عاد "دازاي" إلى منزله و دخل و صعد إلى غرفته و أغلق الباب و أضاء الغرفة ثم وضع ذاك الجسد الذي كان قد ألبسه بعض الملابس من تلك الحقيبة التي كان يحملها , فوق فراشه.
وقف أمام جسده الساكن يحدق به بهدوء رغم ذاك التوتر الذي يشعر به , أحضر إحدى الكتب التي كانت تستقر على مكتبه ليفتحه و ينظر للجسد مرة ثم ينظر لكتابه.
دازاي : هل أنت متأكد أن هذه الطريقة سـتنجح..؟
أجابته الروح التي لم تفارقه منذ خروجه : نعم.. على الأرجح..
دازاي : ماذا تعني بـ [على الأرجح] هل سـتنجح أم لا..؟
الروح : لست متأكداً.. لم أفعل هذا من قبل كما تعلم..
دازاي : إذاً قد يكون كل هذا بلا فائدة.
الروح : إسمع , لابد أن نحاول لنعرف إن كانت سـتنجح أم لا..
دازاي : ماذا إن خرجت الأمور عن سيطرتنا..؟
الروح : لن يحدث ذلك , إطمئن فقد وضعت هذا الإحتمال بالحسبان و لدي ما سيردعه..
دازاي : لازلت غير مطمئن..
الروح : فقط قم بذلك لـننهي الأمر..
بدأ "دازاي" بقراءة ما كُتب :
[ يا ذا الروح المدنسة..
يا ذا القوة الملوثة..
إستيقظ إن لم تفنى..
لتنهي و تسعى..
أفق لتتخلص من هذه الأرض المدنسة.. ]سقط الكتاب من يدي "دازاي" حين إهتز المنزل وكأنه يتعرض لزلزال مجلجل و رأى ضوءً أحمر ساطع يحيط بـذاك الجسد الساكن فوق السرير لـيغلق عينيه في ألم و يفقد توازنه ليقع أرضاً..
مضت بضع دقائق حتى عاد يفتح عينيه لـيجد الجسد يرتفع ببضع سنتيمترات و تحيط به تلك الهالات الحمراء القاتمة , وقف و تقدم بضع خطوات بتوتر و توقف أمامه..
دازاي : ماذا يفترض بي أن أفعل تالياً..؟
أجابته الروح : أمسك معصمه و قل [لم يعد إنساناً بعد الأن]
أمسك "دازاي" بمعصمه و قال : لم يعد إنساناً بعد الأن..
و توهج ضوء أزرق ساطع و عاد الجسد يسكن فوق السرير مجدداً , جلس "دازاي" على طرف السرير و دار برأسه سؤال واحد راح يتردد بإلحاح..
هل نجح..؟دازاي : هل مازلتَ هنا..؟
و لم يتلقَ جواباً لسؤاله و ساد صمت رهيب و بقي "دازاي" يحدق بالجسد في توتر لبضع لحظات..
و دون سابق إنذار , وجده "دازاي" يفتح عينيه و يشهق و يعتدل جالساً بحدة , أنفاسه مضطربة و متسارعة , نظر حوله في حيرة و تعلق بصره بوجه "دازاي"..
دازاي : تـ.. "تشويا"..
إبتسم "تشويا" إبتسامة متعبة : مرحباً.. "دازاي"..