يوما ما ستعلم

18 9 1
                                    

" اشتقت اليك"
كانت تلك رسالة من بين آلاف الرسائل التي لا تتوقف عن إرسالها لي منذ أن افترقنا،
لا ألومها فأنا السبب في تعلقها بي لهذا الحد ،
اعتدت أن أخبرها أننا متلازمان كملازمة البرد لليالي ديسمبر الطويلة ، أتسائل إن كانت تكرهني الآن؟
هل تفكر في شدة دنائتي؟ أم هل تتذكر أيامنا الجميله معًا؟
هل تتذكر اجتماعنا في نهاية كل أسبوع لنتناقش حول الكتاب الذي قررنا قرائته معًا.

"لاڤينيا" ليست فقط الفتاة التي وقعت في حبها بل هي أيضًا منقذة حياتي، فكم من مرات أنقذتني من محاولة انتحار، ولكن ليس هذا السبب الوحيد الذي جعلني أُحبها لهذا الحد ولا أعتقد أني سأعرف السبب يومًا.
لازلت أحتفظ بعدسات عينيها التي كانت تضعها لتخفي تباين لون عينيها ، فهي تعاني من الهيتروكروميا ، عندما عَلِمْتُ للمرة الأولي، انبهرت بجمال عينيها، فلن تري كل يوم فتاة تمتلك مجرتين متباينتين في عينيها، عندما أخبرتها بذلك توقفت عن وضع العدسات ، وكنت سعيدًا جدًا فلقد أقنعتها اخيرًا أن طبيعتها ليست عيبًا لتُخفيه.
أتمني أن اتحلي بنصف شجاعتها وأكون صريحًا معها كما كانت دومًا، ولكن ما باليد حيلة فلن أستطيع التقرب منها أكثر وانا علي وشك الموت.
لقد كانت حياتي شاقة ولن اكذب فقد شاركتني أيامي الصعبة وساعدتني علي تخفيف آلامي ، وجودها معي مرتين أسبوعيًا في جلسات الغسيل الكلوي، وإنقاذي من الانتحار والتخفيف من ضغطي النفسي .
قد يكون المرض هو سبب افتراقنا ولكني أتسائل إن كان ما فعلته دنائة مني؟ هل كان يجب علي البقاء معها لآخر أيام حياتي، ومشاهدة دموعها تنزل بسببي كما كنت أبكي علي فراش أمى الراحلة؟
أعلم أنها مستعدة لذلك، فلطالما كانت بجانبي ولكن لا لن أسمح أن تعيش نفس شعوري ،لن أكون بهذه الانانية، فقط أتمني أن تعيش حياة طويله وسعيدة فقد عانت بما فيه الكفاية.

              _________________________

في حال أعجبتك أحد أفكارنا نرجو إعلامنا لمحافظ على تميز أفكاركم.

قِدر الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن