صديقي يتحدث بيديه

26 2 16
                                    

نزل طفل صغير من حافلة المدرسة، أخذ يركض بسرعة نحو باب منزله و البهجة تضيء وجهه الصغير، احتضن أمه التي كانت في انتظار عودته بشوق، نظر إلى عيني أمه وقال بحماسةٍ شديدة: أمي سوف نذهب إلى البحر اليوم صحيح؟

ابتسمت الأم مجيبةً: هذا صحيح يا عمر، لكن يجب عليك أولاً أن تغير ملابسك و تتناول غداءك.

-حسناً يا أمي.

أمسك عمر دلواً صغيراً و بدأ بجمع الأصداف المختلفة الملونة، بينما كانت تراقبه أمه من مسافة قريبة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أمسك عمر دلواً صغيراً و بدأ بجمع الأصداف المختلفة الملونة، بينما كانت تراقبه أمه من مسافة قريبة.
توقف عمر برهةً عندما رأى طفلاً بدى في مثل سنه يصنع قلعةً من الرمل، قام عمر بسؤاله من مسافة بعيدة قائلاً: هل يمكنني أن أبني القلعة معك؟

لم يرد الطفل فقد كان منهمكاً جداً في بناء القلعة الرملية حتى أنه لم يرفع رأسه لينظر ناحية عمر.
أعاد عمر سؤاله ولكن مجدداً لم يرد الطفل أويرفع رأسه ولم يتلقى أي جواب منه، شعر عمر بغضب شديد لتجاهل الطفل له فقرر العودة لجمع الأصداف.

بعد مدة قصيرة تقدم الطفل إلى عمر ناظراً إلى الأصداف الملونة التي جمعها، أشار الطفل إلى الدلو بعد أن ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه، ظهرت علامات الغضب على وجه عمر فأخذ دلوه ثم انطلق جارياً إلى أمه مبتعداً عن الطفل من دون أن يقول له أي كلمة.

حدقت الأم إلى طفلها وقالت بهدوء: ما هذا التصرف يا عمر؟

رد عمر: أمي، هو من تجاهلني أولاً، و الآن يأتي ليلعب معي و كأن شيئاً لم يحدث!

تغيرت ملامح الأم إلى التساؤل حينما قالت: هل فكرت بالسبب الذي دفعه لعدم الحديث معك؟ ربما لم يسمعك؟ أو أنه يتحدث لغةً أخرى؟ هل تأكدت أنه يتحدث اللغة العربية؟ لغات العالم كثيرة يا بني.

لم يعرف عمر ماذا يقول لأمه فقد تكون محقه، هو لم يفكر بالسبب الذي يدفع الطفل لعدم الرد عليه و غضب منه بدون أي سبب مقنع.

التفت عمر خلفه ليبحث عن الطفل، عندها تمكن من رؤيته مع فتاة تكبره سناً يصنعان القلاع الرملية، ركض باتجاههما وقال بصوت مسموع: السلام عليكم.

ردت الفتاة السلام بينما اكتفى الطفل بمراقبتهما.

علت علامات الحيرة وجه عمر وهو يقول: اممم لماذا لا يرد السلام؟

نظرت الفتاة إلى أخيها و أخذت تحرك يديها بحركات قليلة و كأنها تشرح للفتى ما قاله عمر.

نظر الفتى بابتسامة لعمر ووضع يده على رأسه بوضعية تحية تشبه التي يستخدمها رجال الشرطة أو العسكر ففهم عمر أنه يحيه.

قالت الفتاة: أهلا بك أنا أسمي ريم و هذا أخي زياد، أخي لا يستطيع السماع ولكنه يستطيع التحدث بطريقة مختلفة، فأخي يتحدث بيديه.

قال عمر متفاجئاً: بيديه؟!

فردت ريم: نعم بيديه وهذا ما يسمى بلغة الإشارة.

أحس عمر بالإحراج؛ لأنه غضب من زياد فاعتذر منه، لاحظ أن ريم قامت بترجمة كلامه إلى لغة الإشارة.

ابتسم زياد و قال بالإشارة: لا بأس.

قام عمر بإخراج الأصداف و مشاركتها مع رفيقيه. ثم بدأ يلعب معهما لوقت طويل.

حينما اقتربت الشمس من المغيب نادت الأم عمر فركض بعد أن ودع ريم و زياد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حينما اقتربت الشمس من المغيب نادت الأم عمر فركض بعد أن ودع ريم و زياد. 

قالت الأم: ماذا حدث؟

عمر: كنتِ محقة يا أمي، الفتى زياد لم يرد علي لأنه يتحدث بطريقة مميزة، إنه يتحدث بيديه! يتحدث بلغة الإشارة، زياد و ريم قاما بتعليمي بعض الإشارات هل تريدين أن أريك يا أمي.

أجابت الأم بسعادة: بالطبع يا بني.

أجابت الأم بسعادة: بالطبع يا بني

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
صديقي يتحدث بيديه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن