مرحباً..
اليوم سنأخذ جولة مميزة
هذه المرة انت و انا
سنبحر في الخيال
و نجول في المستقبل قليلا...
تخيل معي هذه الاحداث
انت الان و بعد يوم شاقٍ و طويل ها انت تقفل باب المختبر و تلقي اخر نظرة عليه لترى اذا كان كل شيء في مكانه حسنا كل شيء على ما يرام هيا لنرجع الى البيت, ها انت تحاول عبور الشارع و تفكر كم اليوم كان مربحا فتشعر بالفخر...
بعدما عبرت الشارع و رأيت سيارة اجرى اوقفتها, ركبتها و اعطيت السائق العنوان..
لحظة اتسمع ما اسمعه؟ موسيقى! و ليست اية موسيقى .. بل لحن اغنيتك المفظلة على المذياع, قلت للسائق ان يرفع الصوت قليلا, و اصبحت تدمدم معها قليلا و اصابعك تتحرك بتناغم مع اللحن حينها بدأت تتذكرني فبدأت تسأل نفسك – كيف هي؟ ماذا تفعل الان؟ - استرجعت بذاكرتك قليلا لكي تتذكر اول مرة لمحتني بها و كانت على انغام هذه الاغنية – تقول لنفسك كم مضى الوقت سريعا و بدأت تحن على تلك الايام تتذكر بعضا من الذكريات و فجأة رجعت الى ارض الواقع لترى بان الاغنية قد انتهت و السائق تجاوز منزلك قليلا فقلت له ان يتوقف و اعطيته الكروة و نزلت لتكمل الطريق سيرا على الاقدام, لازالت الاغنية ترن في أذنيك الان وصلت الى البيت, قرعت الجرس فاذا بالباب يفتح لترى ابنة اختك هي من فتحت, حملتها و قبلتها فبدأت بسرد أحداثها المشوقة لك و انت تستمع لها بكل اهتمام, و كيف لا و هي المفظلة عندك من اختك المفظلة.. دخلت الى المنزل و القيت السلام, ذهبت لتقبل يد أمك بينما هي تربت على رأسك و ترحب بك.
هنا لمحتها.. هي.. بكامل زينتها, شعرها مصفف, ملابسها انيقة, وجهها مزين بمستحضرات التجميل, اظافرها ملونة و عطرها امتلئ رئتيك, بدأت التساؤلات تملئ رأسك, ما المناسبة؟ ليس عيد زواجنا بقي الكثير لذلك اليوم, ليس عيدميلاد احد منا, لا اتذكر قولها بأننا لدينا زيارة, فما المناسبة؟
لمحت وجهها و نظراتها مليئة بالفرح و السعادة و كأن الارض لا يسعها وبالكاد تسيطر على نفسها لكي لا تقفز.. حسنا وقفت من التساؤلات و ذهبت ناحيتها فقلت - لها ماذا هناك؟ ماذا حصل؟ فقالت لك - اصبر و ستعرف.. اخذت بيدك الى غرفتكما و قالت – ان الحمام جاهز استحم و بعدها سأقول لك كل شيء..
استسلمت للامر الواقع و ذهبت للاستحمام و كان فعلا ما تحتاجه بعد اليوم المتعب .. انتهيت و خرجت من الحمام و انت تنشف شعرك الاسود بالمنشفة و جلست على السرير و استدرت ناحيتها فلم تدعك بان تتكلم لانها اخذت المنشفة من يدك و بدأت بتنشيف شعرك بنفسها...
بعد ان انتهت جلست امامك و قالت لك اعرف بان هنالك تساؤلات كثيرة في رأسك و اعرف ايضا بأنه كان يوما شاقا بالنسبة اليك لكن... فبدأت تقول لنفسك حسنا لا بد انها تريد أن نخرج سويا او تريد أن تزور عائلتها او احدى رفيقاتها .. لكنها قطعت حبل افكارك حينما قالت - [سنرزق بطفل].
.
لنقف قليلا قبل ان نكمل رحلتنا في عالم الخيال .. أنت قل لي .. بماذا تفكر الان؟ و ما هو شعورك؟ هل انت سعيد لكونك ستصبح أبا بعد بضعة أشهر؟ أم انت متفاجئ لأن الوقت ليس مناسبا و أنت لست مستعد؟ أم.. هل أنت حزين لأنني لست أنا من أحمل ذلك الطفل في أحشائي..
.
سأعترف لك.. لقد كنت أحلم دائما بأن أكون أنا من تنجب اطفالا منك, شعرهم اسود و كثيف مثل شعرك و مجعد مثل شعري .. عيونهم كبيرة و ذات رموش كثيفة مثلك و تكون سوداء اللون مثلي .. الاولاد يأخذون الطول منك, و تأخذ البنات من سماري .. لكانوا جميلين بحق.
كنت انا من تريد أن تكبر بجانبك, و ان تُحَضِّرَ لك كل شيئ.. كنت انا من ارادت أن تشيب معك و تصنع الذكريات معك.. كنت أنا تلك الفتاة اللتي تفرح بنجاحك و تكون لك كتفا متى ما اردت البكاء .. كنت انا من ستزول الهموم من حياتك و كنت أنا من تفضفض لها مشاكلك ليست تلك اللتي تزوجتها.
قل لي كيف استطعت فعل كل هذا.. لقد قتلت كل احلامي الجميلة و دفنت كل أمنياتي.. لقد خسرت نفسي و بدأت اهلوس بسببك..
لا يفيدني شيئ الان .. لان الواقع مُرْ.. مُرٌ جدا لدرجةٍ فقدت بها طعم الحلاوة .. شكرا لك لكسري و وضعي في هذا الحال .. لابد انك استمتعت كثيرا.
August 23, 2020
18:57