١

1 0 0
                                    

اللهم صلِ على محمد وآل محمد...

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي منع الأوهام أن تنال وجوده …

وحجب العقول أن تتخيل ذاته…

لامتناعها من الشبه والتشاكل والنظير والمماثل …

بل هو الذي لم يتفاوت في ذاته …

ولم يتبعض بتجزئة العدد في كماله …

فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن…

وتمكن منها لا على وجه الحلول و الممازجة …

وعلمها لا بأداة، لا يكون العلم إلا بها …

وليس بينه وبين معلومه علم غيره …

إن قيل: كان فعلى تأويل أزلية الوجود…

وإن قيل: لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم …

فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه واتخذ إلهاً غيره علوا كبيرا ...

الهندسة المقدسة في المعرفة بالنورانية :
=====================
عندما تجلى الوعي المقدس (العلي جلَّ جلاله) في دائرته الأولى صاحب هذا التجلي ثلاثة مقاطع صوتية (أ - ل- م) حتى نتمكن من تخيل الفكرة جيدة تصور أن المقاطع الثلاث تحدث صوتياً حيث يتكرر كل مقطع خمسة مرات ، حينها يمكننا تخيل الإنفجار الذي إنتهی بالحرف (م) ولكن بقوة …

هذا التجلي مثل في نفس الوقت عملية ازاحة للوعي العظيم المقدس (العلي جلَّ جلاله) من مساحة معينة الى تجسيد فعلي ، مخلفاً وراءه بالطبع الظل و بعد اكتمال الدائرة السماوية الأولى أصبح للمتجسد مساحة وقياسات وعمق وسعة ، من هذه النقطة الكونية الأولى في الوجود والكينونة أطلق المتنورون كلمة هندسة على الخلق وصانعه لتمثل فيما بعد مجمل عملية الخلق التي انتهت بالبيضة الكونية الاولى وزهرة الحياة (زهرة نيسان) ، فكلها تحوي أرقام و عوالم لها معاني ولغة كونية مقدسة لها مقاطع ولها تردد رنيني يتفاعل مع المنظومة بشكل متكامل ولها تردد صوتي موسيقي يعكس كل إشارة في الكون ...

يبدو الأمر صعباً للغاية عند الحديث عن عمل هذه المنظومة بشكل متناغم ومتناسق ، لكن الحقيقة أن الأمر أبسط من ذلك بكثير ، فالكثير من الشواهد الحية سواء للكائنات (بشر، نباتات ، حيوانات ، أحجار) أو حتى للمجرات السماوية والدوائر الملكية والأكوان بشكل عام ، تصادفنا في حياتنا اليومية البسيطة وترسل لنا إشارات واضحة لطبيعة عمل هذه المنظومة الكونية ، لكننا نحاول ابعادها عن انظارنا أو في الكثير من الأحيان نتجاهلها …

وعند اكتمال الدائرة الكونية الأولى تجسّد أيضاً ثالوث مقدس لا يمكن تجاهله (الروح و النفس و الجسد) فهو يشكّل الأساس في هذه الهندسة المقدسة وقبل دراستهم للروح والجسد درس المتنورون القدماء مسألة التجلي وأبعاده وقياساته حتى يتمكنوا من وضع إطار عام لعلم نوعي شكل قفزة في تقدمهم الروحي والنفسي فيما بعد …

لايمكن كشفهWhere stories live. Discover now