P1

48 3 0
                                    

جولييت تتحدث الآن..
المرور بخيبات عديدة يقتل بداخلنا الكثير..
لكن بطريقة ما لم يَمُت كل شيء
وكأن دواخلنا تعلم أن سعادة تلوح بالأفق

أشخاص كثيرون.. خيبات كثيرة.. ثقة لم تكن بمكانها.. والكثير من الدموع ولحظات الغضب..
ونوايا التغيير التي بقيت نوايا
والكثير...

لكنَّ شيئًا ما بداخلي كان واثقا بتعويض إلهي قادم
كنت واثقة بأنني سأجد شخصا يستحق.. ويعاملني كما أستحق

بدايةً رفضت فكرة اختبار أشخاص جدد.. لذلك أحطت نفسي بسور لكن ويال السخرية.. فذلك السور كان يكشفني لأحدهم.. فقد استطاع بكل سهولة اختراق كل ما وضعته لأجل الا ادخل في أي علاقة مع أي شخص

حاولت بدايةً إنكار مشاعري تلك.. وتسميتها بالإعجاب فقط

نحن في المرحلة الجامعية
وبسبب ظروف كورونا حول العالم.. كما تعلمون ندرس عن بعد

لم أكن اعرفه سابقا.. لكنني بدأت ألحظه خلال هذه الفترة

جرت بيننا محادثات كثيرة في مجموعة تحوي الكثيرين

لم نكن نتحدث بالخاص سابقا

بدأت ألحظه اكثر فأكثر

بصراحة لا أعرف هل أعجبت به ام أحببته مباشرةً

اخبرت صديقه المقرب والذي يكون صديقي أيضا
أخبرته بحقيقة مشاعري وهو اكتفى بمحاولة جعلي أبعد صديقه عن تفكيري

حاولت ذلك.. لكن ما بي هذه المرة..
لما أفكاري وعقلي وقلبي لا يتسجيب أي منها لي

كان ذلك الصديق دائم السؤال عن حالي.. وخصوصا عن افكاري بشأن روميو

لدرجة انه قال انه لن يحادثني ان بقيت أفكر بروميو لكنني لم أستطع حتى بعد ذلك ان ابعده عن تفكيري

الى أن اتى ذلك اليوم
السابع من الشهر الخامس

اتى صديقي ليخبرني انه يملك سرا ليخبرني به
ارسل لقطات شاشة لمحادثته مع روميو
وبعض التسجيلات الصوتية لروميو

ملخص تلك الرسائل
" هل ترى معاملتي لجولييت غريبة؟  أخاف ان تفهمني بشكل خاطئ.. انا أعاملها كصديقة فقط أنا حقا أحترمها جدا وهي عزيزة علي.. كصديقة فقط وكأخت لي "

قرأت الرسائل مئات المرات..
سمعت التسجيلات كثيرا..

لما لا يبدو كلامه صادقا..
لما يبدو وكأن أحدهم يرغمه على قول ذلك..

لكنه يعاملني بلطف شديد..
لم نعرف بعضنا سوى منذ عدة اشهر.. هل أصبحت صديقة مقربة؟!!

لكننا لا نتحدث كأصدقاء

لطالما كانت تصرفاته اللطيفة لا تمكنني من النوم لشدة التفكير بها

هل انا صديقة حقا..

كان الموقف صعبا ولا أعلم لماذا
ليس وكأنني دخلت بعلاقة حب وخرجت منها خاسرة..

لكن لم استطع الأكل
ولم استطع منع نفسي من البكاء كذلك

ذكر روميو في تسجيلاته انه لا يود ان افهمه بشكل خاطئ.. فأردت رغم كذبي ان اطمئنه انني لست افهمه بطريقة خاطئة

كتبت له رسالة وارسلتها في وقت لم اعتقد به انه سيجيب.. وعمدا فعلت ذلك.. فلست أريد رؤية رده.. لم اكن قادرة على تحمل سماع ذات الكلمات منه

ذكرت في رسالتي انه صديقي الجديد.. وانني سعيدة بصداقته وأن دعمه لي يعني الكثير
وأنني سأكون بجانبه دائما.. وأننا اصدقاء..
كررت أنه صديق كثيرا.. كي يطمئن
في كل مرة كنت اذكر انه صديقي كنت اتوقف عن الكتابة وأحدق فقط.. اتنهد ثم أكمل

كان صعبا.. لن أنكر

ارسلتها..
وقرأ..

بعد مدة بدأ يكتب..

رد ردا قصيرا ولم يكن كعادة رده..
قال انه معي كذلك وسيبقى بجانبي وقال انه آسف لأنه عاجز عن الرد

ثم هو قال.. جولييت عديني ان الأمر سيبقى سرا.. عديني انك ستتفهمينني..

انقبض قلبي بطريقة مؤلمة جدا
هل سيخبرني الآن انني صديقة فقط.. هل سيعيد ما قاله في تلك التسجيلات..

قلت له أعدك.. تحدث اسمعك

قال انه تردد كثيرا.. وأن عقله يفكر بطريقة وقلبه يشعر بطريقة أخرى
قال لي انه سيتحدث ليريح نفسه
وأنه آسف لكنه سيقول ليرتاح

قلت له تحدث.. ماذا تقصد

في تلك الثواني.. التي كانت الأصعب في حياتي
توقف تدفق الدم لثواني.. توقف نبضي لثواني كذلك.. وأنفاسي لم تعد تْسمَع

هو قال..
أحبك وأكره نفسي





يتبع...

Little things 💛💜حيث تعيش القصص. اكتشف الآن