7- إذا مات

151 5 0
                                    

ما إن خطت إلى الردهة حتى سمعت تاي أصواتاً، كان جوزف و بيلا يدمدمان

لبعضهما بعضاً وهما يسيران في الممر في طريقهما إلى المكتبة، فوقفت وراء الباب

المفتوح.
اقتربت الأصوات ووقع الأقدام ثم انطفأ النور في الردهة، وأقفل أحدهما باب

المكتبة، ولولا نور القمر المتسلل من النافذة لغمر تاي الظلام.. أقفل الباب الأمامي

وابتعد وقع الأقدام نزولاً على الدرج الخارجي.. بعد دقائق قليلة تناهى إليها

صوت هدير محرك شاحنة جوزف..ثم أخذ صوتها ينخفض لأنها ابتعدت عن الطريق

الداخلية.. وماهي إلا لحظات حتى عم الهدوء..
تحركت تاي بحذر و توجهت إلى الباب الذي أمسكت قبضته و أدارته وفتحت

الباب..كانت الردهة مظلمة ولكن سرعان ماوجدت زر الإنارة..ارتقت السلم،

وقلبها يضج إثارة..وصلت قمر الليل إلى الردهة العليا المظلمة.. من تحت أحد

الأبواب إلى اليمين في مقدمة المنزل، شعاع رفيع نوره أصفر، توجهت إليه مباشرة..

طرقت طرقاً خفيفاً على الخشب وفتحت الباب بدون أن تنتظر الرد.
امتد النور على طول السرير العريض ولكنها لم تجده في سريره بل وجدته واقفاً إلى

جانب السرير العريض لها، كان يقلب أغطية الفراش، وبدا أنه لم يسمعها.
قالت :" ميردت".
انتفض أولاً ثم تشنج.. ولكنه مالبث أن رمى الغطاء من يده وارتفع رأسه إلى

الوراء.. وأطلق لعنة قاسية ثم ارتد ليواجهها..لم يكن يضع النظارة فبدت عيناه

الزرقاوان واسعتين تحدقان إلى شيء ما فوق رأسها.
قال بصوت ساخط:
- ياإلهي..أنت هنا مرة أخرى؟ ألم أطلب منك الابتعاد عني؟
- أجل..طلبت مني ذلك..وقد ابتعدت عنك..لكن عندما سمعت أنك مسافراً قريباً

لتجري عملية جراحية وجدتني أطلب رؤيتك مجدداً..كان عليّ أن أراك.
فجأة..حدث شيء ما.. الحب الذي تكنه له تفجر وطاف ليغمرها فتركته يتدفق

منها دافئاً قوياً، لايمكن مقاومته، وكأنه مد قادم من أعماق البحار يدفعها نحوه،

وامتدت يداها إليه تتلمسانه.
ماهي إلا ثلاث خطوات حتى أصبحت قربه، يداها على صدره.
- آه ميردت.. ما أشد سروري عندما رأيتك واقفاً في الباب الزجاجي ساعة

الحفلة، ظننتك رحلت.. ظننت أننا لن نلتقي مرة أخرى.
غمرتها مشاعرها فضغطت وجهها على عنقه..لكنه ظل جامداً إنما للحظة لأنه

مالبث أن تأوه وتنهد قبل أن يلقي سلاحه و يتخلى عن جميع دفاعاته..التفت يداه

حول وجهها بخشونة ورفعه.. رأت عيناه تحترقان بنار زرقاء.. ثم التفت يداه

【لحن الجنون 】♡روايات احلام الجديد ♡فلورا كايدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن