𝐖𝐀𝐍𝐓𝐈𝐍𝐆 𝐘𝐎𝐔 | 𝟎𝟏

47.1K 1.4K 695
                                    

الفصل الأول | ماضٍ تعيس أم حاضرٌ أتعس؟

فتحت عيناي على الواقع المر مرة آخرى.
أوراق الحائط تالفة والارضية قذرة فلم أجد وقت فراغ أنظف به المكان.

أنا لا أكاد حتى أميز ليلي من نهاري.

وقفت نية الذهاب للمطبخ لأحصل على كأسٍ من الماء أروي به عطش يومين متتاليين.

أفرغت ما تبقى في القارورة لأرميها بالقمامة، لم ألاحظ حتى ان ثلاثة أكياس قد تراكمت فوق بعضها بالفعل.

إرتديت ثيابي المهترئة لأخرج من شقتي، ثم أصنع خطواتي نحو محطة الحافلة و قد استغرق الأمر بضع دقائق لتصل ذلك الأخير، جلست بأول مقعد شاغر لمحته عيناي، و أستطيع الإحساس بقطرات العرق تتشكل على جبيني بسبب الحر الشديد.

لطالما تمنيت هطول أمطار غزيرة تنظف روحي من ما خلفته الصدمات بها.
لكن السماء كانت صافية لا تخلوا من طيور العقعق.
أستطيع سماعها، إنها تضحك،

تسخر مني..!

توقفت الحافلة في المحطة الإعتيادية لأنزل لوحدي، بالطبع فلا أحد سيريد أن يأتي لمكان كهذا، وأنا بالتأكيد مثلهم لكن الأمور لا تجري حسب إرادتي هنا.

سحبت قدماي متجهة نحو ذلك الملهى الذي يقع في آخر ٱزقة الشارع و الذي سيُزج مالكه في السجن حتما إن اكتشفت الشرطة أمر توظيفه فتيات قاصراتٍ مثلي.

راتبي بطريقةٍ ما كان لابأس به كما أنه لا يزال هناك بضع ساعات قبل بدء دوامي الليلي، أستطيع القيام ببعض الخدمات الإضافية و التي تزيد القليل من الراتب.

•••

الساعة الثامنة مساءًا.
بدأ الحضور يتوافد، بعضهم يمسك كأسًا من الخمر و الآخر يرقص بجنون على الإيقاع الصاخب و لا يخلو المكان من العلاقات العابرة و القبلات الشهوانية التي يتبادلها كلا الجنسين.. و أحيانًا جنس واحد!

و على نفس الحال مرت ثماني ساعات لتدق الرابعه صباحا، أي ساعه انتهاء دوامي،
فذهبت لغرفه التبديل لأغير زي الملهى الذي بالكاد يسترني.
أخذتُ أزيل خافي العيوب الذي استعملته لإخفاء تلك الندوب التي تغلف جسدي ثم أنزلت السحّاب.

"كيف يمكن لجسدٍ مثير كهذا أن لا يكون فوق أحد الأسرة هنا يحتك بجسدي أنا؟"

صرخت مرعوبة بسبب الصوت الثخن الذي التقطته أذناي ثم استدرت لامحةً رجلا في الخمسينات يدخل الغرفة، يبدو على وجهه أنه وصل إلى آخر مراحل السكْر.

WANTING YOU | JEON JUNGKOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن