ألْفٌ وَتسْعُ مَائةٍ وَتِسعُونَ
- بِسْمِ ﷲ الرحمٰنِ الرَحِيم-
مِين يُونقي
ضَابِط فالتسْعينات هَادئ يحبْ مُوسِيقى الجَاز رَقيق جِدًا وَ لَديه ثَلاثُ أصدِقاء. -
إنْهم كِيم سُوكجِين، بَارك جِيمِين و كِيم تَايهُيونغ
أصْدقاء مُنذُ الطّفولة
.
.
كأي يَوم رُوتينيّ عَاد مِين يُونقي مِن عَملِه الشّاق
تَوبيخ يُونقي جُزءٌ مِن رُوتِين مُشرِفه فِالعَمل
إنّه يُهمِل مَكتَبه جِدًا حَيثُ يَكادُ المَرءُ أن يُغمىٰ عَلَيهِ مِن شِدّة الفوضى.-----
بِخُطواتْ زَهيلَةٍ عَائِد إلىٰ مَنزِله حَامِلُ مِظلّته يُحدّق فِالأرْضِ-فَتيّات هَذا الجِيلْ جَمِيلَاتٍ جِدًا، لا بَأس بإحدَاهِن
أوَقَفَ سَيرهُ فَتاة جميلة تَسألُ عَن إتِجاهِ طَريق ..
لو سَمحتْ
مَنزِلي مِن شَارِع "هِيوُمروْ 22-1" قَريبُ بُرجِ نَامسَان يَبدُو لِي أنهُ في مُجمّعٍ سَكنيّ كَبيرْ ..
-إتجِهيْ مِن هُنا يَميِنًا وثَلاثُ طُرقٍ يسارًا هُنالِك مُجمّع سَكنيّ كَبير رُبَما قَد تَجِدينَ بَيتُكِ !..
لم أطلُب مِنكَ مَعرُوفًا كَبيرًا حَتىٰ لِتِحدثّني بهذهِ الفَظاظة !
_تكمل الحديث على هاتِفها العتيق_
حسنًا أُمي كُنتُ أفضّلُ البَقاءَ فِي دَايجُو عَلىٰ هَذا
-------------
لَم يُعِرها إهتِمامٍ عَلىٰ قَدرِ إهتِمامِه بِجُوعِهعَادَ إِلَى مَنزِلهِ يُرِيدُ الأكلَ فَقَط ...
يَرميْ مَفاتِيحهُ عَلَى طَاوِلةْ المَدخَلِ بِتَعب
يُرِيدُ النّومْ والأكْل فِي الوَقتِ ذَاتهِ
مممم حَسَنًا لَا بَأس فِالإتِصالْ بِسوكجيني لِيختَار.سُوكجِين:مَاذا تُريد إنّني لَا أزالُ فِي مُنَاوبَتي!
يُونقِي:قُم بالإختِيارْ مَا بَينَ يَمينًا أو يَسارًا بِسُرعة
سُوكجِين:حَسَنًا شُعوري يُخبِرني أنّ اليَمِينَ أفضَلّ.
يُونقِي:هَذا أفَضلْ سأتمَكنُ مِنَ النَومِ و....
سُوكجِين:أنتَ تَفعلُها مرّة أُخرى صَحيح؟!، إنتَظرني عِندَ البَاب سئآخُذَك لِنأكُل قَريبُ بُرجِ نَامسَان
يُونقِي:حَسَنًا وَمناوَبَتًك؟
سُوكجِين:إنّني رَئيسُ مَركَزّ كَامِل وَمُتغَيبٌ دَائمًا لَن يَلحَظَ أحدٌ!!
يُونقِي:لَقَد إنتَهيتُ من تَجهيزِ نَفسِي بِالفِعل هَل الجَو مَا..
-إنتِهاء المُكالَمة-
لَا بَأس إنّهُ رَئيسِي فِالعَمَل ')________________________________________________________
يُونقِي:الجَو لَا زالَ مُمطِر كَما خَمّنت، إنّهُ جَو لَطيفْ
سُوكجِين:أكرَهُ الشّتَاء يُسبب فِي موتِ أُناس كَثيرُون
يُونقِي:مَهمَآ أحْببنا مِن فُصولْ ذَالكَ لَن يُغيّر مِنها شَيء
سُوكجِين:لَنْ نَستَقلّ سِيّارة أُجْرَه إنّها غَالية الثَّمن
يُونقِي:وَكَأننا سَنَذهب إلى مَطعمِ بُرجِ نَامسَان او قَرِيبُه!!!
