تكسرنا تجارب الحياة السابقة لتعدنا لما هو قادم.... كل يوم يحمل معه سرا خافتا يشير لما هو آت
كان يذكرني دائما عند نهاية أحاديثنا أنه يحبني كثيرا و يريد ان يكمل حياته معي ، لكنني كنت أنسى سؤاله عن ماهية الحب الذي يكنه لي ، فلم اعد ارى الحب في كل تلك التفاصيل لطالما خيب ظني في تجاربه الوهمية التي وضعتها في عقلي ، إلا أنني تجاوزتها و تجاوزت مرارة خيبة الأمل أيضا ، مضت بيننا الكثير من الأحاديث التافهة و الجادة ، المضحكة و المزرية أيضا ،إلا أنك كنت أحيانا تتجاهلني عنوة و أضع لك ككل مرة عذرا جديرا لشعور بتأنيب لابد لها أن تحدث ... غرتني الأماني معك و ليتها لم تفعل و كنت اردد مرارا و تكرارا أن البدايات للأحباء أما النهايات فهي للعشاق ، أي جزء من هذه العلاقة نحن لم نعد في البداية و لم نصل لنهاية نحن في المنتصف المميت هناك حيث تقهر و تقتل الأماني و الأحلام الوردية حين يبدأ الفراق بالنمو سقيا بالدموع " يبدأ الفراق قبل أن تنتهي العلاقة بأشهر " لكننا نحن و مازلنا نحن كما بدأنا منذسنة لم يتغير شيء و لم يحدث شيء ، هل مازال الحب بيننا ؟! أم أنه تعلق فقط !!! .
راودتني كل تلك الأفكار بينما أنظر لسماء اليلية الباردة المليئة بالنجوم و الغيوم و الضباب لطالما كانت تبدو مشرقة حتى في عتمتة الليل ، لكني أظن أنه لا شيء حزين كنجوم يجب أن تسمع جميع ترهاتنا و جنونا و تبقى مشرقة رغم أنها كوكب ميت ، هل هي نفس النجوم التي رأيتهها البارحة أم انها أخرى تجوب الكون كتائه ، سأرحل يوما عن هذه المدينة و أرى هذه السماء من مكان آخر هل ستكون النجوم نفسها يا ترى ...
هاهو هناك يلوح بيده و يحمل باقة الأزهار المعتمدة لديه دائما ليراضيني بعد أن يغيب عني فجأة ، يتوجه نحوي بابتسامته المشرقة المزيفة نوعا ما فيه شيء غريب ، اليوم يبدو هادئا كأن رذاذا سحريا رش عليه هناك خوف مشتعل في عينيه ، يتقدم نحوي بخطوات مترددة كأنه يريد أن يركض للإتجاه المعاكس في أي لحظة ازيح بها نظري ، هل يعلم يا ترى أني أجيد كل تفاصيله ؟
يأتي ممسكا يدي و نظراته تخترقني كيف لا و قلبي مازال بعد كل هذا الوقت يرتجف عند حضوره مازلت بنفس الحب و نفس اللهفة و نفس النفس ،نظر إلي كانه يهدأ من روعي و يهيئني لما سيأتي بعد كل هذا ليغرز بكل هدوء كما إعتدته دائما كلماته التي إختاره بعناية أثناء النظر في عيني ، يتعمد فعل هذا و إرباكي ثم يعيدني ثابة بحروفه العبرية الصعبة لأركز معها مرارا و تكرارا لفك أحاسيسها كانها طلاسيم مدفونة في عيني و هو يرتلها بكل هدوء .
وضع باقة الزهور في يدي و أردف قائلا " أيلين لابد أن نفترق " لننتظر لحظة و نوقف الزمن عند هذه النقطة و هذه اللحظة و لخيبة من خيباتي التي لطالما طاوعت طريقي معه لم أشعر بالفراق لم تنتهي لدي العلاقة حتى هذه اللحظة مازلت أحبه لم استوعب أو لا أريد أن أستوعب لابد أنني أخطأت السمع ربما هي عبارات جائت بها الرياح عن طريق الصدفة و تناسقت مع حركات شفتيه ، لازلت انظر لعينيه كانني لم أسمع شيئا أجل تجاهلتها إنها خطأ بالطبع رغم أنني قرأت شفتيه قبل أن ينطق بها .
" أيلين أنا أعتذر و لكنني لم أعد أحبك "
متى ؟ و أين ؟ و كيف إنتهى ؟ متى حدث هذا منذ شهر منذ أسبوع منذ يوم منذ لحظات أم أنه لم يكن قط ! حسنا إذن ألن يكفي حبي لكلانا ... بقيت أحدق به للحظات كأنني أحاول تذكر ملامحه المحفورة في قلبي منذ زمن حتى أصبحت كالوحة الفنية بالنسبة لي، لم أعلم أن هذه اللوحة من شأنها أن تشوه يوما ما قلبي ،" أظنه لقاءنا الأخير " و بعدها سرت مبتعدة عنه إلى أين أتجه و أي طريق هذه ، هل بيتي في الجهة المعاكسة ... أشعر أن الطريق طويل جدا هذا الكعب العال يؤلمني ، لا أريد أن أنظر ورائي فأعود راكضة نحوه كطفة متمسكة بياقته لتمنعه عن الرحيل بدموع التي انهمرت لمجرد إستدارتي ... لقد تأذيت بشكل سيء هذه المرة ...
أنت تقرأ
لربما نعيش
Short Story" يفرد القدر جناحيه مدعيا أنه يحمينا من أمطاره الرعدية، في حين يغرقنا بظلام مظلته الدامس، يحوم حولنا الكلام و يغرقنا في هول أحداث الماضي... " حالات أنثى بعد علاقة فاشلة...