"كل ما نحتاجه يا صديقي هو شخص يحارب معنا الحزن ونوبات الاكتئاب المستمرة.."
نحتاج نحن كبشر المساعدة، مهما بَلغتْ قوّتُنا و نفوذِنا تبقى دائماً فينا نقطة ناقصة تبحث عن الإكتِمال؛ و هذا الإكتمال دائماً ما يكون شخصاً يشاركنا الحزن و يقاسمنا الفرح؛ جميعنا نحتاج ذلك الشخص الذي يأخذنا على محمل الجد، يتعامل معنا كأننا كل شيء، الذي يفهمنا أكثر من أي شخص آخر، تماماً عندما نكون في أمسّ الحاجة لذلك، كلّنا نحتاج إلى صدرٍ نبكي بداخله
و روح نستند عليها، صديق في الأفراح و الأحزان لكي ننجو معه...-لقد عدت
دوى صوت السيد مراد الأدهم في قصره الفاخر و الذي وصل إلى مسامع رمال، قفزت من مكانها بسرعة البرق متجهة إلى ملجئها و ملاذها
الوحيد... حضن والدها.-اشتقتُ لكَ
همست أمام صدره ليضمّها قائلاً: أنا أكثر
-يا ابتعدي عنه قليلا...أم لا يحِقّ لي الترحيب بزوجي..!
تحدّثت والدتها بتذمر ليقهقها على شكلها الطفولي، فتح والدها ذراعه
و ضمّهما معاً ثم همس بحب: أفضل إمرأتين في حياتي-اِعترِف أنني الأولى
أردفت رِمال و هي تضيّق عيناها كعادتها بينما انكمشت والدتها في حضنه
و قالت: أنا حبيبته الأولى و لولاي لما أنتِ موجودة أيتها الشقية..-طفلتان
همس مراد بابتسامة ليتحدّث أمير الذي كان يشاهد كل شيء بسخرية: ما الذنب الذي اقترفته يا والدي لتقع في مصيبة مع هاتين الطفليتين ؟
-يا من تلقبها بالطفلة أيها الطفل.. أنا أختك الكبرى احترمني
بدآ بشجارهما المعتاد و انتهى بهما الأمر يلقيان الوسائد على بعضهما كالعادة بينما والديهما يشاهدان شقاوتهما بسعادة ليهمسا في وقت واحد: نحن محظوظان لحصولنا عليهما..
بعد فترة جهّز الخدم طاولة العشاء، اجتمعت العائلة حولها يتبادلون أطراف الحديث...وجدتها رمال الفرصة المناسبة لتسأل والدها عن تلك الأعمال التي يقوم بها هو و ناهر و لكنه فاجأها بسؤال آخر: يبدو أنكِ مهتمة بالسيد ناهر كثيراً ؟
ارتشفت بعض العصير من كأسها ثم وضعته جانباً و قالت بسخرية: حقاً أبي هل أبدو لك مهتمة..؟ كل ما في الأمر أنني أتسائل عن سبب طلبك مني أخذ تلك الأوراق له بسرية..
-أنا أثق به.. انّه شاب مهذب و ساعدني كثيراً
تحدّث السيد مراد باعجاب بينما يقطّع قطعة اللحم التي بيده ثم أكمل مقاطعاً سؤالها : بالمناسبة أنا أفكر في دعوته إلى العشاء غداً لكي تتعرّف عليه والدتك ما رأيكما ؟
أنت تقرأ
الزّهرةُ البيْضاء | White Flower
Romance"الصداقة لا تموت وإن ماتت الحياة" تأكدي أنني سأكون دائما إلى جانبكِ يا زهرتي فمنذ أن صادفتكِ عيناي عرفت حياتي معناها و لن أتركك ما دام جسدي يملك روحي و ما دامت روحي مأخوذة بعيناكِ ....