سُوكجِين:حَسَنًا أعرِفُ مَطعمًا إفتَتح مُنذ يَومَينِ إنّهُ رَخيصْ
يُونقِي:هَل تَقصِد ذَالكَ الكُشكْ؟؟ إنّهُ بالفِعلِ رَخيص وَلَذيذ ')
_________________
يُونقِي:حَدثّني عَن يَومَك هَل سَتحُلّ قَضية الإختِفاءْ تِلكَ؟
سُوكجِين:إنّها مُعقّدة حَيثُ أنَّ المُشتَبهُ بِه الرَئيسيّ قَد إعتَرَف فِ إذَاعة عَن جَريمَتِه بِالتفصِيل المُقَزّز ثُمّ وُجِدَ مَشنُوقًا فِي بَيتِه، شَكل جُثّته تَدُل عَلى أنّهُ ماتَ قَتلًا ولَيسَ إنتِحارًا، ما عَقّدَ المُحققِينَ أكثَر أنّه إرتَكَب تِسعَة وَأربَعونَ مِنَ الجَرائِم وَتَعودُ جَريمةِ الإختِفاء الأخِيرَة هِيَ الخَمسُونَ، فِي آخِرِ جَرِمَتَينِ قَد كَانتْ الشُكُوك تَدَور حَولَ منطِقَتِه
سُوكجِين:لَم يَفهَم أحَدٌ مَن قَتَله أوْ مَن قَد يَعلَم أنّهُ القَاتِل قَبلَ إكتِشافِ بصماتِهِ فِي بَيتِه المَفقُود، إكتَشَفوا أنَّ عُمرهُ تِسعَة عَشَرة عَامًا فَقَط وَأبَوَيهِ مُتَفوَفّيانِ! ،وَلَكن يُوجَدُ مَا يُنكِرْ أنّهُ القَاتِلُ الأصلِّ..
يُونقي : شششش لَقد وَصَلنا إنّنَي جَائِع
___________
-لَقَد أخبَرتُكَ إنّ هَذا الكُشكْ يَملُك ألذّ كِيمِيتشِي عَلى الإِطْلاق
=كُل وَلَا تُكثِر كَلام او سَوفَ أهرُب وَتدفَع ثَمَن الوَجبَتَين
-إنتَهوا مِن الطّعامِ-
يُونقي:حَسَنًا أوَدّ أنْ أُخبِرَكَ بِشَيء
-أخبِرني؟
=لَقَد صَادَفتُ فَتاةً غَبيّة بَعضَ الشَيء تَسألُ عَن مَكَانِ وُجودِ شارعٍ قَريبْ مِن بُرجِ نَامسَان، إنّها بالفِعلِ جَمليةً أكَادُ أنْ اُقسِمُ أنّ لَم يَكُن أحَدٌ لِيَسرِقَ قَلبِي مِثلَ مَا فَعَلت!!
سُوكجِين:-مِمممم ،مَا أعرِفُهُ أنّ ذَوقَكَ فِي الفَتَياتْ لَيسَ بِذالكَ السُّوء..
يُونقِي:مَا يُهِمّني الآنَ هُوَ أنْ تَعرِفَ لِي كُل مَعلومَاتِها
"قَالهَا يُونقي وَ لَطَفاتِه تُغطّي جَميعَ التَفاصِيلِ الحادة"
سوكجين:حَسَنًا لَكِن لآ تَنسَى أنَنْي سَوفَ أفعَلُها لِأخرِ مَرة!
إبتِسامةُ يُونقي تَبدَأ مِن أُذنهِ اليَمين إِلَى أُذنهِ اليَسار 'من الذان للذان'
ذَهَب مُسرِع إلَى المَنزِل وَكأنَّ قُوة غَامِضة سَحبَت كُلّ ذالِك التَعَب
اللّذِي كَانَ يَعتَليتهِ.
حَدّدَ مِعطَف لَطيف لِيرتَديهِ غَدًا لِيُراقِبها فِي عَودَتِهِ مِن عَملِه
كَانَ يَختَار مَلابِس تَجعَلهُ مُلفِت للأنظَار
يُونقي: أعتَقِدُ أنَّ هَذا لَن يَلفِتَ أنظَرَها وَسَأكُونُ شِبه غِير مَرءِ..
-صوت مكالمة-
يُونقي:أخِيرًا إتَصَل!!
