الفتاة ذات النظرات جزء 2

779 41 9
                                    

ربما كان جعلي أجلس بالمقعد الأول بجانب فتاة ذات النظرات أسوء عقوبة يمكن أن أتلقاها ليس لأنني كنت بعيدا عن أعز أصدقائي و لكنني أكره المقعد الأول لأنني لا أتحمل البقاء أمام الأستاذ مباشرة، و إستمر الأستاذ في محاضرته و لم أكن مهتم به أبدا (كما هو الحال دائما)، في معظم الوقت كنت أتظاهر فقط بإستماع إلى الأستاذ بينما عقلي يحوم في مكان أخر، أحد الأشياء التي لاحظتها هي أن فتاة ذات النظرات التي كانت تجلس بجانبي و لم تقل حتى كلمة واحدة، كل ما فعلته هو كتابة كلمات مهمة في دفتر ملاحظاتها لقد كانت بتأكيد شخص منظما حتى ملابسها كانت أنيقة، في زاوية عيني ظللت أراقبها، لأني بصراحة سأفضل التحديق بفتاة جميلة بجانبي بدل تحديق بأستاذ عجوز خرف، لقد كانت فتاة جميلة حقا ببشرتها البيضاء و شعرها قصير أسود الناعم ربما أجرب أن أتحدث معها ربما نصبح أصدقاء عزيزين و لكن ليس الأن لأنها مركزة مع الأستاذ و لا أريد تشثيتها،
و بعد الإنتهاء المحاضرة خرج الأستاذ و أستدرت لفتاة ذات نظرات و سألتها:
مرحبا أنا بوروتو، لنكن أصدقاء سنتناول الغداء مع ميتسوكي و شيكادي إنهما صديقاي" و قلت و أنا مشيرا إليهما  بينما رفعت يدي الأخرى لمصافحتها متوقعا قبول عرضي
و لكن هذه الفتاة أقرب للمستحيل، فبدلا من تصرف كشخص عادي قامت بتضييق عينيها السوداء و تترك قلمها و تقوم بدفع نظارتها الحمراء بإصبعها و تقول بكل برودة
"لست بحاجة لأصدقاء، أتركني و شأني"
كانت تلك أول مرة أسمع فيها صوتها لقد كان باردا و بنفس الوقت مخيفا
لكن هذه الكلمات لم أكن أتدوقعها، كنت مرتبكا و مذهولا و متألما في نفس الوقت، أردت دائما تكوين صداقات، كرهت حقا أن يرفضني الناس كصديق و لكنني استجمعت قوتي و قلت لها بإبتسامة:
"اذا غيرتي رأيك، يمكنك إخباري" و أخدت قطعة ورق و كتبت لها رقم هاتفي و ضعته بجانبها فوق طاولة و ذهبت
و قد مر اليوم بسلاسة و قبل أن أدرك، إنتهى أول يوم لي في المدرسة الثانوية  و كانت الساعة حوالي سابعة عندما غابت الشمس  و ودعت أصدقائي ميتسوكي و شيكاداي لأنهما يعيشان بعيدا عن منزلي و كنت أسير بإتجاه محطة القطار عندما وصلت دخلت القطار و وجدت وجها مألوفا هناك كانت فتاة ذات النظارات، يعني من بين  7 مليارات شخص أجدها هي، لم أرغب في التحدث إليها بعد أن رفضت صداقتي فلا أريد أن أكون صديقها بقوة و ذهبت جلست على كرسي و قد لاحظت وجودي و نظرت إلي و هي تضيق عينيها و تعدل نظارتها و قالت:
"لماذا تتبعني "
كنت مرتبكا و في نفس وقت مصدوما، لماذا هذه الفتاة غريبة هكذا ؟
"ماذا تقصدين؟ أنا في طريقي لمنزل، أنا لا أتبعك"
"حسنا، لا يهم" أجابت و عادت إلى كتابها تقرأه
و غادرت محطة القطار و بدأت أسير إلى منزلي و لا تزال فتاة نظرات تمشي أمامي، يبدو أنها تعيش في المنطقة التي أعيش فيها، و فجأت إستدرت لي و إرتبكت و قلت لها بسرعة: "أقسم أنني لا أتتبعك"
و أدارت وجهها و قالت بكل برودة" أنا لم أطلب منك تفسير"
يا لها من فتاة غريبة حقا،مالذي مرت به حتى تصبح هكذا
و عندما وصلت للمنزل رأيتها تذهب للمنزل المقابل لمنزلنا يبدو أنها جارتي الجديدة، من كان يتوقع أن جرتي الجديدة التي لم أتمكن من مقابلتها بأمس مع هيماواري و أمي كانت هي إبنتها، بقيت أنظر لها حتى فتحت لها الباب إمرأة ذات شعر وردي جميلة تبتسم لها و رأيت أول مرة فتاة ذات نظرات تبتسم كانت إبتسمتها مشرقة و جميلة لم أصدق أن فتاة باردة  مثلها تمتلك مثل تلك الإبتسامة،
