الذكريات التي تؤلمني و في نفس الوقت تزودني بالفرح و السعادة، الذكريات التي لا تترك لي سوى الدموع و الإبتسامة، هي الذكريات التي أتذكرها بوضوح حتى بعد سنوات من رحيلها
لا أستطيع أن أنساها، ببساطة تجعلني أرغب في العودة للماضي فقط حتى أتمكن من قضاء ذلك الوقت معها مرة أخرى
الفتاة ذات النظارات التي أخدت قلبي و رحلت بعيدا دون عودةنعود للذكريات قبل أربع سنوات
فلاش باك طويل :
إستلقيت مباشرة على سريري و سحبت بطانيتي المريحة و أنا أسحب وجهي داخل وسادتي الناعمة
"أنا أكره هذا الشعور تماما.." قلت في نفسي و أنا أحدق في سماء الليل تتلألأ من شرفة غرفة نومي. على الرغم من أن رؤيتي كانت ضبابية، إلا أن جمال السماء الصافية أذهلني كما هو الحال دائما
في هذه الساعة من المحتمل أن أقف هناك أنظر إلى القمر الساطع و أشعر بالرياح الباردة تتدفق عبر شعري الأشقر بسرعة؛ و لكن اليوم لم يكن مثل أي يوم
"أوني- تشاان " (ملاحظة أوني تشان تعني أخي)
سمعت أختي- هيماواري الصغيرة تناديني بصوتها اللطيف حيث أصبحت تربت قدميها الصغيرتان على أرضية الخشبية أعلى الدرج مسموعا أكثر فأكثربقيت مستلقيا في سرير في نفس الوضع مثل تمثال، لم يكن جسدي يسمح لي بالنهوض كنت متعبا جدا، و بعد لحظات قليلة دخلت أختي الغرفة
"لماذا لم تستعد بعد أوني تشان" تسألت و هي تخطو داخل الغرفة و تجعد حاجبيها و تثبث عينيها الزرقاوان علي
"لا أشعر بالرغبة في ذهاب هيماواري" قلت بينما كان صوتي يتقطع و يتلاشى و حفرت وجهي داخل وسادة و سحبت بطانيتي الناعمة مرة أخرى لتجنب أي محادثات معها
هيماواري ليست سوى أختي الرائعة البالغة من العمر 9 سنوات، إنها مرحة للغاية و لكن تأكد من أنك لا تغضبها لأنها ستتحول لوحش
"لماذا لا تريد أن تأتي أوني تشان،سنلتقي بجيران جدد الليلة لتناول العشاء، أليس كذلك ؟"
حسنا، أحب مقابلة الناس و سمعت أن جارتنا الجديدة لديها إبنة بنفس عمري و ستلتحق بالمدرسة الثانوية الخاصة بي و كان أبي ناروتو أوزوماكي مدير المدرسة
قلت"لا أشعر بالرغبة في القدوم "
بمعرفتي هيما ، من الوضح أنها لم تقتنع بكلماتي و قبل أن أدرك، إقتربت مني و سحبت بطانيتي بعيد كاشفا عن وجهي المتعب و قلت لها" ماذا تفعلين هيما ؟"
وضعت يديها صغيرتان على جبهتي الساخنة و قالت" لديك حمى أوني تشان"
"لا تقلقي سأكون بخير هيما، أريد فقط قسطا من الراحة "
"حسنا سنذهب إلى جيراننا الجدد ثم نعود و أنت لا تتحرك من مكانك و لا تفكر في لعب ألعاب الفيديو أثناء غيابنا "و أطفأت أضواء غرفتي و ذهبت
"ربما سألتقي بجيراني الجدد في يوم أخر، و غدا أول يوم في المدرسة الثانوية لا أريد تفويتها " قلت في نفسي و سحبت بطانيتي المريحة و عانقت وسادتي و نمتكانت الشمس الصباح تشع أشعتها الدافئة في غرفتي من خلال نافدة شرفتي
