ساحرة الجبل

4 0 0
                                    

أمسكت بِقبعتها بإحكام، بينما باليد الأخرى تُمسك بالمكنسة السحرية توجها حيثما المكان المطلوب، وحالما هبطت بِسلام نظرت حولها بِترقب، لتتنهد بِإرياحة لِعدم وجود أحدهم، مزيلة القبعة واضعةً قلنسوة الرداء مكانها؛ كي لا يتعرف عليها أحدٌ ما.

سارت بين الأسواق تراقب البضائع هنا وهناك حتى ابتاعت حاجياتها، والآن تستعد للِذهاب لِلمنزل بِسرور كون لا أحد تعرف عليها، ولم يُطلب منها أي طلباتٍ ساذجة مجددًا.

ولكن أعزائي لا تجري الرياح بِما تشتهي السفن...

-"ساعدوني ساعدوني سأسقط، ساعدوني!" صاح فتًى صغير من فوق سطح أحد منازل القرية طلبًا المساعدة.
تنهدت الساحرة بِستياءٍ قائلة:
"لا بد أنكَ تمزح معي!" المسكينة.

هْمَ الرجال يساعدون الفتى لكن بلا جدوى، حتى تَقدمت الساحرة رافعةً يدها عاليًا مرددة بالتعويذة المطلوبة، كي يهبط الفتى ركضًا لِحضن والداه بِسلام، لِتبتسم بِراحة كونه لم يتأذى، لكن قبل أي شيء صاح أهالي القرية حالمة رأوها:
-"إنها ساحرة الجبل، التي لطالما ساعدتنا لِعقود! وأتت لتساعدنا بِأعمالنا"
نظر أهالي القرية حينئذ لها نظرة لطالما حفظَتها.

قهقهت بِخفةٍ عندها لاعبةً بِأصابعها مردفة "إذن...أظن أنني علي الذهاب...يومًا سعيدًا شباب" وقبل أن يردف أحدهم بِحرفٍ ألقت بِتعويذة الإخفاء والدخان بِآنٍ واحد، فَبربكم سيعاملوها كخادمٍ ذليل لديهم مجددًا، ويطلبون العديد من الأشياء! وهي المسكينة صاحبة الألف عام، لن تقوى على سماع المزيد من ترهات الفلاحين الكسالة، فَإن أرادوا شيئًا إذًا لِيجتهدوا له، فَالمسكينة ليست مصباح علاء الدين!

      __________________________________

- في حالة مساعدة أفكارنا لكم نتمنى إعلامنا للحفاظ على تميز كل فكرة و إيضاح ذلك في قصتك ايضًا

دمتم في تَفرُد

قِدر الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن