.
.
.
.
.
هل يُمْكِنُ للإنسانِ ان يُكّنَ في قلبه شعوراً متناقضاً لشخصٍ ما؟
كأن يُحس نحوه بالإنجذاب و النفور، أو أن تمتلىء نفسه غبطةً حين يلمحهُ، و في الوقت ذاته يعتريه الإمتعاضُ؟
أهي مجرد مشاعر مُرتبكة، أم أن الدماغ يقوم بذلك كوسيلة دفاعٍ ، حين يُدركُ أن لا أمل في تمنّي قُربِه.
.
.
.
.
في ذلك المساء الدافىء، حين بدأ زبائنُ حانة كرايتريون بالتوافد تباعاً، و علَت أصواتهم المُتحمسة وهم يتدافعون إلى داخل الصالة الرئيسة، ثم تنهالُ طلباتُ الشراب و المأكولات الخفيفة على النادلات، اللواتي يهرعن لتلبيتها دون إبطاء.
لطالما كانت حانة كرايتريون ملاذاً لرجال الطبقة العامة من سُكَّان دورام، حيثُ يقضون فيها ساعاتٍ طوال لإحتساء المشروبات، و تبادلُ الأحاديث، او في المخاطرة بتبديد ما كسبوه بشّق الانفس خلال النهار، في المراهنات.
جميعُ زبائن تلك الحانة سواءٌ بالنسبة إلى كيتي، وهي إحدى النادلات القُدامى و الطباخةُ المتمرسة، فأغلبهم يأتي إلى هنا هرباً من الواقع المرير و قسوة الحياة، آملين في قضاء سويعاتٍ قليلة ،لا يضطرون فيها للتفكير بالعمل الشاق الذي ينتظرهم حين تُشرق الشمس، ولا في الإضطهاد الذي يُمارس ضدهم من قبل الاقطاعيين.
وحده هو من استطاع شّد إنتباهها. زبونٌ جديد، وهي التي ألفت جميع الوجوه، تستطيع أن تجرم انه انتقل إلى دورام حديثاً، أو ربما يزورها بين الفنية و الأخرى، و في كل مرةٍ يحرصُ على المجيء لتلك الحانة، يختارُ الطاولة الوسطى، و يكون حوله جمعٌ من النادلات، اللواتي يُهملن عملهن ليكنّ بقربه، يتجاذبن الأحاديث و يشجعنه حين يلعبُ الاوراق خلال المراهنات.
تكتفي كيتي بمُراقبته من بعيد، تحديداً من خلف طاولة إعداد المشروبات و الأطعمة، لا تسمحُ لنفسها بأن تقترب اكثر من ذلك، لكي لا يظنها كغيرها من النادلات، فَهُن يرضين بأي شيء في سبيل المال، و ما إعجابهن به إلا طمعٌ في ما يكسبه من خلال فوزه المُتكرر في المراهنات.
تبغضُ كيتي رؤيته وهو يسايرهن، من المحتمل أنه يعلمُ يقيناً ما يُخفينه من نوايا، ولكن، و لشدة خيبة أملها، يبدو مزهواً تماماً بما يناله من إهتمام.
لذلك يتذبذبُ شعورها نحوه بين مدٍ و جزر.
فهي تنظرُ الآن بشرود بعينين حالمتين، الى تقاسيم وجهه الوسيم الذي لوحتهُ الشمس، و شعره الفاحم الذي يُضِيء لون عينيه الرماديتين الحادتين، كان يبتسمُ بثقةٍ وهو يرمقُ خصمه في اللعب، يريحُ مرفقيه فوق الطاولة الخشبية أمامه، و يبدو موقناً من فوزه.
أنت تقرأ
إنجذابٌ عقيم
Fanfictionتمتلكُ نادلة شابة، شعوراً متناقضاً نحو موران ، فهي تشعرُ بالإنجذاب إليه و في الوقت ذاته، تمتلىء نفسها بالنفور منه، ثم تقودها المصادفة إلى إكتشاف أمرٍ قد يعرض حياتها للخطر. تحتوي هذه القصة على تلميح للحلقة الخامسة من أنمي موريارتي الوطني و التي كانت...