- Uno -

361 19 9
                                    

senorita|سنيوريتا
______________________

وليس الموت وحده مؤلم، فثمة فراق أشد على النفس من فراق ناتج عن موت من نحب، فكوننا نعلم بحياة من نحب ولكنه قد رحل دون عودة، في ذلك ألم أشد.

الجميع لا يحبذ هذا الشيء ولكن الظروف هي من تصنع تلك التغيرات التي ما من محب لها.

هنا  مدينة ميلانو حاضنة الأناقة و رقي وجهة العديد لمساحتها الواسعة وطيبة أرضها.

كان وجهة لتلك الفتاة التي قد إستكانت بها لما يقارب الأربع سنوات سالفة، هي هنا منذ بداية تعليمها الجامعي تبحث عن طريق لحلمها تواصل السير لإدراك ذلك المخرج.

كادحت لوحدها عاشت في غربة القلب، تكظم شوقها وحنينها لأهلها، لبلادها، طفولتها وحياتها أتمت سنواتها الفائته مثابره من أجل مستقبلاً تطمح لإدراكه.

هي الآن على مشارف إنهاء هذه الرحلة التي قد كدت لها و بشق الأنفس إهتدتها.

"م ١٨٧٩"
لا يسعها التصديق أن كل تلك السنوات مضة وهي الآن قد أنهت تلك الحقبة الاسيه من حياتها.

أجل هي بالنسبة لها البعد عن أهلها وناسها تعاسة لا يمكن لكلمات الفم وصفها، بالنسبة لها تعاسة قد أضرمة بقلبها و نهشة منه ما كان يروي صبرها.

ولكن هي موقنه أنها كانت لها، استطاعت أن تكتم آلامها رغم غصة قلبها، هي زرعت وعانت من تلك الغيوم السودا أثناء ذلك ولكنها الآن تحصد جهدها وشمس محاطة بالمزن النقي تصاحبها نسمات الربيع الطيبة


الساعة التاسعة مساءً وهي الآن تقوم بتوضي الحقائب، رحلة عودتها غداً صباحاً لا يمكن وصف ابتهاجها.

هي أخيراً ستعود لموطنها لحياتها وحظن والدتها أكثر ما جنت له أكثر ما إفتقدت، ستعود لهم فتاة ناضجة و إمرأة طموحة.

...
Adabella

لقد ولت تلك السنوات وكأنها عقود، إعتدت أن أكون محاطة بعائلتي أمي و أبي واخوتي، أن أعيش في قرية صغيرة وجميع سكانها يلقون التحيات لبعضهم البعض.

كثيراً ما كنت أتمنى زيادة المدن و رؤية ذلك الإنفتاح والرقي الذي قد كنا نظيراً لهم به، على حد قولهم.

عيوب المدن كثيرة و أكبرها الأنانية التي تشبعة لقلب سكانها هم فقط ذوي الإعاقة عقلية يحبون إقامة المقارنة بين جميع الأمور حتى وإن كان نملة و عصفور.

لم يستهوني هذا، قلة منهم من كان ذا عقل مبجل وهذا القلة النادرة إختلاف شاسع ما بين قروي يسعى لمكسب قوته لعشاء الليلة و مدني يسعى لمنصب رئاسي يرفع من جاهه وماله.

سنيوريتا | جون سيو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن