أقصى الشرق الفصل الأول

4.2K 95 2
                                    

سُلالتي

ما السبب الذي جعله يطلب منها هذا ؟
حُبّه الاستحواذي؟ أم جنونه الذي يرفض تصديق أنها قد تُحب شخصاً غيره؟ عشقة لها جعله يتملّكها كالوحش الذي يحبس فريسته ..

معرفته بأمر الملف قاده للجنون و فقد السيطرة على غضبه ، عاد للمستنقع المظلم و لكن أقوى ، يمان عرف من تسجيلٍ صوتي و بضع صور أن حبيبته تخونه ، تحطم ، تدمّر ، إنهار عصبياً هرب للغابة و صار يزأر كالليث المجروح ، ضرب الاشجار بيديه العاريتين حتى تجرّحت و نزفت لم يهتم ، بل صار يُخرج ثورانه و غضبه المستعر وحده ، بعيداً عن الخائنة التي تزوجها (كما يعتقد الان )

لكن رغم الذي حل به لم يتركها ، ينتفض من سريره باحثا عنها كلما غابت ، مستعيداً قواه ، فكان يعاقبها بالقسوة بل عاقب و آذى نفسه أكثر منها ، لم يعد يستطيع العيش في هذا الوهم ، لا يقدر أن يقتلها أو يطردها فروحه متعلقة بها و حياته أصبحت محيطة بكل شيءٍ يعنيها .

وصل به الامر لإهانتها ، وجد رسالتين مشؤومتين من الوغد سليم يخبرها بأنه سيصلح خطئه ، لتسامحه ااستشاط غضباً و حبسها ، لكن طفح الكيل صارت تتحداه لم تعد تهابه ، رمت السهم بوجهه و اخبرته بصريح العبارة "لم أعد اخافك لمقدار ذرّه! " فالتفعل ما شئت لن تستطيع أن تكسرني سآخذ يوسف عنك و نعيش بعيداً عن ظلمك و سجنك ، عرف بعد التحقيق أنها تنوي الهرب جديّاً و قد جهزت جوازات سفر مزورة لها و ليوسف لذا خطّط لأستحواذها ملكاً له للأبد ..

دبّر يمان عطلة لأجل أخيه و زوجته و أختها ، استغربوا طلبه فقال انها مجرد عطلة للترفية عنهم و أجبر الجميع للرحيل حتى إقبال لم تستطع أن تصنع خطة ما لأفشال هذه العطلة فأضطرت هي و اختها أن تذهبان ، حرفياً للجهة الاخرى من تركيا بعيدين بهكتاراتٍ من الطريق
أما الخدم جينكار و عدالت و نسليهان فقد ارسلهم بإجازة ليخلو القصر فقط له ، " جينگار ستأخذون يوسف معكم لبضع أيام و معكم حراس القصر ليحرسوكم ، لا تسألني شيئاً " اومأ له جينكار برأسه و أخذ الحقائب ليضعها في صندوق السيارة
سأله يوسف بصوته البريء ؛ أمجا لماذا لن تأتي أنت و خالتي معنا ؟

ابتسم يمان و جلس بمستوى يوسف ؛ لا تقلق قطعة النار انا و خالتك لدينا بعض الامور لحلها ، عدني انك ستكون رجل رائع و لن تخف ستغيب لبضع أيام فقط ، اتعدني ؟
يوسف ؛ أعدك
.....

خلا القصر تماماً و هو جاهز الان لتنفيذ خطته ، صعد السُلّم المؤدي إلى الملحق الخاص بهما بخطوات متثاقلة و كأن شيئاً في داخله يمنعه من القيام بالأمر الجنوني هذا

سمع صرخاتها من خلف الباب ؛ أخرجني!! ماذا تفعل الان! أخذ نفساً عميقاً و سحب المفتاح من جيبة ما أن فَتح الباب حتى خرجت أمامه تبكي ، و تضرب بصدره ليجيب عن أسئلتها الكثيرة ، امسكها من يدها يجرها خلفه متوجهاً لغرفة نومهما

أقصى الشرّق / مكتملةWhere stories live. Discover now