كم مرّة زرعت فيمن حولك مبدأ أن لا أحد يستحق، بينما تبكيك أغنية!كم مرة بدا عليك المظهر الصلب، بينما تتهاوى الحياة بك من الداخل كم مرةً سقطت أمام نفسك وأنت الذي لطالما بدوت شامخًا أمامهم إن الأسوأ من كتمانك للشعور يا صديقي في تلك الليلة أردت أن أصرخ ولكنّي تمالكت نفسي، وقد استقر هذا الصراخ بداخلي ومنذ ذلك الحين اسمعه كل ليلةً بعد كُل هذه الخُطىٰ الغائرة في جَسد الطُرقات والمشيٌ المَوهوم بنية الراغبٌ في الوصول، تُسيّرني رغبة شرسة في جهل ماكان وماسيكون، أجدني جالسًا على الرصيف في اللامكان، والوقت ليلًا خانق، تحلمُ النسمة فيهِ بذكرى عبور، والمدينة كلها تنام علىٰ صدىٰ شخيرًا بعيد، وهدوء مُبالغ فيه، هدوء زائف ومُقلق، كأني مشيتُ إلىٰ حتفي، كأن العاصفة القادمة، إستدعتني انا وحدي، ولبّيتها .