اللهم صلِ على محمد وآل محمد...
بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب المبين (التجلي) في الهندسة المقدسة:
========================
(ألم) هو كتاب يحوي أسرار العصور وتاريخ بداية الزمن السماوي فهو يسبر أغوار الأسرار الباطنية لكل العصور والتي امتلكها المتنورون حتى قبل تأسيس الحضارة ، شكل هذا الكتاب محور العلم النوراني الخفي المقدس منذ مئات الألوف من الأعوام على اعتبار أن التواريخ الزمنية التي كانت سائدة قبل الحضارة البشرية كانت تقدر عمر الإنسان بين 30 و 40 ألف عام وحتى عندما بدأ فجر الحضارة ببناء أول مدينة كيشي للبشر وللمساعدين كانت تلك الفترة الذهبية التي عاش فيها الانسان يتعلم أبواب المعرفة هذه للمرة الأولى ، وإلى جانب الكتاب المبين وجد كتاب الكتاب المكنون وهو عبارة عن رسوم هندسية عظيمة لا يمكن تقدير أعدادها بأي شكل من الأشكال ، وكذلك جداول عظيمة لمواقع الدوائر السماوية في المنظومة الكونية وحركتها وتأثيراتها في العوالم السبعة التي تأسست كانبثاق لتجلي الوعي المقدس و انعکاس هذا التجلي العظيم في تلك العوالم ...
هذه الجداول والرسوم الهندسية ما هي إلا عبارة عن شروح معمقة لما قام به المتنورين القدماء من تجارب علمية على المنظومة الكونية بأسرها بدءا من الذرة وصولاً الى أكبر مجرة سماوية ، والرسم الهندسي لكل شكل له تأثير على الكائنات والمخلوقات وحتى على العناصر الكيميائية ، بدءاً من المعادن داخل التربة وتكوين قشرة الأرض ومروراً بالمملكة النباتية وتأثير الأشكال الهندسية والجداول على تلك النباتات وكذلك توقيت زراعتها وفق دراسة معمقة لحركة الأكوان والمجرات ومواقع الكواكب كي تتمكن تلك النباتات من امتصاص المعادن بطريقة نقية وفق دورات المنظومة الكونية السليمة ووفق التردد الرنيني المتناغم للكون معها وكي تتمكن تلك النباتات من الارتقاء في سلم التطور كي تتحرر هي الأخرى من دورات الضرورة الواقعة تحت تأثيرها في بعدنا الأرضي ، وسأتوقف طويلاً وقمت بشرح بعض التفاصيل مسبقاً مما صعب على بعض المتابعين في مقالاتي السابقة من تكوين صورة كلية متكاملة عنها وعن العلم النوراني السري المقدس الذي شكل محور عملية التطور الروحي عند أجيال كثيرة سبقتنا إلى عالم النور وصعوداً إلى مملكة الحشرات والحيوانات وطبيعة عمل حواسها مع التردد الرنيني للمنظومة الكونية وأسباب امتلاك بعض الحيوانات قوة بصرية وروحية أكبر من تلك التي يمتلكها الانسان على الرغم من أنه أكثر تطزراً منها في السلم الجيني …
قد لا تكفي مجموعة من المقالات لتعريف القارئ بالصورة الشاملة والكونية الصغرى التي يشكلها الانسان في البعد الأرضي وطبيعة تأثره بالطاقة التي يعكسها تجلي الوعي الأقدس على كل العوالم بما فيها عالمنا المادي الملموس الذي شكلت فيه المادة أقصى درجات الكثافة والعمق وسببت بلاءاً لا يمكن حصره للكائنات التي تعيش فيه دون أن تشعر بأنها تحت وطأة عالم يمتاز بطبيعة شريرة بشكل ملفت كحُب الظهور والأنانية وكلها نتيجة لأسباب سرعة الافلاك كالشمس والقمر والنجوم بشكل جنوني وكذلك بسبب وقوعها تحت تأثير موقعها في الدوائر الكونية السماوية و موقع الشدة والحزم ، وربما لا يدرك أغلبنا أن مصدر الشر في العالم يخضع بالفعل لعامل وجود الأرض في دائرة ملكية سماوية سلبية التردد مع المنظومة الكونية وكذلك سرعة الافلاك ومواضع سيرها منها تعكس هذه السلبية بأقصى صورة …
هذه السلبية يمكن تغييرها والارتقاء بالأرض الى دائرة ملكية سماوية إيجابية وخالدة (دائرة الأزلية أو القدم) فقط من خلال تغيير التردد الرنيني للعقل الجمعي على الأرض بأسره ، أي أن هذا العقل الجمعي إذا ما تمسك بمفتاح الخلود ومارس التعلم عليه سينقل الأرض الى دائرة ملكية سماوية خالدة ومستقرة وتعيش فيها البشرية بأعمار طويلة وسيتطور فيها حتى شكل المادة ونوع الطاقة وحتى النغمات الموسيقية وحتى الأعداد واللغات ، سيتغير حتى معنى الحياة ومعنى الموت ليأخذ شكل أكثر تطوراً ...
