بانتظارِ الصَّباح ليوقظك

757 32 14
                                    

🌸🌸
أضفت بعض التعديلات للرواية وأحداثها ومكانها بعد نصيحة من أحد الصديقات أن أنقل الأحداث بأكملها إلى تركيا.. وهو ما فعلته.. إن أردتم يمكنكم إعادة قراءة الأجزاء لتروا التغييرات..

إن لم تستطيعوا قراءة ما سبق، فأرجو أن تعرفوا مواطن التغيير في القادم من الأحداث..

🌸🌸🌸

يمكن لسردار أن يقسم أنه كان في البنك، يشاهد حيتاناً تلعب، أو أنه في قصر والديه يراقص تلك العصفورة التي تُعلم ابنه في المدرسة.. ما كان اسمها؟؟ إي.. إيجو؟ لا.. إيجة.. نعم هي..
والآن هو في مدرسته القديمة، يركض حولها بسرعة هائلة كأنه يركب على عجلات خارقة..

"أبي"

جاء صوت كنان ناعماً ومتكسراً كما هو كلّ صباح، مما انتشل سردار من هذا الحلم الغريب الذي يحلم به: أبي.. استيقظ!

فتح سردار عينيه ورأى ابنه يقف إلى جانب سريره في ملابس نومه، بينما راح الصغير يلكز ذراع والده..

تمتم سردار وهو يغمض عينيه ويبعد يد ابنه عن ذراعه: عُد للنوم يا كنان!

رد عليه كنان: لكن يا أبي، حان وقت الاستيقاظ، إن عقرب الساعة يشير إلى السابعة.

راح سردار يشتم بكلمات سباب شنيعة في رأسه بينما يفرك عينيه وينظر إلى الساعة، أجل! كانت الساعة السادسة وتسعٌ وخمسون دقيقة.. اللعنة! كان بإمكانه الحصول على دقيقة أخرى من النوم! كان من الممكن أن تكون أجمل دقيقة نوم على الإطلاق... والآن ولّت!!!

بعد ثوانٍ قليلة راح المنبه الموضوع على المنضدة بجانب السرير يطنّ..

قال كنان وهو يسحب إبهامه من فمه: أترى؟ إنه وقت الاستيقاظ..

عبس سردار بعيداً! لقد حاول كثيراً أن يجعل كنان يتوقف عن عادة مص إبهامه!

أجبر نفسه على الخروج من الشرنقة الدافئة من الشراشف التي تحيط به، وسار إلى الحمام، تاركاً ابنه يغطس في تلك الشرنقة الدافئة..

أنهى سردار رويتنه الصباحي: قضاء الحاجة، الاستحمام، حلاقة ذقنه، تفريش أسنانه، وما إلى ذلك.. وعاد إلى غرفته ليجد كنان نائماً! فانحنى وقبله على جبينه..

راحت عيون كنان تطرف وهو ينظر إلى والده، وابتسم وأخفى إبهامه المبلل تحت الوسادة: حان وقت الاستيقاظ يا أبي.

ضحك سردار وعبث بشعر ابنه: انهض من السرير يا كنان، واذهب واختر ما تريد ارتداءه هذا اليوم.

نزل كنان من السرير واتجه راكضاً إلى غرفته، بينما اتجه سردار إلى المطبخ ليعد الفطور.. حبوب الإفطار والحليب، ليس خياراً صحياً، ولكن اللعنة! كان بحاجة إلى السكر بعد أن فقد تلك الدقيقة الكاملة من النوم..

ظلال الماضي..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن