الفصل الرابع عشر

940 34 13
                                    




الفصل الرابع عشر

#اغتصاب #حياة

بقلم / قرنفلة النيل

حنان محمود

******************************

= قالت :

= أقول إلى المصدقين ..لغيرهم ممن مروا بهم

= الواثقين بهم كم مرة وثقتكم...بعدها

= كم خذلتم وكم خذلكم المارون بكم

= ماذا فقدتم من أرواحكم

= من هدوئها ...ماذا بقي من سكناكم

= من سكينة أرواحكم...كيف حالك وانت تلومها

= بقسوة...وكيف هو لومها لك

= وقد علمت أنك من أوجعتها

*****************************************

= منذ الصباح الباكر وهى تبحث عن وظيفة ..تتجول هنا وهناك ولكن لا أمل فأبناء المنطقة يرفضون تشغيلها بل وينظرون نحوها فى اشمئزاز وكأن وجودها سيلوثهم ..وها هو النهار قد انتصف وقد باءت كل محاولاتها بالفشل وساقيها تؤلمانها للغاية ولم تعدا قادرتين على حملها ..وجدت محل ملابس على أول شارع جانبى قد استدارت إليه ..وجدت ملصق على بابه من الخارج أنهم يريدون فتاة للعمل كان لا يبعد كثيرا عن منطقتها دخلت تدعو الله أن يوظفها صاحب العمل ..وجدت رجلا ذو بطن منتفخة يبدو فى أواخر الاربيعينات من عمره ذو بطن منتفخة متدلية يجلس خلف مكتبا عاليا يكتب شيئا بأوراق عدة أمامه بينما على يمينه يقع جهاز حاسوب قد ترك مفتوحا ..هتفت بصوت عالى لتنبهه لوجودها : السلام عليكم ..
رفع الرجل نظره نحوها ثم خلع نظارته متأملا إياها ورد : وعليكم السلام ..تحت أمرك ..
ابتسمت غمزة بود هاتفة : الأمر لله وحده ..أنا أتيت بخصوص الوظيفة ...
عاد الرجل يتأملها جيداُ يتأمل ملابسها التي رغم اتساعها قد أبرزت جمالها وجمال قدها الممشوق ..تهبط عيناه ببطء فوق جسدها ثم علت وجهه ابتسامة صفراء معجبا بما تراه عيناه.. عادت عيناه صعودها نحو وجهها وما زالت تلك الابتسامة مرسومة على وجهه هتف ببطء : وأنتى ما هى مؤهلاتك ..؟؟؟
= ارتسمت ابتسامة فرحة على وجهها فمعنى أنه يسأل أنه ربما هناك أمل فى توظيفها لديه ..هتفت فى فرحة : آداب ..
= عاد ينظر إليها من أعلى لأسفل مرة أخرى وهو يهتف بمرح : لا يضر جيد الأداب ..الأدب حلو أيضا ..
= لم تفهم غمزة مقصده ..ولكنه عاد يهتف : و ما هو اسم الجميل ؟؟؟
= ردت غمزة بسرعة : غمزة ..
= رد الرجلتمام يا غمزة تعالي من الغد من الساعة 9 تنصرفي على الساعة 7 مساءٍ
نظرت اليه غمزة وكأنها تستشف صدق ما سمعته منه على وجهه فوجدته مبتسما فسألته بسعادة = طاغية تكاد تجعلها تقفز فى مكانها : حقاً ..يعني حضرتك وافقت ..
= ضحك الرجل بصوت عالى ثم قال : أي نعم ..حضرتي وافقت .. ولكن تحضري مبكرا لأني لا أحب التأخير ..
= هتفت غمزة : لا أبدا من النجمة ستجدني هنا ..
= قالتها لتزداد ضحكاته علوا فاستدارت سعيدة مودعة إياه ..بينما هتف الرجل بصوت منخفض :قال وهو يعلق شفاته ...حلو يا حلو ..نحن داخلين على أيام عسل...

إغتصاب حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن