Chapter 46

1.8K 215 15
                                    


غادر ليون الجناح متجهاً الى جناح الإمبراطورة وفي طريقه تقابل مع شخص لا يستصيغه البته

ابتسمت مايانا ابتسامة خفيفة قائلة محية الامير
- مرحباً بسموك ..
- اميرة .. اراكِ موجودة هنا اليوم !

ابتسم ليون ابتسامة ساخرة بعد كلماته تلك ثم اكمل سيره متجاهلاً مايانا التي قالت موقفة اياه فجأة
- سمعت انك اصبحت كلباً مسعوراً يلاحق ابنة الماركيز غوزيتشي

بدت النظرات الحادة التي بالكاد يسيطر عليها علي وجهه مع نبيرة منزعجة
- ماذا ؟

بينما اكملت هي ببتسامة ساخرة
- لا اصدق .. ذوقك قد انحدر كثيراً

اقترب ليون من مايانا و همس في اذنها بنبرة ساخرة
- يقولون ان من لا يراقبون ما يخرج من افواههم .. ينتهي عمرهم سريعاً , لذا يجب ان تراقبي هذا الفم الثرثار جيداً ان اردتي عمراً اطول ..
- لقد خانك معظم النبلاء .. مالذي تخطط لفعله الأن ؟ الماركيز ماركر .. الماركيز الفريد .. الماركيز بلينيس .. جميعهم خانوك بعد ان وثقت بهم .. كما لو ان الجميع يقفون في صف دانييل و يحاول التخلص منك بسرعة
- انتي مخطأة ...
- ماذا ؟
- مصطلح الخيانة .. يطلق فقط علي من وثقت بهم .. اما بالنسبة لي .. لم اثق بأحد ابداً .. كان ما بيننا مصالح مشتركة .. و انا كنت اعلم جيداً انهم في النهاية سيختارون من يجدون مصلحة اكبر معه .. في مكان كهذا .. لا يوجد شيء بما يسمى ثقة .. اذ كان الأخوة من نفس الدوم يتنازعون علي قتل بعضهم البعض .. فكيف الشخص سيثق بغرين ؟ , و انا اقترح ان تتزوجي ذلك العجوز سريعاً .. انتي تعلمين ان الأمبراطور قرر امر زواجك منه .. يجب ان تكوني تستعدين للمغادرة قريباً

اصدى في المكان نبرة مايانا الغاضبة وهي تصرخ قائلة
- مالذي تقوله !!! هل جننت ؟ لن اغادر هذه الامبراطورية و ان كان ذلك علي جثتي !!! ليس بعد ان استنزفتم كل قواي و استفدتم منها , لن ارحل و كأن شيء لم يكن !!!!
و في تلك اللحظة بدت النظرات الدموية علي وجه مايانا اكثر حدة قائلة
- حتى و ان عنا ذلك .. ان اصب السم في كأس ..

كانت كلمتها الأخيرة شيفرة استطاع ليون فهمها مباشرة وتعني ( حتى و ان اضطررت لقتل من حولي بما فيهم الأمبراطور )

ابتسم ليون ابتسامة اخيرة ساخرة قبل ان يغادر و اختتم حديثه قائلاً
- يبدو ان ما سيحدث قريباً ستكون مشاهدته ممتعة للغاية , انا متحمس لرؤية مالذي بإستطاعتك فعله يا اميرة

غادر ليون مكملاً طريقه الى جناح الإمبراطورة

و في تلك الأثناء في مكان اخر ..


جلست دالمينا علي الأريكة ممسكة الوسادة بين يديها بتعب , دخل فينيس الغرفة وهو يحمل كوبين من الشوكولا الساخنة قائلاً
- كيف تشعرين الأن ؟
مدت دالمينا يدها لتأخذ الكوب بإبتسامة خفيفة ارتسمت علي شفاهها
- اجل , انا اشعر الان بحال افضل و الفضل يعود لك ..
- سعيد لسماع ذلك , لقد كان وجهك شاحباً للغاية عندما طلبتي مني ان تأتي معي
- اجل ..
ضمت دالمينا كوب الشوكلا الساخنة بين يديها كما لو انها تستمد الدفئ من سخونته و بدت لمحة حزينة علي وجهها قائلة
- لم تكن لي رغبة في العودة الى قصر الماركيز
- هل تودين التحدث بشأن ذلك ؟
- لا , لا اشعر برغبة في التحدث , هل يمكننا تجنب الامر فحسب ؟

