- Dos -

127 17 6
                                    

Senorita|سنيوريتا
_______________________
في الليل زينة السماء, وفي الليل يزدان القمر بأشكاله المختلفة، يعكس ضوء الشمس بخجل واضح، ويتلاشى تدريجياً تاركاً للنجوم مكانه.

في الليل يهجع الخلق، وفي الليل يسهر العشاق، وفي الليل مواعيد مع الجمال والسحر، في الليل عذوبة النسيم وفي الليل إطلالة البدر، وفي الليل تهجّد المؤمنين الباحثين عن السكينة. وفي الليل يتوقف عبث النهار، وفي الليل عبق الندى تعانق قطراته بتلات الأزهار وأوراق الشجر.

أعلى تلك الباخره حيث إجتمع حشد لا بأس بهم في سطحها العلوي مستقرين بتوزيع متزن حول طاولات تحمل أكواب مشروبات اختلفت مع تنوع أذواق ماكثينها.

اتخذت ادابيلا مطرحاً لها بالقرب من حافة الباخره تقلب طيات كتابها و قدح من القهوة أمامها و نسيم الليل يلحف أديمها.

وجوم يشاطرها جلستها و الهدوء التام يريح خلدها هكذا حياتها هادئة ما من شوك يغرز بسكون حياتها لأنها حتى إن وجد هي ستقتلعها من جذورها.

الصمت ذلك قد كسر من قبل صوت رجولي و بحة لينه تغلف أوتار ترانيمه حينما اردف   'يسرني أن ألقى أحد قرائي هنا' الأخرى رفعة رأسها تجاه ذلك الصوت الأسر لكيانها.

إنه هو الكاتب المأرخ جون سيو إبتسمت لا إرادياً فورما علمت هويته الذي كثيراً ما كنّت له التقدير والتجليل بسبب ما تستشعره من عواطف أثناء مغامراتها القرائيه بين سطور كلماته فارهة الرقي و الإبداع.

استقامت بجذعها راكنه الكتاب أعلى مستوى سطح الطاولة منحية تجاه السرياح مع إبتسامة ودية لاحت على محياها و الآخر امتدت يداه مصافحاً إياها مرفقاً معها ابتسامته المزعزعة لخلد متلقيها.

مقابلان لبعضهما البعض ممسكان بأيديهما فيتو صمت قوطع بينهم حينما اردفت تلك الغانية  'ادابيلا كوبير أهلاً بك سيدي' اتسعت ابتسامة من يواجهها متبعها قائلاً   'تشرفت بك انستي جون سيو' ما أن أنهى كلامته سحبت الأخرى يداها من بين أصابعه الجسيمه مشيرةً له ناحية المقعد المقابل لها.

ارتكز مقابل لها بينما هي رفعت يداها مناديةً النادل لآخذ طلب نزيلها.

وقف النادل موجهاً لكلاهما بينما تحدث سائلاً عن طلبهما لحظات وترانم صوت ذلك سمق قائلاً  ' نبيذ أحمر وحبذا لو كان معتقاً' أنهى كلامه مشيراً لنادل بإنصرافه بينما السويه أمامه تناظر كوب قهوتها بإرتباك.

صدى نغمات قهقهات صدرت منه عندما أدرك أن طلبه قد سبب حرجاً لربما لمؤنسة ليلته حيث أنه تحدث موضحاً   'انستي لا عليكِ فقط أنا من ذلك النوع يقضي لياحه رفقة القهوة و اصيله مستأنس بالنبيذ' أفرغ ما لديه مستسمحاً موقفه.

سنيوريتا | جون سيو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن