لا أريد نهاية قاسية ومظلمة وحزينة نتذكرها ونأسف.. أريد أن يمضي كلٌ منا في طريقه وندع للرياح أمر أغلاق الأبواب. أريد أن نتذكر بعضنا كما لو أننا نتذكر ضحكةً طويلةً حدثت في منتصف بكاء، ضحكةً حقيقية، ضحكةً أتت كمواساة وغادرت كابتسامة،أعلم أن الطريق أنتهى وأن لا فائدة من الالتفات، أعلم أنك لن تنساني وأنني سأظل أحبك إلى الأبد، أعلم أنه أصبح محتومٌ علينا أن نفلت أيدي بعضنا الآن، وأن هذا التشبث المستميت لن يغير حقيقة ماسيحدث فقط سيؤدي إلى ترك خدوش وندوب نحملها معنا إلى الأبد كمواساة نخبر أنفسنا بها حين يتذكر أحدنا أنه لم يعد يحمل الآخر، أعلم أنك الجرح الذي لن أشفى منه أبدًا وتعلم أنني الضمادة التي لن تنفك عن تضميد روحك بها.أخاف أن أجلس بمُفردي،اخاف أن أعود للماضِي وأن اتسكّع في مكانٍ غير معروف،أن تتخبّط بي الأحزان القديمة،أن تُفتّح الأبواب المُغلقة،أن أقف وأعجز عن المشي،أن يزورني الأصدقاء ولا أعرفهم،أن أعود للمنزل ولا أَجِد سِوى ذرات الغُبار،أخاف أن أقِف أمام المرآه وأسال"من هذا الغريب؟"