؟ إن خالتي تعطيه المال لأجل هذا هل يسخر مني.. أيا كان لننهي هذا الحديث السخيف.
قالت آيلين إلى الأستاذ:بالتأكيد سأحاول شكراً لك.
ذهبت آيلين إلى فصلها الجديد لتحضر اول حصصها اليوم
آيلين تقف أمام صفها وتحدثها معلمتها أن تُعرف نفسها أمام زملائها كتقليد مرموق وهكذا
آيلين ببعض التوتر:مرحباً انا آيلين وأنا اعيش في حي الزهور وأحب الرسم.
مريم (إحدى الطلاب)بسخرية :لماذا ترتدين هذا القناع هل انتِ مصابة بالانفلونزا؟
ضحك معظم الطلاب على تعليق مريم فهم يرون أنه من الغريب ارتداء قناع في عدم وجود سبب ما.
استاذة سميرة:حسناً يطلاب فلتهدأوا ولتجلسي يا آيلين شكراً لكِ.
شعرت آيلين بالخجل ولكنها تعودت فنظرت إلى الأمام لتبحث عن مقعد غير محجوز فنادت عليها زميلتها نانسي..
نانسي بودٍ:آيلين تعالي اجلسي هنا.
ذهبت آيلين لتجلس هناك وكان المقعد خلف مقعد نانسي
التفت نانسي قائلة:مرحباً آيلين أنا نانسي اتمنى ان نصبح اصدقاء جيدين.
ابتسمت لها آيلين وقالت:نعم اتمنى انا ايضاً اشكرك.
استاذة سميرة:هيا يا طلاب فلتفتحوا الكتب بسرعة. ساعدت نانسي آيلين في معرفة رقم الصفحة التي سيبدأون بها اليوم.
وبعد انتهاء الدرس وفي وقت الاستراحة ذهبت آيلين بمفردها إلى حديقة المدرسة للتناول الغداء هناك في مخبأها السري تحت شجرة الياقوت البنفسجي هكذا سمتها آيلين فهي ترى ان تلك الشجرة جميلة جداً على عكسها..
آيلين تتحدث بعصبية إلى الياقوت البنفسجي:يا لتلك الفتاة السخيفه ماذا تقصد "هل انتِ مصابة بالانفلونزا" هل هي تسخر مني حقاً؟ ما رأيك يا شجرة الياقوت البنفسجي هل ألقنها درساً أم اتركها بمفردها؟ اتعلمين يا شجرة انتِ جميلة على عكسي فأنا ابدو قبيحة لا لا تقولي هذا، فهذه حقيقتي...
مراد :هل هي تتحدث إلى نفسها؟ ولكنها تشير إلي الشجرة.. إنها مضحكة حقاً.
مراد يتجه نحو آيلين :مر...حباً هل انتِ بخير؟
آيلين وهي تحاول ارتداء القناع مسرعه : لا لا تقترب، ابتعد عني
مراد بتوتر: لا تقلقي، فأنا لم ارى شيئاً انتظري أين ستذهبين انا لم اقصد اخافتك..
آيلين وهي تهرب بسرعة : كنت سأكُشف ماذا لو رأني ماذا كنت سأفعل حينها حمد لله انني كنت اعطي ظهري له..
ولكن من هذا الفتى؟.. لا يهم.
عادت آيلين إلى صفها وجلست في مقعدها.
نانسي :آيلين اين كنتِ كنتُ أبحث عنكِ قد فاتكِ الكثير فقد تشاجر الفتيان في الصف وكان الموقف مليئاً بالشحنات حقاً.
آيلين:اوه حقاً؟ وماذا حدث بعدها؟
وهنا رأت ايلين مراد الفتى الذي قابلته عند شجرة الياقوت البنفسجي..
ايلين قاطعت نانسي :انتظرِ واشارت بوجهها الى مراد ثم سألت نانسي :من هذا الفتى؟
نانسي بطريقة طفولية :هذا مراد اوسم شاب لدينا في الصف أتريه وسيماً مثلي صحيح؟ ااه انه حقاً وسيم.
آيلين تتحدث إلى نفسها بدهشة: اوه.. ماذا؟ مراد ماذااا اهو معي في نفس الصف ماذا لو رأى وجهي وتعرف على من ذلك اللقاء السخيف ماذا إن تحدث مع من في الصف عني سأصبح اضحوكة الفصل مجدداً لا لااا.
نانسي : آيلين آيلين ياا فتاة إلى أين ذهبتي؟؟
آيلين تستعيد وعيها وتنصت إلى نانسي:اوه اسفه لقد شردت قليلاً. في ماذا كنا نتحدث؟
نانسي : هل ترينه وسيماً قولي لا تقلقي فأنا مخبأ اسرارك ثم ضحكت بصوت مرتفع قليلاً.
آيلين بخجل:وسيم ماذا لا بالتأكيد لا أراه وسيماً كل ما في الامر انني تصادفت به في مكان ما فقط... حسناً هيا قد أتى المعلم اذهبي إلى مقعدك.
نانسي بضجر: حسناً.
أنت تقرأ
حقيقة بطعم السكر
Actionقالت له :هل أعيش في كذبة؟ انظر إلى عيني؛ قل لي أرجوك أنني أحلم، أنني مازلت نائمة وان هذا الكابوس سينتهي عن قريب ،وانني سأمحو كل تلك الذكريات السيئة قريباً، لا ؛ من المستحيل أن يكون كل هذا حقيقي، كيف سأتحمل كل هذا الآلم؟