دفعت يدي عبر شعري فوضوي الأشقر مع تدفق النسيم  من خلاله و أنا أفكر في فتاة،
لماذا هي مهمة بالنسبة لي و لا أعرفها حتى؟ لماذا قلبي ينبض عند رؤيتها؟ أنا لا أعرف حتى إسمها 
و دخلت للمنزل و سعدت إلى الشرفة لأستنشق بعض الهواء النقي و سمعت سوت يقول "أنت ؟" و إلتفت لمصدر الصوت و وجدت فتاة ذات النظرات على شرفة منزلها و مقابلة لشرفتنا، لم أكن مصدوم الوحيد هنا فمن واضح أنها كانت متفاجأة أيضا، الفتاة التي لم تغير تعبيرها أبدا(بإستثناء تلك الإبتسامة واحدة ) كادت تتعثر لأنها أخدت خطوة للوراء و إستعادت توازنها فقد واصلت التحديق في وجهي و تعديل نظرتها  وقفنا كلانا في صمت محرج، و لا نعرف ماذا نقول أو نفعل، مع السماء الجميلة الصامتة المليئة بالنجوم المتلألأة و القمر الساطع فوقنا و أخيرا فتحت فمها و قالت " أنا....علي أن أذهب" و دخلت مسرعة لغرفتها
حسنا، السبب أكبر الذي جعلني أشعر بالمصمة أكبر هو أنها كانت ترتدي  بيجاما فضفاضة وردية اللون ذات وجه أرنب لقد وجدتها مضحة حقا لم أتوقع من فتاة باردة و جادة مثلها أن ترتدي شيئا طفوليا مثل هذا على كل حال هي فتاة بعد كل شيئ،و بعد التحديق في ليلة مليئة بالنجوم عدت أيضا إلى غرفتي و سحبت الستائر بينما كنت أقفز على السرير و أطفأت مصابيح غرفتي بجانبي بينما أغمض عيناي ببطأ و أنا أحضن الوسادة الناعمة، إلتقيت بها اليوم و لم أكن أعلم أن كل هذه الصدف ستحدث و تكون جرتي، أتسأل اذا كانت إحتفظت برقمي، ربما ألقته في سلة المهملات " يا لها من فتاة غريبة حقا" و قلت تلك الكلمات و إنجرفت للنوم
في الصباح الباكر:
أيقضني أسوء صوت أعرفه في حياتي، أشعر أنني أريد تحطيم هذا المنبه الغبي، و قمت و لبست ملابسي و نزلت للأفطار و بعد ذلك خرجت و ذهبت للمحطة و بعد لحظات وصلت إلى المدرسة و دخلت الفصل و جدت شيكاداي جالس في المقعد الأخير كالعادة غارقا في نومه كنت ذاهبا إليه و لكنني أدركت أنني معاقب و يجب علي الجلوس في المقعد الأول كم أكره هذا المكان حقا، و وجدت فتاة ذات النظرات ا
كاعادة و هي تجلس في ذلك المقعد و ذهبت للجلوس بجانبها و لقد كانت تكتب في دفترها الصغير، لم أود فتح محادثة معها لأنها رفضت صداقتي العديد من المرات، و بعد لحظات دخل شينو سينسي للحصة و بدأ محاضرته المملة و كانت الكلمة الوحيدة التي سمعتها هي مشروع مدرسي جماعي، سعدت بذلك لأنني أحب قضاء وقت أكثر مع أصدقائي و بعد الإنتهاء من الحصة بدأ جميع في مناقشة مجموعتهم، رفعت إبهام لشيكاداي و ميتسكي كعلامة أننا سننجز المشروع مع بعض، حتى أنني نهضت من مقعدي لأتناقش مع شيكاداي و ميتسوكي عن المشروع و عندها لا حظت أن فتاة ذات النظرات هي الوحيدة التي لم تكون مجموعة كنت أشعر بسوء إتجاهها، كنت أعرف أنها تكره الإختلاط بالناس، لم أرها تتحدث مع أي شخص في واقع، تجاهلت الأمر و ذهبت لصديقاي و تناقشنا عن المشروع و بعد ذلك بدأت الحصة البدنية و كان لي سينسي يصرخ و كان نشيطا للغاية  و يتحدث عن فؤائد الرياضة و سخافات و الوحيد المهتم لحديثه هو إبنه ميتال لي، و بعد لحظات بدأنا الجري و لكن رأيت أن فتاة ذات نظرات تتحدث مع أستاذ ثم ذهبت للجلوس تحت شجرة و تقرأ كتابها لم تأتي معنا للعب، يا لها من طالبة تذاكر كثيرا و غير إجتماعي و قلت لشيكاداي و ميتسوكي أنني لا أشعر بالرغبة في لعب و لست بخير و كذبت عليهم لأنني أريد البقاء مع فتاة ذات نظرات و التحدث معها بشأن المشروع لأنني كنت حقا أشعر بسوء إتجاهها و تقدمت نحوها

