(نعم أنتما يتيمتين للأبد)..
جيونا :لقد كنت أسمع هذه الجملة كل يوم أنا وأختي بعد عيشنا مع عمتنا كيم باي... التي تكون زوجه عمي المتوفا منذ زمن بعيد ولكننا نعتبرها كعمه لنا..
كانت عمتي الوحيده التي تسكن في سيول ،فلا يوجد عندنا أقارب غير عمتي وخالتي التي تسكن في لندن ولا أعرف عنها شيء سوى أنها كانت تشبه أمي المتوفاه كثيراً..
لقد مرت على هذه الحادثه تسع سنوات..
أصبحت بارده،عديمة المشاعر تغيرت كثيراً..لقد ربتني عمتي السيئه ،صحيح أنها لم تحرمني من الدراسة ودفع تكاليف المدرسه كل هذه المده ولكنها لم تكن لطيفه معي ...
أما اختي ليونا فقد هربت منذ أربع سنوات من بيت عمتي وتركتني وحيده ..
هربت لسبب يستحق الهروب والإبتعاد عنها..
كانت عمتي كل يوم تتكلم بالكلام السئ والكبير على والدانا المتوفيان...
يومها قالت لي ليونا ونحن ننظف المنزل قبل قدوم عمتنا..
ليونا: جيونا اريد قول شيء لكي..
جيونا: ماذا يا أختي..
ليونا: بصراحه أفكر الهروب من هذا المنزل او الذي أدعوه الجحيم أنا وأنتي ما رأكي..
جيونا: ارجوكي ليونا ليس وقت المزاح يجب أن ننتهي قبل أن تأتي..
ليونا: لا أنا لا أمزح حقا، لقد سئمت من هذه العجوز التي تتحكم بنا وتتكلم عن والدينا وتضربنا لق...
جيونا قاطعت ليونا قائله : ليونا كلامك صحيح ولاكن هذا جنون نحن ما زلنا صغيرتين ،سوف نموت من الجوع والجو البارد..وليس عندنا مكان لنسكن فيه سوى بيت عمتنا هذه ..
ليونا:وهل نسيتي يا أختي الصغيرة أنني أفكر بذكاء ..هل تتوقعين مني أن أذهب للموت ..
جيونا: إذا ماذا سوف تفعلين وكيف سوف نعيش بدون مأوى أو طعام..؟
ليونا : أنا أعرف كيف، ولكن لن أقول لكي إلا إذا قررتي الهرب معي ..
جيونا: لا أريد الهروب ولا أريد الموت ..سوف نعيش كما كنا صغيرتين هنا في بيت عمتي ..
ليونا: انتي مخطئه فنحن لم نعد نستطيع العيش كالسابق بدون والدينا..
صمتت جيونا بعد سماع كلام ليونا..وإمتلأت عيناها بالدموع..
ليونا : أنا أسفه يا أختي ولكن لا يوجد عندنا حل آخر..
...
بعدما فكرت ليونا كثيرا قررت الهروب بدون أختها ..فهي لا تعلم ماذا سوف يحدث معها بالتفصيل..
سوف تذهب وترجع لترى أختها الصغيرة كل سنه وإذا كانت تعيش حياه أفضل سوف تأخذها للعيش معها..
....
جيونا: لقد مرت أربع سنوات ولم تعودي حتى الآن يا أختي هل أنتي قريبه مني أم بعيده ..هل أنتي حية أم ميته..؟
إن عمتي تقول لي دائما بكلامها المزعج ..
(إن أختك قد ماتت هيه من هربت هيه من إختارت الموت)
كنت أبكي دائما بسبب كلامها القاسي..
ولكن الآن لقد تعودت .. أصبحت أقول لنفسي..
(إنها تكذب فهي مزعجه ولن أصدق كلامها)
ولكن عندما تتحدث عم والدي والحادث الذي مر بهما كنت أغرق بالبكاء وإلى يومي هذا..
كلما تذكرتهما أو تذكرت أختي أبكي بشدة في غرفتي المظلمه.. التي لا أخرج منها إلا عند وقت الطعام والمدرسه أو عندما تغادر عمتي المنزل..
كانت تعاملني كأنني خادمه عندها.. أنظف كل المنزل لها عند مغادرتها ..
حياتي كانت بإختصار عبارة عن تناول الطعام والذهاب للمدرسه والرجوع لمذاكرة دروسي وتنظيف المنزل...
أنا أعلم أن بداخلي فتاه مرحة تحب الحياه ولا تحب الإكتئاب ..تحب السعاده ولا تحب الحزن..
ولكن الحياة غيرت شخصيتي بالكامل..
