مزيجٌ بين متناقضينِ أزعجَني، عصابةُ عينينِ حارَّة وسائلٌ شديدُ البرودةِ يسري في العروق، فلجأتُ إلى سؤال من قدْ يشاطرُني نفس الشُّعور:
-من أنت؟
-خمسةٌ وعشرون، ستَّةٌ و ستُّون، ماذا عنكَ أنت؟
-ستُّون، سبعةٌ وسبْعونقبضتُ على يدهِ بقوَّةٍ أشد، وطرحتُ نفس السُّؤال على من بجانبي الآخر، فأجابني بأنَّه الألف وخمسمائة وعشرون
أراحتْني هذه الأرقام قليلًا، وانتابني شعورٌ مشابهٌ ل "لا بدَّ من أنَّنا بدأْنا نعتادُ على هذا الأمْر"
وهبتُهما ابتسامتَينِ لن يتلقَّياهما كما لن يردَّاهُما، ثمَّ أسرْتُ تعابيري في سجنِ الجديَّةِ عند ظهور صوتِ خطواته، أيْ بدء الأمر
«يعتمدُ أهالينا سياسة العصا والجزرة عند ترْبيتِنا، وأحيانًا يستمرُّون في ذلك حتَّى بعد تخطِّينا سنَّ الرُّشد، خلسةً أو علانية
لكنَّ اللَّه، ومن البداية! هو الوحيدُ الذِّي اعترفَ بنضجنا، بإرسالنا إلى الأرض ووضعنا فيها خليفة، بالابتلاء، وبالنعمات المغريات
الأهل يكافئوننا لو استحسنوا أفعالَنا، لكنَّ اللَّه جعل من حيوات الكثيرين منَّا مكافأةً دنيويَّةً مزيَّفة فانية، ولم يظلمنا عندما حذَّرنا من شرِّها، وطمَّعنا بجنَّاته الأفضل
لهذا علينا أن نحمل الرسالة إلى النهاية! بحروفها غير المقروءة! في ظرفٍ موقوت، قلوبنا! لنجاهد في سبيل اللَّه!»
تأثُّرًا بكلامه ارتفعتْ أصواتهم بالتَّوحيد، لكنِّي قرَّرتُ التزام الصَّمْت وشحن نفسي بصخبهم، وباليدين المُمسكتين بي بإحكامٍ من الجهتين، قبل أن تبدآ بالتفتُّت
هل هو دوري؟
هل هو دورُ أحدهما؟
جلُّ ما أثار استغرابي هي شدَّة بساطة تفكير الإنسان الموازي للموت، يطرح أسئلةً بلهاء، أو يطالب بسنواتٍ إضافية يعلمُ أنَّه لن ينالها إنصافًا لا قسوةً
لا بدَّ من أنَّه دوري أنا
مادام صوتُ التَّوحيدِ قد اختفى، إلى جانبِ يدِ أبي التي ربتت على كتفي لمرَّةٍ قد تكون الأخيرة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
❤️❤️عدناااااا❤️❤️
للأسف مازلت لم أكسر قفلة الكاتب كما ينبغي☹️ أتمنى أن يكون قد راقكم الفصل الأوَّل
أسئلتي المعتادة:
1: إلى أين هو ذاهب (الراوي)؟
2: ما هو مفهومكم للجهاد في سبيل الله؟ معه أو ضده؟
3:تخيلوا معي أفكار شخص قريب من الموت ؟❤️ونلتقي في فصل آخر قريب جدًّا إن شاء اللَّه❤️
أنت تقرأ
~إدْراكُ النِّداء~
Spiritualكنَّا لنعيشَ في سلام، لو تقبَّلنا ما أدْركهُ القلبُ والحواس ✴️مشاركة في تحدِّي سَلام✴️ بدأت في: 05/05/2021 انتهت في: