«الإهــــــــداء»
إلى أصحابِ الحياةِ القاسية، إلى أصحابِ الذكرياتِ المحفورة والتي لا تُزال:
بين يديكم بعضٌ مِن الكلماتِ التي سَتؤكِد لَكم أنَّ الأملَ موجوبٌ علينا ما دُمنا على قيدِ الحياةِ، وأنْ نؤمن أنَّنا سنمتلك حياة خالية مِن الآلامِ، كلُّ ما علينا هو الصبر والدعاء، والاثنان حليفان الحياة.
______________________«إغــــمــاء»
كان يقف أمام مكتبه يستشيط غضبًا، يحاول صديقيه تهدئته..
قال صديقه علي: يا خالد إهدى، دي مجرد صفقة واحدة مش أكتر! ومش حاجة بالنسبة لصفقات الشركة، ومش آخر صفقة في الدنيا.
جاء رد صديقه الآخر مصطفى: صح، وبعدين أنت عارف إن شركتنا دايمًا المركز الأول ما بين كل شركات القاهرة وكل مرة إحنا بنكسب، مجتش على مرة واحدة بقا، متعصب وكأنها آخر صفقة في العالم!
تنهد خالد ثم نطق: طيب ماشي، روحوا شوفوا شغلكوا، وأنا هكمل شغلي.
جاء الرد مِن صديقيه بالموافقةِ، ولكن قبل خروجهم مِن المكتب فُتح الباب وكان صديقهم تامر: عاملين إيه؟
ردَّ خالد بفظاظةٍ: بخير، إيه إللي جابك؟
ردَّ تامر بسخريةٍ: في حد يستقبل حد كده؟ وبعدين جيت أقولكوا عايزينكم في حفلة النهاردة بتاعت كل شهر لطلبة الجامعة.
علي بصوت منخفض تجاه مصطفى: مصطفى؟
أتاه صوت مصطفي: عايز إيه؟
علي: هو خالد ماله وِشه بارد ليه كده؟
أجابه مصطفى بارتباك: إنه الهدوء ما قبل العاصفة يا صديقي.
تحمحم علي وتوجه نحوهم وقال: تامر آسفين النهاردة، بس ورانا شغل كتير.
تامر: دا مجرد يوم واحد، الشغل مش هيتأثر بيه.
كانت ملامح خالد لا تبشر بالخير أبدًا، يشعر وكأنه يرغب وبشدة في ارتكاب جريمة الآن في هذا التامر.
لاحظ مصطفى هذا؛ فبلع ريقه بسبب توتره فـهو يعرِف ما يمكن أن يحدث عند انفجار عصبية خالد، يصبح كالثور الهائج.
مصطفى: تامر، مش هنعرف نيجي معاك المرة دي، مرة تانية وتتعوض إن شاء اللَّه.
جاء رد تامر: خلاص تمام، هروح أنا عشان في كذا عملية هعملها في المستشفى قبل الحفلة.
مصطفى: بالتوفيق.
ذهب علي ومصطفى إلى مكاتبهم،وبعد فترةٍ مِن العملِ ليست بطويلةٍ عند الساعة السابعة مساءً حان موعد خروجهم من الشركة، خرجوا ثلاثتهم سويًا..
ناداهم خالد قائلًا: شباب؟
همهم علي ومصطفى كإجابةٍ..
خالد: تيجوا نغير جو؟
مصطفى: نروح الأماكن إللي كنا بنروحها سوا وإحنا صغيرين؟ ونفتكر أيامنا سوا.
علي: ماشي يلا.
خالد: طب يلا بس بعدها نروح دار الأيتام، مروحناش من زمان وأكيد محتاجين أي حاجة.
مصطفى: تمام.
علي: روتين يومنا بقا ممل، عايز تغيير.
ثم نظر علي ومصطفى لبعضهم وكلُّ منهم يفهم ما يجول بعقلِ الآخرِ ثُمَّ نظروا إلى خالد وكان الآخر يفهم ما يفكرون به.
تنهد خالد ونطق: طيب ماشي نروح الحفلة، اتصلوا بتامر.
ابتسم علي ومصطفى ببلاهة ونطقوا في نفس واحد: بتهزر صح؟!
خالد: هتتصلوا ولا أغير رأيي؟
مصطفى: لا يا عم استنى أتصل عليه.
أنت تقرأ
رواية: قدر العشاق، لياسمين قنديل حسن.
De Todoإلى أصحابِ الحياةِ القاسية، إلى أصحابِ الذكرياتِ المحفورة والتي لا تُزال.