أما مفتاح الخلود هذا فهو المحبة بلا أسباب و بلا حدود لكل شيء في منظومتنا الكونية وليس في بعدنا الأرضي فحسب ، فتوقف الكراهية وتوقف الأنانية والكسل والحقد والجشع والطمع وقتل الآخر وقتلالانسان بطرق مباشرة وغير مباشرة بل وحتى الحيوانات البريئة دون سبب كلها ستجعل التردد الرنيني للعقل الجمعي يعمل على تردد مختلف عن السابق وبما أن المنظومة الكونية تعكس لنا ترددنا الرنيني وتعيد إرساله لنا من جديد فإننا سنعمل على التغيير هذا بعمق وتجعل من حياتنا ومستقبلنا كلها مليئة بالقوة والمحبة والسعادة والحياة الطويلة والعلم النوعي الرصين الذي يجعل كل فرد في هذه البشرية مبتكراً و عالماً وصانعاً وعظيماً، هذا ما تحدث عنه العلم النوراني السري المقدس أو الهندسة النورانية الكونية الخفية المقدسة والتي تسمى بشكل مختصر (المكنون) ، وهي علم نوعي قائم على سبر أغوار أسرار الهندسة الكونية بمنظومتها الكبرى وصولاً إلى الصغرى التي نمثلها ، فهي الحكمة السائدة والمتراكمة عبر العصور والتي عبرت عن القوانين الكونية بأعمق صورة وعكست تلك المبادئ من خلال تفسيرها الدقيق لظاهرة تجلي الوعي الأقدس كونية ( العرش او نور العلي جلَّ جلاله) بدءاً من الدائرة الملكية السماوية الأولى في عملية الخلق وانتهاء بالصورة الكاملة الشاملة المنظومتنا الكونية المؤلفة من ۹۹ دائرة ملكية سماوية شكلت البرمجة العملاقة الفائقة التعقيد العملية الخلق والتجلي ...
ومن خلال عملية التجلي للمبدأ المطلق المستتر المبطن للوجود ولدت أعقد العلوم في منظومتنا الكونية والتي شكلت أساس كل العلوم النوعية والكمية التي احتواها العلم النوراني السري المقدس والذي عكسته طريقة رسم مركز سرة الأرض وقدس أقداسه (كوثاء المقدسة) وتصاميمها الهندسية العظيمة التي تعكس سعة وعمق تلك العلوم النوعية القائمة على التفسير الدقيق لتجلي نور العلي (جلَّ جلاله) في الكون ، ورغم أن السبقات الدينية هي الأخرى عبرت تعبير دقيق عن تلك العلوم إلا أن تفسيرها بشكل سليم أبقى الجانب الأعظم من علمنا النوراني السري المقدس غامصاً بالنسبة للأغلبية وهذا الغموض أدى الى فتور في تعلم مبادئه ودخول بوابات المعرفة فيه من أجل الوصول إلى أقصى درجات التحكم بالعقل والعاطفة والتحلي بالطهارة والنقاء والاستقامة اللازمة لتلقي مبادئ هذا العلم الرصين ...
ودراسة الكتاب المبين المؤلفة من خمسة كتب تضم التعاليم السرية لكل العصور تبدأ من تفسير نشأة الكون وتدرس الأشكال الهندسية الناتجة عن كل عملية من عمليات تجلي الوعي المقدس سلطان (النور العلي جلَّ جلاله) والتأثيرات التي تخلفها على المنظومة الكونية التي تتدرج في عملية هي أشبه ما تكون بسمفونية كاملة متكاملة تعكس دقة وثبات وأبدية هذه التعاليم التي تقترب من الكمال في كل تفاصيلها النقية ، بالمعرفة بالنورانية بعلمها السري المقدس الذي انتشر في معابد كيش ونفر وأور والوركاء وكل المدن العدنية شكّلت حجر الأساس في منظومة العلوم النوعية التي كانت سائدة في العلوم والهندسة والبناء وتم تشفيرها تدريجياً لتنتج لنا مواضيع العلم الأكاديمي الكمي المنهجي القائم على القياسات القاصرة لسبر أغوار أسرار منظومتنا الكونية ...