علي أن أذهب" و دخلت مسرعة لغرفتها حسنا، السبب أكبر الذي جعلني أشعر بالمصمة أكبر هو أنها كانت ترتدي  بيجاما فضفاضة وردية اللون ذات وجه أرنب لقد وجدتها مضحة حقا لم أتوقع من فتاة باردة و جادة مثلها أن ترتدي شيئا طفوليا مثل هذا على كل حال هي فتاة بعد ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

و كانت جالسة تحت شجرة كرز ضخمة وحدها تقرأ كتابها اللعين لقد بقيت تقلب صفحات بينما كانت تتفحصها بعينيها سوداء الداكنة و إلتفت إلي عندما شعرت أنني واقف أمامها و كانت عينها مختبأتان تحت نظارتها التي تعكس ضوء الشمس كأنها مرايا 
"مرحبا يا فتاة ذات نظرات" قلت بمرح بينما أخرج يدي لألوح بها
" ماذا الأن "قالت ببرودة
"كنت أريد أن أسألك عن...شيئ" قلت مرتبكا
"هيا تكلم بسرعة ليس لدي وقت لأمثالك" أجابت بنبرة غاضبة
"كنت أريد أن أعرف مع من ستقومين بمشروعك المدرسي"
ضيقت عينيها و رفعت نظارتها و قالت" هذا ليس من شأنك "
"إنه مجرد فضول فقط"
"لست بحاجة لتسألني" قالت بنبرة باردة
"لم أفهم؟"
"قلت لك دعني و شأني، أنا بحاجة للدراسة"
في هذه اللحظة كنت غاضبا حقا، لماذا تقوم دائما بتجاهلي رغم أنني أريد مساعتها، لقد قمت بتهدئة نفسي و قلت
"هل تقومين بالمشروع بمفردك، يمكنني أن أساعدك لا يمكنك فعل كل شيئ بمفرك"
" لا تجرأة على الشفقة علي"
لم يكن هناك سبب واضح للتحدث معي بهذه الطريقة فمن تعتقدني أنا؟ أنا لست كلبا يائسا يركض خلفها بدون سبب و لم أتحكم في أعصابي و قلت لها
"فقط لأنني أتحكم في أعصابي لا يعني أنه يمكنك تجنب أسألتي طوال الوقت و التحدث معي بطريقة غير سارة، لم أشفق عليك و أيضا لن يحدث ذلك مستقبلا"
"اذا وجدت محادثي مزعجة يمكنك الذهاب فأنا لم أجبرك على القدوم و التحدث معي" قالت بغضب
هذه الفتاة لم تمتلك  أخلاقا من الأساس و كأنها صخرة بشرية غير مهذبة ،نعم هذه هي الطريقة التي يمكنني وصفها بها
"على أية حال اردت مساعدتك فقط، لما أنت هكذا"
أغلقت كتابها على الفور و ضيقت عينها و شعرت بالغضب يتدفق من خلالها و قالت
"من تعتقد نفسك،أنا لم أطلب مساعدة أحد "
في هذه الحال كنت سأتراجع لأنني أعلم ماذا يمكن للمرأة أن تفعله عندما تغضب، حسنا كل هذا بسبب تدريب شيكاداي، و لكن لسبب ما و في الوقت الحالي لم أرغب في التراجع كنت أرغب في إستمرار المحادثة و قلت
"أنت يجب أن تتوقفي عن كره الناس بدون سبب خاصة عندما يريدون مصادقتك "
"إخرس أنت لا تعرف شيئا"
"بالتأكيد لا أعرف شيئا و هل تعرفين السبب؟ لأنك لم تخبريني شيئا "
"قلت لك إخرس "
"لماذا هل لأنني قلت الحقيقة، لماذا تكرهين الجميع؟ لماذا....؟
لم أستطع إكمال جملتي لأنني أحسست بشيئ يحرق خدي، إستغرق مني لحظات لفهم الأمر و لكن بعد أن أدركت إكتشفت أنها قامت بصفعي بقوة على خدي الأيمن، هذا الأمر لم يؤذيني جسديا فقط بل عقليا أيضا
و بعد لحظات وجيزة من الألم و التوتر لا يطاق حدقت بها،و لكنها بدلا من أن تنظر إلي بقيت تنظر إلى الأسفل و هي تقول
"لا تتدخل في حياتي، أتركني و شأني" و بعد قالت ذلك أخدت كتابها و رحلت
و بعد ذلك شعرت بيد دافئة على كتفي كان صديقي شيكادايو قال
"ماذا حدث "
"أنا مثلك لا أعلم شيئ" قلت ذلك و أنا متجمد في مكاني بلا حركة و مستغربا من ردة فعل الفتاة


يتبع........

لا تنسو تفاعلكم لأستمر في النشر  إلى اللقاء 💖💖💖





الفتاة الغامضة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن