الجُزء الأول

32 2 7
                                    

💙

«إذكروا الله»

.
.
.

"إبقي ثابته هذهِ ثالث مرةٍ تُخربين الصوره يا'أيڤ'!!"
"حسنًا حسنًا أعدُك لَنْ أتحرك هذهِ المَره"

قُلت وعاودت الجلوس على حافةِ الكُرسي أبتسم مُظهرةَ أسناني كما أخبرتني سابقًا بينما أنتَ تُمسك هاتفكَ وتحاول التَركيز

كان هنَاك ذُبابةٌ تُضايقني حاولت تجاهلها لَكنها وقفت على أنفي فَتحركت بِسرعةٍ لِيبدأ صراخُكَ أنت

"أيييڤ!!!"

إنتفضتُ هاربةً حينهَ أُكرر أسفي وأضحك بِشده، بينما أنت تُحاول لحاقي متصنعًا الغضب بينما بِالكاد تَكبحُ ضِحكتكَ

أتتذكر هذَا اليوم؟، قلوبنا بَريئه كَالأطفال، كُنا أعز أصدقاءٍ حينهَ، كُنتَ جُزءًا مِني، كان ما يُسعدك يُسعدني، وما يُحزنكَ يُحزنُنِي أضعافًا!

الطفوله ياعزيزي دومًا لذيذه، حتى الذكريات السيئه مِنها كَإجبارنا على النوم مُبكرًا تَكون لذيذه

والأجمل مِنْ مرحلةِ الطفوله هي الإحتفاظ بِقلبِكَ طِفلًا مهما بَلِغتَ مِنَ العُمر، مهما تَغيرت الأوضاع، وتَغيرت المؤثرات، وتَغيرت التَغيُرات، تَضل بريئًا!، مهما أذتكَ الدُنيا وتَعلمت مِنها دروسًا يَبقى قَلبُكَ صافيًا لا تَكره شيئًا ولا تَكره أحدًا

وهكذا كُنتَ أنتَ، بريئًا وعفويًا للغاية، كُنتَ صافيًا للحد الذي قد يَجعلكَ تُعانق شَجرةً كُسِر غُصنهَا، لَمْ أراكَ يومًا تَنظُر لِمن حولكَ نَظرةَ كُرهٍ أو حِقدٍ او سُوءٍ أو غَيرها... كانت نظرتُكَ مليئه بِالحُب، فَقط الحُب، كُنتَ تَنظُرُ لِكُلِّ شيءٍ حَولكَ بِحُب!

على عَكسِكَ تَقريبًا؛ لَمْ يَكُن قَلبي طِفلًا إلا مَعكَ، لاطالما أذتني الدُنيا، كُنتُ أحاول التجاوز لَكنها تَضع أثرًا سيئًا بِداخلي، كان هَذا السوء قد يلاحظهُ الجَميع إلا أنتَ!

لَيس لِأني أُخفيهِ عَنكَ، بَل لِأني أعودُ طِفلةً مَعكَ، لا تَعب الأيام تَحتَ عينيّ، ولا روحٌ عجوزةٌ تَسكُنني، أكون صافيةً تمامًا مِثلكَ!
أنسى كُلَّ شيءٍ وتَبقى أنتَ فَقط بِداخلي
تَتولى زِمام مَشاعري..
وتَقود هذهِ المَركبةَ، مِنْ مكانٍ غامِقٍ إلى مكانٍ يَلمعُ كَعينيكَ

لَمْ ترى سوئي هذا إلا حينَ كَسرتُ قَلبكَ بِإندفاع
وخَسِرتُكَ للأبد وخَسِرتُ قَلبي الصافي مَعكَ

فِيْ تِلكَ الحديقةِ حيثُ عَجزت عَنْ إلتقاط صورةٍ لِي أنا أقِفُ الأن.. يومهَا كان الربيع، كُنت أرتدي فُستانًا زهريًا وتَرتدِي قَميصًا بِلونِ السَماء، وقبعةٌ صَفراء

يومها بَقيتُ أسخرُ مِنْ كونِكَ تَرتدِي الأزرق والأصفر معًا وأنت تُعطيني مُحاضراتٍ عَن الموضه وعن كوني جاهلةً بِها

تَتقبل مُزاحي بِصدرٍ رَحب كأني روحكَ فِيْ جسدٍ آخر، وأتقبلُ مُزاحكَ كأنكَ جزءٌ مِنْ هذهِ الروح

لَكني اليومَ أقِفُ أمام ذاتِ الكُرسي في الشِتاء وتغطيني أكوامٌ مِنَ الملابس باهتةٌ وبلا لون، وأتلحفُ بِوشاحِ فُراقنا وتُدفئني الدَمع قَبل أنفاسي

أينَ أنتَ وأينَ أنا، أينَ نَحنُ الان، ومالذي بنا جرى!
أفتقِدُكَ وأنكرتُ ذَلكَ طويلًا أنكرتُ أنَ قراري كانَ خاطئًا..
لَكني عُدتُ جرًا، أرجو طلةً مِنكَ أو حتى لَمحه

لازلتُ أتخبط باحثةً عَنْ الصواب، لكن لا أنا ولا أنتَ ولا الصواب إلتقينا..
كُل دواخلي أحبتكَ، وكُلهَا دَفعتني عَنكَ...
أنكرَتكَ بأبشع الطُرق، وأذتكَ ومزقتكَ حتى النهاية...

وأنا كُنتُ حمقاءً أقِف مكتوفةَ الأيادي
أستمِرُ بِالكَذِبِ والإنكار
أستمرُ بِكوني غبيةً وغَير واعيةٍ!

-

سوبر فرح إشتاقت لَكُم^^
💙💙

ذِكرى || B.Jحيث تعيش القصص. اكتشف الآن