#عالم_VeRt

385 24 14
                                    

عــــــالـــــم ( VeRt )

أعلم أن الأمر يبدو سخيفاً بالنسبه إليكم .. لا أعلم حقاً .. ولكنها الحقيقه .. ولا أحد يمكنه الهروب من الحقيقه ..

بدأ ذلك الأمر عندما كنت فى معملى أجلس أمام إحدى الأجهزة عندما ظهر فجأه أمامى على شاشتى تلك الصوره .. بعدما رأيتها علمت تماماً أنها ليست من عالمنا "عالمى" .. بالطبع ستضع الكثير من علامات الإستفهام أمام كلمة "عالمى" .. لكن لا بأس سأقوم بتفسير الأمر لك .. ولكن تذكر أن هذا هو الأمر السخيف الذى يدعو إلى السخرية .. فبعد الكثير من البحث عن مركز وأساس تلك الصوره أكتشفت ذلك العالم الآخر الموازى لعالمنا أو ربما يكون هذا ماضينا أو مستقبلنا لا أعلم حقاً .. وذلك ما دفعنى للذهاب إلى هناك فكما يعلم الجميع أنه لا شئ يوقف الفضول البشرى وبحكم أننى عالمه فلا يوجد علاج لذلك الفضول ..

إليك ما كان فى تلك الصوره كانت عبارة عن الكثير من القمامة تملئ ذلك الصندوق القذر وبعضها ملقى بجانبه أعلم تماماً أن هذا الشئ لا يوجد بعالمى فصناديق القمامة فى عالمى نظيفه تفرغ بإستمرار لا يوجد شئ ملقى بجانبها كما أن الجو لا يبدو ملوثاً كما فى الصوره .. ولكن ما أثار إنتباهى وأصابنى بالقشعريرة نتيجه له ليس القمامة ولكن ذلك الطفل الذى يجلس بجانبها لتمتد يده الصغيره إلى فمه لتضع به ذلك الشئ القذر ..

عندما تبعت مصدر تردد تلك الصورة وجدتها تشير إلى صخرة تشبه حدوة الحصان فى داخل الغابه التى نادراً ما يذهب إليها أحد .. عندما رأيت ذلك الضوء الأزرق الشفاف علمت أننى لا يمكننى كبح فضولى وللأسف لم أضع احتمالات لأى شئ وليتنى فعلت .. تقدمت منه تدريجياً حتى إكتشفت أننى أتلاشى مع مرور الثوانى لأجد نفسى بعدها فى ذلك المكان الذى ألتقطت منه الصوره ولكن بالتأكيد الطفل ليس هناك ..

رأيت تلك النظره المندهشه مرتسمه على وجه ذلك الشاب علمت أن هناك شئ خاطئ فلا توجد فتاة تظهر من العدم هكذا أخذت أتأمله قليلاً .. لا يوجد شئ خاطئ فهو بشرى يشبه باقى البشر فى عالمى .. ولكن أنا لم أضع فرضيه من الأساس أن من فى هذا العالم ليسوا من البشر فأنا قد رأيت الطفل فى الصوره .. لا بأس أعلم أن رأسى ليس فى حالته الطبيعيه الآن .. نظرت حولى وبدأت الدهشه تنتقل من ذلك الشاب إلى فما رأيته أمامى يفوق البشاعه .. بعيداً عن صندوق القمامه الذى أقف بجانبه كان هؤلاء الشباب هناك يجلسون على أحد الأرصفه بنظرى إليهم أستطيع أن أعرف تماماً أن عقولهم ذهبت عنهم بالتأكيد بسبب ذلك الشئ الذى فى أفواههم كنت سأتابع التأمل فيما أراه ولكن ذلك الشاب قاطعنى قائلاً بعد أن إستطاع التغلب على دهشته : كيف ظهرتِ هكذا ؟!

بالطبع أجبته متسائله : أين هذا المكان ؟!

ربما شعر بسخافة السؤال فأجاب : بالتأكيد تمزحين !! أم أنكِ من عالم آخر ؟!

لم أجب تساؤلاته خوفاً من حدوث أى إضطراب فقررت العودة إلى عالمى .. بالطبع أحد الأسباب تلك الأشياء التى رأيتها .. سأعود وسأقتل فضولى .. لم أكن تحركت من موضعى سوى خطوه واحده للأمام فعدتها مره أخرى إلى الوراء واتخذت قرار العوده وبالفعل بدأت فى التلاشى ولكن بالتأكيد أننى شعرت بذلك الشخص الذى أمسك بملابسى لأجد نفسى بعدها فى تلك الغابه يقف بجانبى ذلك الشخص ..

قررت أخيراً التحدث معه بجديه فتوجهت به إلى معملى بعد أن علمت أنه يدعى "يوجين" وبالطبع أخبرته بإننى أدعى "جَين" ..

فى طريقنا إلى المعمل كنت أنظر إليه من حين إلى آخر لأجد تلك الدهشه وشئ من الحزن مختلط ببعض السخريه مرتسمين على وجهه .. استطعت أن أعرف من وجهه أن هذا لا يوجد أبداً فى عالمه ..

عندما بدأت أفسر له وبدأ هو فى سرد تفاصيل عالمه من بطاله وفقر وذلك نتج بالتأكيد عن عدم توفر وسائل التعليم المفيده حدثنى عن ماذا يحدث للفتيات وعن جشع بعض المسؤلين ونهب الأغنياء لكل شئ لا أعلم ألا يكفيهم ما لديهم .. كيف يأكل الأغنياء الفقراء !! حدثنى عن كثرة القتل والدماء وحدثنى عن موت الشباب وأرتفاع أعداد الوفيات إلى حد الإشمئزاز ..رأيت بعض الصور التى يلتقطها أصابتنى القشعريرة .. كان ذلك العالم النقيض تماماً لعالمى .. فى عالمى لا توجد بطاله لا فقر لا دماء لا موت للشباب .. فى عالمى تقدمت بلادى .. لا لا لا .. لا يمكن أن يكون هذا حقيقى ..

أثناء إستماعى إليه لم أكن أعلم بتلك الكارثه التى ستحل .. فعندما غادرنا ذلك العالم الوحشى كان هناك من يتابعنا بنظره وعقله واستطاع سماع الأسئله التى أطلقها "يوجين" .. أنتشر الخبر كالوباء فى العالم الوحشى وأنتهى برغبة الجميع فى المجئ ذلك العالم "عالمى" .. علمت كل ذلك من هذا الجهاز بيد "يوجين" .. صعدت كثير من الأرواح فى سبيل ذلك بالطبع من الفقراء .. وعلمت أن هناك اضطراب سيحدث بلا شك ..

فلم يكن بوسعى سوى إيقاف تلك المهزله بإغلاق البوابه للأبد ولكن كان لابد من التضحيه بأحد من هذا العالم وللأسف أنا أقف هناك الآن بجانب "يوجين" فى محاوله لتهدئه النفوس الغاضبه ومحاوله لتغيير العالم الوحشى إلى الأفضل ولو 1 بالمئه ..

كتبت تلك الأسطر إليك لتعلم أين أنا الآن وأخبرك بل أحذرك من فضولك .. فلا تحاول البحث عن هذا العالم من أجلك ومن أجلى ومن أجل عالمنا .. عالم فير ( VeRt) ...

.. النهايه ..

>> عالم .. VeRt <<حيث تعيش القصص. اكتشف الآن