-سوكجين:حَسَنًا كَما أنتَ أبلَه لَم تُخبِرني سِوا أنَّها تَعيشُ فِي مَبنى كَبيرٍ قُربَ بُرجِ نَامسَان وَلمْ اجِد سِوا مَبنى واحِد قَريبُ البُرجِ كَبير وَوجَدتُ فَتَاتَينِ جَميلتَينِ تَعيشانْ فِي نَفسِ المَبنَى. واحِدة تَحمِلْ إسْمًا أجنَبيًا جَميلًا يُدعَى صِبا وَإسمُ عَائِلَتِها مُعقّد وَالأُخرَى تُدعى مِين ڤِيُولِيتْ، مَا خَطبُ اللَذِي سمّاهِنّ؟ الَا يَعرِفُ الكُورِيّة أمّ يَوَدُ التَبَاهيّ فَقَط. مُتَجعرِف
=يُونقي:هدّئ مِن رَوعِك، الآنْ هَل يُمكِنَك إرسَالِ صُورَة للإثنَتَينِ؟
-نَعَم، إنتَظِر انا لَم أخبِرَكَ عَن أعمارِهِنّ، ڤيُولِيت تَبلُغ تِسعَة عَشَرة عَامًا وَ صِبا عُمرُها اربَعةً وَعِشرُونَ عَامًا.. أنَّكَ فِي الخَامِسِ والعِشرونَ مِن عُمرَك، لَن تِحب فَتاةً أصغَرُ مِنكَ بِ ٦ سَنَواتٍ صَحيح؟
=حَسَنًا هَل تَملِكَ المَزيدْ مِنَ المَعلُو..
-يَا رَجُل دَعنِي أُكمِل!
-صِبا كَانَت تَعيشُ فِي ألمَانيا وَلَكن أُصُولُ جُدودهَا مِن بِلادٍ عَربية، هَذا يُفسّر مَدى صعُوبته نَطق إسمُها، تُوفيَّ أبَاها.. حَسنًا إنهَا مَعلومات حَسّاسة لَن أذكُرها..ولكِنها بالفِعلِ جَميلة أهَنِئكَ عَلى إختِيارِكَ
=وَ ڤِيُولِيتْ ؟
-أنّها مِن أصولٍ كُورية بَحتْ حَيثُ لَو إستَمرَّ الحُكمُ المَلكيّ لكانَت وَليّةَ عَهد الآنْ،سَافَرت إلى دولٍ أجنَبيّة كَثيرة وَ..
=أأسَفُ للمُقاطَعة لَكن إننَي أرِيدُ صِبا
-حَسنًا سأُرسِلها فِيما بَعد
=إِلى اللِقا..
-فُصِلَت المُكالَمة-
=مممممتتععججررففففف!
______
يَجِب أنْ أتَصِلَ عَلى تَايهُيونغ قَد يُساعِدني فِي إختِيارِ مَلابِسي.
وَ مَتى سَيُصبِح ثَمن الهَاتِف اللوحِيّ الجَديدِ لَدَيّ بَدلًا مِن هَذِهِ اللُّفَافة!!
-تَايهُيونغ :لَم تَتصِل مُنذُ فَترة، كَيفَ حَالُكَ؟
=بِأفضَلِ حَالٍ وَلَكِن..
-صَوتَ الرَادِيو عِندَ تَايهُيونغ-
__: وُجِدَت رِسَالة مَجهُولَة عِندَ مَسرحِ جَريمةِ القَاتِل المُتَسَلسِل وَمُحتَاوها يَقولْ"أمْي أبِي، أعتَذِر لِأنَني قَتلتُكما وَلَكِن.. لا فَائِدة مِنَ الإعتِذار، لَقد قَتلتُ العَديدْ مِنَ النّاس وَتَوصلّ بِيَّ المَطافْ لِقَتلِ القَاتِل المُقلّد، قَد لا تَعلَمونَها لَكِنني أملِكُ قَاتِل يُلّقد جَرائِمي، سَأنتَحر مِن أعلَى ناطِحة سَحاب تُوجَد فِي سِيؤلْ، أعِدَكُم لَن تَجِدو جُثَتي " وَ لَم تتَواجَد بَصمَات عَلَى الوَرق ...
=فالتخفِض الرادِيو لَقد مَللتُ مِن هَذا القَاتِل، أضمَنُ لَك أنّ اللَذِي كَتَبَ الرِسالةَ قَاتِل مُقلّد أيضًا، كَيفَ سَيَترِك مَجَاله اللَذي تخَصصَ فِيهِ لِثلاثِ سَنَواتٍ بالإنتحارِ عَبرَ رِسالةَ قَصيرَة فَجأة!
-أعتَقدُ ذَالِك أيضًا، أنّهُ غَيرُ مَنطِقيّ وَلَكن كَيفَ قَد يَستطِيع تَجسيدِ كُلّ تِلكَ الخَمسُونَ جَريمةً علَى أنّهَا إنتِحار وعُمرَهُ ثَمَانيةً وَعِشرُونَ مِنَ العُمرِ فَقَط!!
