~الموت لا الحب~

36 2 17
                                    

فاقد الشئ لا يعطيه !
نحتاج الكثير ممن حولنا وننتقدهم ونغضب منهم اشد الغضب لأنهم لا يمنحونا ما نحتاجه لكن ان تبدلت الأدوار واصبحنا نحن من يتم الاحتياج اليه سنجد انفسنا لا نشعر بالأقل مننا  كما تمنينا ان يٌشعر بنا ببساطه لأننا لا نمتلكه تلك هي الحياه ليست عادله

وجونجداي كان اكبر مثال لذلك فقد الحنان وكره قسوة ابيه تمنى لو يُنظر اليه برحمه
رغم ذلك لم يرحم اي فتاه من ضحاياه او شعر ولو لمره بالذنب نحوهن

الظالم هو نفسه المظلوم والنبيل هو ذاته الحقير في معركة الحياه لكن فقط المكان والزمان يختلفان لذا لا تلوم احد غير نفسك لأنها من ظلمتك 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تترنح الفرشاه بانسيابيه على الورقه ناصعة البياض تمزج الوانها المختلفه لتضع نهايه لم تكتمل بعد

"لم اكن اعلم كونكِ تحبين الرسم"

كان ذلك جونجداي القابع خلفها بالخيمه  والذي كان سعيدا للغايه ان فرصه لمحادثتها جاءته على طبق من ذهب

ابتسمت لتجيبه بينما لم ينفك تركيزها عن اللوحه

"هناك الكثير الذي لا تعرفه عني ولكن لا تقلق انا لك بالمرصاد حتى تحفظني كما احفظك"

ابتسم باشراق على كلامها الذي يجعل خافقه ينبض

لتتلاشى ابتسامته بعد قليل حين انهت لوحتها ويُصدم كمن سُكِب عليه ماء بارد

"ما رأيك؟"

افاقه صوتها من شروده لينظر اليها

"لما التيوليب بالذات؟"

"ما بها انها زهرتي المفضله احب ان ارسم الزهور كثيرا الا تحبها؟"

مجددا فائض من الذكريات المشوشه تبادر الى ذهنه من وجه يعود لامرأه لا يظهر منه سوى فمها وانفها بينما تبتسم باشراق ثم صوت انثوي ينطق ب 'انها زهرتي المفضله' وصولا الى تلك اليد الرقيقه التي تمسك
بالتيوليب لينتهي الأمر بتلك اليد الى اصبع يتم جرحه بواسطة شوك ساق الزهره لتتناثر الدماء تليها تأوه صغير من صاحبة اليد
والى هنا توقفت الذكريات في ذهن جونجداي ليمسك برأسه مجددا

ركضت اليه يونجها قلقه
"هل تعاني من الصداع تلك الأيام ما بك؟ "

لا اراديا امسكت بيداه خوفا عليه لتصدم برأسه المستقر في حضنها

"لا تتركيني لا تفعلي "

اقسمت يونجها بداخلها انه ليس بوعيه
ولكن احيانا نحتاج ان نضرب بالواقع عرض الحائط ونعيش اللحظه فقط لذا تلقائيا يداها الصغيرتان حاوطته باحكام
ثم بدأت بالتمسيد على شعره برفق شديد كأنها تهود طفل رضيع

All my ladies say yeah || جميعهن يقلن نعمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن