Part 5

429 31 18
                                    

#دازاي

.

.

.

صُدمت حين صفعني..في الواقع لم أتوقع أبداً أن تكون ردة فعله عنيفة لتلك الدرجة..حدقت به وقد فرض الذهول سلطته علي و يدي تتحس موضع صفعته و التي بالتأكيد تركت أثراً واضحاً..

تشويا : أقلقتني بدون طائل و أتلفتَ أعصابي و كنتَ ستجعلني أقتل ذلك الوغد..هل تظن مشاعر الأخرين لعبة بين يديك.!؟ أتظن أنه من المضحك أن يأتيك صديقك و يخبرك أن أعز أصدقائك في خطر.!؟ أتظن هذا مضحكاً.!؟ مشاعري ليست لعبة بين يديك لتفعل بها ما تشاء و تتلاعب بها.!!

قال كلماته تلك و رمقني بنظرة قاتلة و همس بصوت منخفض.

تشويا : أكرهك..

صعقتني كلمته الأخيرة لدرجة أنني تحجرت مكاني..رأيته يغادر ليلحق به "اتسوشي" و بقيت أنا متصنماً و إلى جواري "اكوتاغاوا" الذي كان قد آتى منذ دقائق حين أعترضتُ طريق "تشويا".

"اكوتاغاوا" يسعل : لقد بالغت هذه المرة.. "دازاي" سان..

قالها و غادر هو الأخر لأبقى وحدي أتخبط في حيرتي و ذهولي و جميع من في الحديقة يحدق بي..

لم أره مجدداً طوال ما بقي من اليوم.. لاحظ الجميع جمودي و صمتِ الذي أسرني طوال تلك الساعات الثقيلة.. الشيء الوحيد الذي كنتُ أتفوه به كانت تلك الجُمل فحسب..

" حتى مع العلم أنه مؤلم لا أهتم إن فقدت عقلي.. فأنا بالفعل ملعون.."

ظن الجميع أنني قد جننت و أنني حقاً أصبحتُ مختلاً عقلياً بسبب ترديدي لتلك الكلمات طوال اليوم و الوقت..

مر يوم..
يومان..
ثلاثة أيام و لم يأتي "تشويا" للجامعة..
كنتُ قلقاً عليه لكن لم يكن لدي الجرأة للذهاب و رؤيته بعد ما حدث..
لأكون صادقاً أفتقد وجوده..
تغيرت معاملة الجميع لي..
أستغل "شيراسي" غيابه و عاد لتنمره علي..
"اتسوشي" و "اكوتاغاوا" مازالوا يدافعون عني..
لكن معاملتهم إختلفت..
لم يتحدثوا معي كثيراً..
كنت أعلم و متأكد من السبب..
و مرت الأيام متشابهة كئيبة مشؤومة مليئة بالمرارة التي تجرعت كؤوسها الواحدة تلو الأخرى..
أسبوع و لم يأتِ "تشويا"..
وكنتُ قد سئمت كل ما يحدث لي و من حولي..
عدتُ إلي محاولات الإنتحار مجدداً لكن "اتسوشي" و "اكوتاغاوا" كانا يمنعانني..
و حين طفح بي الكيل عزمت على رؤيته و الإعتذار منه..

كنتُ متوجهاً إلى منزله بعد إنتهاء الدوام و مررت بجانب الثانوية التي تدرس بها أخته..
توقفت أمام المدخل و راقبت الفتيات و الفتيان الذين يتوافدون خارجاً عائدين إلى منازلهم..
تابعت سيري نحو منزله لكنني توقفت في منتصف الطريق بجانب عمود الإنارة الوحيد الذي يضيء الطريق و قد حل المساء منذ ساعة و ربما أكثر..
شعرت بأحدهم يسحب كم قميصي لأجدها فتاة صغيرة شقراء ذات عيون خضراء زرعية..

Beginning of the Endحيث تعيش القصص. اكتشف الآن