أحداث يوم القيامة بالترتيب اتفق العُلماء على أنّ أحداث يوم القيامة تبدأ بالبعث، ثُمّ النشور، ثُمّ الحشر، ثُمّ الحساب وفي الحساب يكون تطاير الصُحف والكُتب والميزان، ثُمّ الصراط، وقد اختلف العُلماء في الحوض هل يكون قبل الصراط أو بعده بناءً على الأدلة الواردة فيهما.
[١] النّفخ في الصّور تعيش في هذه الحياة الكثير من الكائنات المُشاهدة وغير المُشاهدة والتي هي في حركةٍ دائمةٍ لا تتوقّف، وتبقى على هذه الحال إلى أن يأمر الله -تعالى- بالنفخ في الصور؛ فيتنهي كلّ حيّ في هذه الحياة سواءً في الأرض أو في السماء؛ قال -تعالى-: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ)،
[٢] والصور في لُغة العرب هو عبارة عن قرن، وقد بيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- بأنّه كذلك، قال -عليه السلام-: (إنَّ اللهَ تعالى لما فرغ من خلقِ السمواتِ والأرضِ خلق الصُّورَ وأعطاهُ إسرافيلَ فهو واضعُه على فيهِ شاخصٌ ببصرِه إلى العرشِ ينتظرُ متى يؤمَرُ فقال أبو هريرةَ قلت : يا رسولَ اللهِ وما الصُّورُ ؟ قال : قرنٌ فقلتُ : وكيفَ هوَ ؟ قال : هو عظيمٌ)
،[٣] وقد بيّن -عليه السلام- أنّ الملك الموكل بالنفخ فيه هو إسرافيل -عليه السلام-، وبعد النفخ لا يستطيع الإنسان أن يوصي أو أن يرجع إلى أهله، وقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- عن أوّل من يسمع صوت الصور؛ فقال: (وَأَوَّلُ مَن يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إبِلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ)،
[٤] وتكون سريعة بأخذ الناس؛ حتى يكاد الرجل يرفع اللقمة إلى فمه فلا يأكُلها.
[٥] واليوم الذي تقوم فيه الساعة، ويكون فيه النفخ هو يوم الجمعة، قال -عليه السلام-: (خيرُ يومٍ طلعت فيهِ الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ أُهْبِطَ، وفيهِ تيبَ علَيهِ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ تقومُ السَّاعةُ، ما علَى الأرضِ من دابَّةٍ إلَّا وَهيَ تصبحُ يومَ الجمعةِ مُصيخةً)
،[٦] وجميع المخلوقات تكون خائفةً في كُلّ يوم جمعة ما عدا الإنس والجن، ويكون لإسرافيل نفختين في البوق؛ تموت في الأولى جميع الكائنات، وفي الثانية تحيا؛ للبعث والحساب، وقد سمّى القُرآن النفخة الأُولى بالصيحة وأحياناً بالراجفة، والنفخة الثانية بالرادفة أو النفخ في الصور، وقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- عن المُدّة التي تكون بينهما بقوله: (ما بيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أرْبَعُونَ قالَ: أرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قالَ: أبَيْتُ، قالَ: أرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قالَ: أبَيْتُ، قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً؟ قالَ: أبَيْتُ)،
[٧] وذهب بعض العُلماء ومنهم ابن العربي، وابن تيمية، وابن كثير إلى أنها ثلاثُ نفخات، وهي: الفزع والصعق والبعث.[٥] ويكون هُناك أصناف من المخلوقات لا تتأثر بالصعق، وقد اختلف العُلماء في بيانهم؛ فذهب ابن حزم إلى أنّهم الملائكة، وذهب مُقاتل إلى أنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت -عليهم السلام-، وقد ذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى أنهم الولدان والحور العين الذين في الجنّة، وذهب القُرطبي إلى أنّهم الموتى، وجاء عن ابن عباس وأبي هُريرة إلى أنّ الأنبياء والشُهداء لا يُصعقون يوم القيامة، وقد جاء عن بعض أهل العلم ومنهم القرطبيّ أنّ الأصل التوقّف فيمن استثناهم الله -تعالى- من الصعق؛ لعدم وجود حديث صريح بأصنافهم.[٥] البعث والنّشور يُعرف البعث في اللُغة بأنه الإرسال، وأمّا في الإصطلاح الشرعيّ فهو إحياء الله -تعالى- للناس بعد موتهم من قبورهم لحسابهم، ويكون البعث بالروح والجسد كما جاء عن السيّد سابق، ومما يدل على ذلك قوله -تعالى-: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)،
أنت تقرأ
تسبيحات ومعلومات
Romansكتاب يخص الادعيه والمعلومات والتسابيح والثناء صدقه جاريه بعد موتي سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ممنوع المرور م̷ـــِْن هنا الا بعد الصلاة عل النبي اللهم صل وسلم على افضل...