انسند فينيس بظهره علي الأريكة مع ابتسامة خفيفة قائلاً بنبرة هادئة
- بالطبع ان كان الحديث في الامر يزعجك .. دعينا لا نتحدث عنه
- شكراً
- اختي ..
- الامر ؟

التفتت دالمينا بوجهها يميناً وهي تراقب نظرات فينيس
- هل انتي .. تدعمين اخي الاكبر حقاً ؟
حل الصمت لدقيقة في تلك الغرفة .. كانت الأجابة صعبة .. ليس في كونها لا تعلم الأجابة و لكن هي كانت تفكر الف مرة قبل ان تقول شيء قد يتم استغلاله ضدها او تندم عليه لاحقاً

ارتشفت من كوب الشوكلا الذي بيدها قليلاً ثم قالت و هي تتحسس زجاج الكوب بأصابعها
- لا اعلم .. لماذا تسئل عن هذا فجأة ؟
- لأنني .. احتاجك .. بشدة ..
- الا تملك ما يكفي من الداعمين ؟
- الامر ليس فقط الداعمين .. معظمهم الان يقفون في صف دانييل .. علي كل حال انا .. لا اطمع في العرش كثيراً و لكن انتي تعلمين القوانين .. من ينتصر في المعركة و يحكم .. سيقتل الجميع .. انا فقط .. اريد ان اعيش ... سواء ان كان ليون ام دانييل .. هما حتماً سيسعيان لقتلي فور توليهما العرش .. سيتم قتل الجميع ..

شعرت دالمينا بالحزن علي موقف شقيقها البائس الذي يحارب فقط ليعيش و ليس طمعاً بالسلطة
- لذا كما تعلمين .. ان اردت تجنب الموت .. فأنا .. يجب ان احارب لأصعد العرش ايضاً ..
- ان قمت بدعم ليون .. لا اتوقع بأنه سيقوم بقتلك ... هو لن يقتلني ايضاً .. ليون ليس من نوع الأشخاص الذي يؤذون شخصا ًمن دون سبب .. هو فقط يبعد كل من يكون عقبة في طريقه
- لا تقارنيني بك فأنتي فتاة ..
- و ما علاقة الامر بكوني فتاة ؟ ان تعلم جيدا ًانا ايضاً من دماع ملكية و يحق لي ان اكون الوريثة , لا يهم ان كنت فتى ام فتاة
- انا اعتذر ان شعرتي بالاهانة , انا لم اقصد الاهانة و لكن الفتاة عادة لا يملكن اي اهتمام في خوض هذا النوع من الحروب و المعارك الدموية لذا هن عادة ما يخترن البقاء كدعم .. و يمنحن قواهن لمن يؤمن به .. و ليس خوض المعركة بأنفسهن .. و في الحقيقة لا اود منك البته خوض هذا النوع من الحروب

ثم ابتسم فينيس ابتسامة حزينة قائلاً
- انا كنت سأفضل ان تكوني الامبراطورة و لكن ليس هذا واقعنا .. لانك الان انتي في مأمن .. بعكسي انا المهدد بالموت علي مدار كل ثانية تمضي .. اشعر بأن عمري لن يطول كثيراً .. انا ضعيف للغاية مقارنة بليون و دانيال .. لا رغبة لي في مقاتلة اخوتي او قتلهم .. لا ارغب في اذيتهم .. و هذا ما يشكل نقاط ضعفي ..

ربتت دالمينا علي رأس فينيس قائلة
- لم اكن اعلم هذا الجانب اللطيف منك ...
ضحك فينيس ضحكة خفيفة قائلاً
- مالذي تتحدثين عنه يا اختي ! لطالما كُنت هكذا
- اعلم و لكن .. لا احد يبقى علي حاله , لم اتوقع بأنك لازلت كما انت لم تتغير .. لقد مضت فترة طويلة علي اجتمعنا و التحدث هكذا بهذا القرب
- وقفت دالمينا واضعة الكوب الذي بيدها علي الطاولة قائلة
- سأفكر بما قُلته لي .. عمت مساءً
- ارتاحي جيداً ..
- نعم

وغادرت دالمينا الغرفة , في تلك الأثناء ظهرت ابتسامة الثعلب علي وجه فينيس قائلاً بوجه مظلم و نبرة ضعيفة
- لازلتي ساذجة كما انتي لم تتغيري ابداً يا اختي العزيزة ... كم هذا محزن حقاً .. لا يوجد احد سيبقى علي حالة عندما يولد في مكان كهذا.. يؤسفني انه دائماً ما يتم استغلالك بهذه الطريقة

الدوقة الخبيثة || 2020حيث تعيش القصص. اكتشف الآن