الفصل الثاني

6 1 0
                                    

خجلت و نظرت للاسفل ، فابتسم و اخرج الزهرة من جيبيه ، ووضعها في شعري ، و همس في اذني قائلا "هكذا اجمل" ، و دخل غرفة كمال
كنت في غاية السعادة ، نظرت للقمر و رأيت وجه أحمد به ؛ فقبلت يدي و نفخت فيها باتجاهه ، و دخلت غرفتي حتى انام ، استيقظت متأخرا قليلا ، و سمعت كمال و هو يتكلم بصوت عالي مع اصدقائه و يقول "هيا....دعونا نرحل سريعا قبل أن يستيقظ أحمد ، و يرى ما اخذناه منه"
قمت مسرعة عند سماعي بهذا ، و حين خرجت وجدت معهم اموال!!! ، تفاجأت....هل كان كمال حقا يسرق من أحمد ؟!! ، لم أفعل شئ ، بعد رحيلهم كنت انوي الذهاب إلى غرفة كمال ، و اقول لأحمد ، و لكن انتظرت و مر بضع ساعات و لم انزل للعمل ، حتى لا يستيقظ أحمد في غيابي و يرحل دون ان اخبره بما حدث ، و رأيت أحمد اخيرا وقت الظهيرة يخرج من الغرفة مبتسما قائلا "صباح الخير"
قلت له "صباح الخير....هل انت معتاد ايضا على الاستيقاظ متأخرا هكذا ؟!"
قال "نعم"
قلت "ألا تذهب للجامعة مع باقي اصدقائك ؟!!"
قال "لا!!....انا تخرجت و اعمل الآن!!"
قلت "حقا ؟! ، ماذا تعمل ؟ و كم عمرك ؟"
قال "انا مهندس معماري ، و ابلغ من العمر 28 عاما"
قلت "ماذا!! ، كمال اكبر منك و لم يتخرج بعد!! ، لماذا هو صديقك ؟!"
قال "لما كل هذه الاسئلة ؟ ، لماذا لم تذهبِ للعمل؟!"
توترت قليلا ثم قلت "كنت اود اخبارك انني....رأيت كمال و كان يحمل اموالك ، هو و اصدقائك....سرقوا منك ، اظن ان هذه ليست المرة الأولى التي يسرقك كمال فيها ، فهو على الرغم من انه لا يملك المال ، إلا انه دائما يعود بعد منتصف الليل سكرانا"
ضحك على ما قلته ، ثم نظر أمامه و رأيت علامات الغضب قد ظهرت عليه ، و قال "اعرف.."
قلت متعجبة "تعرف انه يسرق منك ، ولا تفعل شيئا ؟!"
قال "لا أريد أن أواجهه حتى لا اُجرح مشاعره ، و يظن اني اتفاخر بأموالي امامه ، و هو لا يستطيع ان يملك مثلهم ، و أيضا هو صديقي وانا اتقبل الأمر"
قلت "لماذا إذا غضبت عندما أخبرتك ؟"
قال "لانه يعتقد انني احمق ، ولا أعرف بما يحدث....دعيكِ منه الآن ، كيف حالك انتِ ؟"
قلت "بأحسن حال الآن ، و انت ؟"
قال"انا ايضا بأحسن حال ، لما لا تحكي لي عن حياتك او ما شابه"
حين سمعت السؤال ، لم اشعر بنفسي ، و بدأت اخبره حقا عني و عن عائلتي ، اخبرته ان امي وابي من عائلة واحدة و كانا ثريين ، و لكن أتى مَن خدعهما و اخذ كل شئ منهما ، توفى والدي حينها ، حسرة على ما فقده....و امي ظلت تتجول بي و تبحث عن مكانٍ نقيم فيه ، حتى وجدت هذه الغرفة ، كنت حينها في العاشرة من عمري
بعد ما اخبرته بهذا نظرت إليه ؛ وجدته حزينا على ما حدث و قال لي "أين والدتك الآن ؟!! لم أراها"
قلت "هي الآن في دار المسنين....هي مريضة ، أُصيبت بعدة أمراض ، و حاولت مساعدتها كنت اعمل حتى وقت متأخر من الليل ، و لكن المال لم يكن كافيا لها ، و لم تتحمل رؤيتي أعاني لأجلها ، فاقترحت هي الذهاب لدار المسنين ، حتى تحصل على الرعاية الكاملة من الاطباء هناك....اذهب لزيارتها كل أسبوع"
لم استطع تمالك نفسي حينها ، و بدأت في البكاء ، و شعرت به....شعرت به وهو يلامس شعري حتى اتوقف عن البكاء ، و سألني عن مكان الدار ، و اسم والدتي ، ثم همس مرة أخرى في اذني قائلا "بما اننا تقابلنا ؛ فسيكون كل شئ على ما يرام....أعدك....لا تذهبِ اليوم للعمل ايضا" ، و دخل غرفة كمال و ظل فيها بضع دقائق ، ثم خرج و أشار إلى غرفة كمال حتى ادخلها ، و رحل لا أعرف هل سيكون كل شئ على ما يرام حقا مثل ما قال؟!! ، و لماذا سأل عن مكان الدار و امي!!! ، ابتسمت حينها و قلت "أيعقل انه سيُحضر أمي إلي ؟!!"
دخلت غرفة كمال اتفقدها ، رأيت مائدة عليها مما اشتهيت من الطعام و الشراب ، و رأيت رسالة على المائدة ايضا ، كان مضمونها :
- هذا لكِ بالهناء و الشفاء ، و لا تحملِ همًا و انتِ جميلة حسناء ، و اتركِ كل شئ لرب السماء .

بوابة الحظحيث تعيش القصص. اكتشف الآن