بذلت قصار جهدي لتمديد ذراعي مثل لوفي و أطفأ المنبه اللعين و نهظت من سريري و قمت بإستحمام و تنظيف أسنان بعد الإنتهاء وقفت أمام المرآة لكي أرى أن ملابسي أنيقة ثم تناولت الفطور و خرجت من المنزل بسرعة و ركبت قطار أصفر كلاسكي و عند الوصول دخلت المدرسة، كان لدي أصدقاء كثيرون و لكن قليل منهم الذين أعرفهم سيكونون في نفس الفصل، من الوضح أنني شخص إجتماعي و لكن الناس عادة يعتقدون أنني أستغل منصب والدي و تجنبوا التحدث معي ، على الرغم من ذلك فإن ميتسوكي و شيكاداي هم أصدقائي مقربون حقا و يمكنني الإعتماد عليهم في أي وقت، أنا بصراحة سعيد بمعرفتها لأنهم يرونني كشخص عادي و ليس كإبن مدير
ذهبت إلى صفي و فتحت الباب ظننت أنني أول الواصلين و لكن كان هناك فتاة غريبة ترتدي نظرات
جلست هذه الفتاة ذات التظرات الحمراء ساطعة و شعر أسود قصير بطول الكتف على مقعد الأول تقرأ كتابا، في محاولة منها التركيز و هي تعدل نظاراتها متجاهلة وجودي تماما و قلت في نفسي " أنه لم أتوقع أن أجد في صفي مهووسة الدراسة التي تجلس أمام مقعد أستاذ مباشرة" أطلقت تنهيدة من أجل أن تلاحضني و نظرت إلي أخيرا كما ينعكس ضوء من خلال نظارتها مما يعطيها مظهرا مخيفا للغاية، وقفت هناك أمام الباب لا أعرف ماذا أفعل، طريقة التي نظرت بها إلي باردة تسببت في إرتعاش عمودي الفقري لأنني كنت أعرف أنني قطعت قرأتها بتنهيدي الصاخب و كنت أنظر لها بغرابة و عصبية و أصرخ داخليا طلبا للمساعدة و بعد لحظات دخل ميتسوكي و شيكاداي بقوة من ما تسبب في كسر الصمت المحرج الذي بيننا، أنا سعيد أنهم دخلوا لأني لم أرغب أن أكون وحدي في الفصل مع فتاة تعطيني نظرات موت
"يا اللإزعاج لماذا نحن في وقت مبكر جدا" قال شيكاداي بصوة مليئ بالكسل يليه تثأب طويل
أنا متأكد من أن عمة تيماري إضطرت لصفعه لإقاظه في الوقت المحدد فقط للتأكد من أنه لن يتأخر في اليومه الأول
أطلق ميتسوكي إبتسامته البلهاء المعتادة و هو ينظر إلي، لن أكذب عليكم كانت تخيفني إبتسامته في البداية لكنني إعتدت عليها الأن
في زاويتي عيني مازلت أرى فتاة النظرات تنظر إلي كأنني من المريخ أو مستشفى الأمراض العقلية لم أكلف نفسي عناء سؤالها عن أي شيئ لأني حقا أردت تجنبها
جلست أنا و ميتسوكي و شيكاداي في المقعد الأخير لأن شيكاداي يريد أن يغفو حتى تستمر المحاظرة(و هو الأمر الذي لا ألومه صراحة )
و لكن هذا ممل للغاية بالنسبة إلي، لذلك أحب النظر من النافذة و أفكر في مقالب غريبة، أما ميتسوكي فهو يتبعني أينما ذهب، لم يستغرق الوقت طويلا حتى يمتلئ الفصل بالوجوه الغير مألوفة ، و الشخص الوحيد الذي بقي جالسا وحيدا هي فتاة ذات النظرات،أنا حقا أشعر بسوء إتجاهها، على الرغم من أنها إستمرت بقرأة كتابها السخيف ذاك رؤيتها بمفردها دون أي شخص تجعلني مستاء حقا، لا أفهم لماذا يؤثر شعورها بالوحدة علي عندما لا يبدو أنه يؤثر عليها إطلاقا، ربما لأنني أحب رؤية الناس سعداء، لقد فات الأوان عندما أدركت أنني أحدق بها طويلا و هي أدركت أمر أدرت وجهي المحرج بسرعة و نظرت إلى شيكاداي و كان يشخر و أما ميتسوكي كان يكتب شيئا في كتابه الصغير ذاك لحسن الحظ أنه لم يرني أنظر إليها لأنه سيقول عني أنني أحبها، بعد لحظات دخل رجل في منتصف العمر في سن أبي إلى الفصلنا الدراسي، أفترض أنه أستاذنا و وقف الجميل لتحيته بإستثناء شيكاداي الذي كان نائما ، لقد كان مكانا مثاليا بالنسبة له، و هبت الرياح بسلاسة عبر النافذة، و زقزقت الطيور في لحن و لكن أهم من ذلك كله لم يستطع أحد رؤيته يشخر لأنه كان جالسا في الزاوية، لعنة إنه محظوظ
إستمرت هذه المحاظرة المملة و كل ما سمعته هو أن إسمه شينو سينسي، هذا كل شيئ، و طوال الوقت كنت أفكر في مقالب شريرة و أشياء عشوية لأني متأكد أن الجميع يفعلها أثناء خطاب ممل و الشخص الوحيد الذي كان مهتما بكلام الأستاذ و مركزا معه هي فتاة ذات النظرات أنا حقا لا أفهمها، و في ذلك الوقت لفت إنتباهي شيئ مثير للإهتمام، صرصور مقزز في حافة النافدة و كان علي أن أرفع مستوى مقالبي قليلا و أمسكت بهذا الصرصور المقزز و وضعته في رأس الفتاة التي تجلس أمامي، أعتقد أن إسمها ناميدا، مرة أخرى أطلقت ضحكة شريرة بصوة خافت، التي لفتت إنتباه فتاة ذات شعر البنفسجي طويل و كانت تجلس بجانبي ناميدا مباشرة
"صرصورررر على رأسك يا ناميدااا" صرخت سوميري
أنا بصراحة لم أمانع بتنبيهها ناميدا لأني أحب أن أرى ردة فعلها، في هذه اللحظة أردت الضحك بصوة عالي لكنني لم أستطع
و بدأت ناميدا بصراخ بصوة عالي لدرجة أنها كادت أن تمزق طبلة أذني و تسببت في إستيقاظ شيكاداي من نومه من الصدمة، أعتقد حتى أن صرصور أغمي عليه من الصراخ، كان الفصل بإكماله يشبه حديقة حيوانات، كان معضمهم خائفين و يضحكون و يثيرون الضجيج، الشخص الوحيد ااذي لم يظهر حتى تغير طفيف في التعبير هي فتاة ذات النظرات بإستثناء تنهدات التي أظهرت إنزعاجها
اللعنة من الواضح أن شينو سينسي غاضب جدا، ليس بسبب مقاطعة حديثه الممل فقط بل بالضجة التي حدتث، تلقيت محاضرت منه و أجبرت على الجلوس بالمقعد الأول أمامه و بجانب فتاة بنظارات.يتبع..........
أرجو أن يعجبكم الفصل و لا تنسوا تفعلكم لكي أستمر بالنشر باي 💖💖💖
أنت تقرأ
الفتاة الغامضة
Romanceتتحدث القصة عن فتاة وحيدة لا تمتلك أصدقاء، هل سيستطيع شخص إخراجها من وحدتها و يساعدها في تكوين صدقات ؟ هل يمكن لهذه الفتاة أن تقع في حب؟ التصنيف: رومانسي/ غموض / مدرسي/ دراما