-هذا غَيرُ مَنطِقيّ حَيثُ لَا يُوجَدُ أحدٌ فِي الكُورِيَّتَينِ عُمرهُ ثَمَانيةً وَعِشرُونَ عَامًا قَد يَملُك... حَسَنًا ماذا كُنتَ تُريد، لَقَد بَدَأنا فِي تَحقًيق قَد يَزُجّ بِنا فالسّجنِ..
=وهَذا مَا أُريدُ إكتِشافُه، سَأوعَاوِدُ الإتِصالِ بِكِ لاحِقًا!
-مَا بِك ألَم تَكُن مُستَعجِلًا وَتكادُ تتَوسّل...
-إنقِطاعِ الخَطْ-
رَمَى الهَاتِفْ عَلَى المِنضَدَة وَجَلَسَ عَلى الأرِيكَة يَعقِدُ أصَبِعهُ وَيفَكّر..
مَن قَدْ يَكونُ هَذَا الشَّخصْ لِيَملِكَ كُلّ البَراعَةَ تِلكَ لِيُجسّد كُل هَذِه التَمثِيليّة عَلَى دَولَة بأكْمَلِها؟ هَلْ فًعلُهَا سَهْل؟ هَلْ هُنالِكَ اكْثَر مِن قَاتِلٍ مُقَلِّد؟.
هَلْ يَجِبْ أنْ أجَرّبْها؟
-صَوتُ الهَاتِفْ-
يُون:مَن هَذا اللّعِين! ،اوُه حَسَنًا إنّه تَايهُيونغ.. ಥ‿ಥ
تَايهُيونغ:مَا بِك؟ هَلْ لازِلتَ تتعَاطَى أَمّ مَاذا؟ عَلَينَا التَّحدّ..
يُونقِي:ألَمّ أُخُبِرَكَ أنْ تَخرَسْ وَلَا تَتَجرّأ علَى تَذْكِيري بِهَذا؟؟! أيَجِبُ أنْ أقطَعَ لِسانُكَ كَيّ تَكُفَّ عَن هَذا؟
قَلَها يُونقِي بِحرَقَة دُمُوعْ والصُّرَاخُ يَكادُ يَخترِقُ حُنجَرَته
-صَمتْ-
تَايهُيونغ:أنَا لَمْ أعْنِي هَذ...
يُونقِي:إخْرَس! ألَا يَكفْي أنَّكَ مَنْ فَتَحَ بَابَ جَهَنّمَ هَذا عَليّ!! أَلَم يَكفِي!..لَقَدْ دَمّرتَ مَاضِّيِي كَامِلًا وَأنتَ بًبُرودٍ تَتَحدّثْ وَكَأنّهَا رِيحٌ هَبّتْ وَذَهَبَتْ!!!!
-يَكادُ تَايهُيونغ أنْ يَبكِي تَأثُّرًا-
تَايهُيونغ:أعتَذِرْ
يُونقِي:إنّ لَم تَصّمِت سَيَحدُثْ مَا تَستبعِدُه
__________________
إنقَطَعَ الخَطّ وَكَأنْ رُوحَ تَايهُيونغ إنقَسَمتْ نِصفَينِ
جَلَسَ تَايهُيونغ علَى الأرْضِ يَتَّإكُ علَى جِدَارِه يَبكِي
قَطَعتُ سَنَواتٍ أُحاوِلُ تَجنُّبَ مَاضيهِ وَلَكِن لِسانِي يَخذُلَني فِي كُلّ مرّةٍ
لَا أكُفّ عَن تَخَيلُ شُعُورِهِ بَعدَما فَقَد عَائِلتهُ بِحريقٍ فَاجِع وَأخَذَ المُخدِراتْ كَمُسكِّنْ ،إنّنَي فَاشِلْ حَتَّى عِندَما أُحاوِل أنْ أُواسِي أحَدُهُمْ
--------
يَكَادُ يُونقِي يَنفَجِرُ مِنْ البُكاءْ، جِدَارُ مَشاعِرَهُ رَقيقْ وَماضِيهِ يَأتِيهْ فِي أعَزّ أصْدقاءِهِ.
لَا يُوجَدُ مَن يُسانِدَهُ وَيَرضِيهِ كَأربَعِ سَنَواتٍ مِن قَبلِ
____أوّل بارت وَ لِـ ﷲ الحَمدِ
أنت تقرأ
|1995|
Romanceألْفٌ وَتسْعُ مَائةٍ وَتِسعُونَ هَذا عنوانُ قِِصّة تَروِي لَنا حكِاية أربَعةَ أصدِقاء تُهيّمن قُوَة تُفرقهُم إِلَى الأبَدْ