1-

208 38 19
                                    

-حَدقتيها تَتوسَّم ُفي قِطعِ السُكّر المَوضوعَة جِوار َإبرِيقِ الشّاي في ألقٍ لم يُوارَی عَن وَالدَتها..

وَرائحة ُضَريمٍ خاَفتَة تَنبعثُ مِنَ المَطبخ!
عَينيها تَتوسّع ُفي انشِداه..

-[الفَطائر!]

ولَها تَهتِف.

- تَنتَصِب ُفي رُهبَة ٍمِن احتِراقِها وَتتركُ شَقيّةً صَغيرة تُبدِعُ فِي تَحيُّنِ الفُرَص..
تُصغِي لِتأفُفِها فِي المَطبَخ وتجعلُ ثلاث َقِطع سُكّر تَنقرِضُ مَن الكَأس ِالمُخصّصة ِلَه..

مُضمِرةً جُرمَها الصَغير فِي جَيب ِفُستانِها الزُمردّي النَاضِر!

[الفَطائرُ احتَرقَت يا حَسرتاَه]

تَلفظّت في آسىً مِن أمرِها قبل أن تُردِیِ نَظرها لِقطع السّكر في ريبَة
مُتلاعبةً بناظريها بينها وبين تلك القَاعدة هنَالك تُشاهد كرتونَها المفضّل،
وشَكلها البريئ صَنع افترارًا صغيرًا لثغرها.






-وجنتها اليسرى أُسدِیَت قُبلةً خفِيفة مِن والدتها قَبل أن تضغطَ على مِقبس الإنارة ليَستحيل النور إلى دَيجورٍ يَكتنف الحُجرة، وفقَط حين حَصلت على يقينٍ من خروجها بَدحت بالغطاء قاعِدة بينما تولِج يدها أسفَل وسادتها حيثُ أخرجتِ القِطع الثلاثَ المُخطَتفة!

تَلتهم الأولى دُفعةً واحدة
ثمَ الثانية في تَباطئ
والثالثة تستمتعُ بطُعمها أولاً،
ثم تئيب لِسُباتها..
متناسية أن العواقب قد تكون وخيمة حقًا!

الدَقائقُ تسرِي في تريُث تَأبى ازدِرادَ نفسها،
وللمرة الثالثة تخرج من الحجرة بغية دورةِ المياه..
لقد كانت في دِراية من ارتفاع السكر في دمها،
و من إصابتها بالسّكري مذ أن نُفثت في رحمِ الحياة..
لم تود أن تُخبر والدتها..
من قلقها الشديدِ عليها وحِرصها على تقليل السّكريات
فِعلتها الشنيعة قد تجعلها عُرضةً لتوبيخ ليس بِهيّن،
وما هي بمُستعدةٍ له!

خُطوات صغيرة في ذهابٍ وإياب كلّ رُبع ساعة تَقريبا
وحلق يابسُ ظَمآن لا يَخرس ظَمَأه لأكثرِ من هنينة..

-تكادُ حدقتيها تَلتهم ما وُضع في الكُوب المُتوطد بالرّف الأعلى من سّكر وهي ترتشِف المَاء من الكَأس..

صوت يُردد لها أن تشرب المياه وتخرج من المطبخ فحسب
وآخر يوشوش لها أن واحدة لن تضرها بشيء!
تستمع للأول وتأخذ خطواتها الصغيرة خارجا، ثم تتوقف لتستدير بغتة لكرسي في الجوار، تسحبه وتقف عليه للوصول لمبتغاها بسرعة جنونية كأنها لص أخرق، تلتقط واحدة وتوقع الكوب ..
-[ماذا تفعلين؟]

أُجفلت مكانها في ارتياع جعلها تشد بيدها على قطعة السكر في قبضة لإكنانها عن مرأى والدتها الواقفة عند باب المطبخ.

ينعقد لسانها المتقاعس عن تعلیل موقفها وتتهانف للبكاء قبل أن يعلو نواحها أرجاء المكان، والأخيرة في ذعر تهرول صوبها وتنحني لتقعد على ركبتيها مطوقة وجهها بين كفيها..

-[ما خطبك!؟]

 نطقت لها مستوضحة أمرها قبل أن تمد لها يدها الحاوية على قطعة سكر لتبصرها والدتها..

-[س..سرقت ثلاثا سابقا بالمساء]

تفوهت بنبرة باكية في حين كانت تمسح دمعها في خشونة..

-[أتشعرين بالدوران أو أية شيء آخر..؟]

استفهمت في نبرة قلق مشوبة بامتعاض وعتاب وهي تفحص مستوى السكر في دمها، نفيت برأسها تسدیها شفتين في تقويسة للأسفل..

وضعت راحة يديها على كتفيها وحدقت لعينيها مباشرة!

-[أترين قطع السكر تلك؟]

صمتت لتعقب..
لكنها كانت قد استبقتها الحديث لأنها على دراية بأنها ستقول أنها تؤذيها

-[لكني أحبها]

-[ولو يا نورما، بلغ حبك لها عنان السماء وجاوزه تظل شيئا يؤذيك!حلوة ومن منا لا تحبب إليه حلاوتها ولكنها مرة على صحتك وصحة أناس غيرك، فهل هي أحب إليك من نفسك؟
نفسك التي قد تفقدينها في سبيلها!]

هزت رأسها المطأطأ نافية وهي تشابك أناملها الضئيلة ببعضها..
-[كهذا توجد أشياء أخرى مولعون بها نحن لكنها تؤذينا، لذا يا بنيتي..]

احتضنتها لها في شغف ونطقت عند أذنها.

-[اعتزلي ما يؤذيك]

_____________________________
-انتهت بفضل الله-

لا أدري لما تتكون عندي خلجات بتفاهة جل ما أكتبه، الإحساس بعدم الرضا وثغرات ناقصة لا أدري موضعها من الإعراب..
الشعور بالإستحقار لكتاباتك كونك تبصرها شيء تعتريه مسحة من التفاهة واللامنطقية لدرجة التهرب من إعادة قرائتها مرة ثانية.

على أي..

ملحوظة:
"اعتزل ما يؤذيك"
هي ليست جملتي بل تعود لعمر ابن الخطاب.

-على فكرة ما أزال أسرق قطع السكر خلسة وألتهمها بشراهة'))

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 06, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سُكّر✔||One Shotحيث تعيش القصص. اكتشف الآن