جلست في صمت رهيب تحاول استكمال الاعمال المتراكمة منذ يوم امس تنقر بأناملها البيضاء علي حاسوبها الشخصي عيناها اصبحت تائهة منذ يوم امس فيجب ان تنتهي من عملها سريعا حتي تسلم الملفات لجدها الذي ينتظرها ولا يتهاون في اي خطأ صغير رجعت رأسها للخلف سانده بظهرها الي المقعد تشعر بتقلصات في معدتها والام مبرحه في الرأس بسبب الجلسة الطويلة منذ يومين علي الحاسوب يالهي متي سأنتهي هل يعاقبني جدي بدئت الافكار تتهافت عليها كطنين مزعج حاولت اغماض عينيها والتركيز في شئ اخر لكنها لم تستطع كوابيس اصبحت تراها وهي مستقيظه من ان جدها سوف يعاقبها بدأ ارتعاش يديها وقدميها دون ان تفعل شيئا مع رؤيه معتمه في قدحيه العين قطعت افكارها السوداء صوت باب غرفتها يفتح انتفضت فزعه فاذا هي خادمه المنزل تنهدت بارتياح لتبدأ بالكلام بصوت واثق ومرتبك في ان واحد
ماذا تريدن
الخادم بنبره احترام انسه نهال السيدة بثينة تريدك ان تنزلي لتتناولي الغذاء فجميع العائلة مجتمعون اليوم
نهال بنبره عاديه :حسنا قولي لهم سأتي حالا
حيت الخادمه انستها باحترام لتتجه الي الباب الغرفة بخطوات بطيئة وتفتح الباب وتخرج وتغلق الباب خلفها اما هي فظلت متسمره لا تدري ماذا سوف ترتدي اليوم الاربعاء اجتماع عائلتها الاسبوعي الذي يعقده جدها بصفه مستمرة وعليها ان تحضر ذلك التجمع بصفتها فرد من العائلة في الحقيقة ان اجتماعات العائلة لم تكن تستهويها ولكن ما بيد حيله اتجهت الي خزانتها لتخرج بلوزه ورديه وبنطال اسود خلعت منامتها لترتدي زيها التي اخرجته للتو من الخزنة اتجهت بعد ذلك الي التسريحة لتمسك مشط صغيرا وتسرح شعرها المموج وترتدي حجابها الابيض وربطته بإحكام واضحه احمر الشفاه قليل فقط لم تكن نهال من هواه التبرج فقط القليل من كل شيء ارتدت حذائها لتخرج من غرفتها بعد ان حفظت ما قامت فعله علي حاسوبها حتي لا يفقد البيانات اذا حدث قطع تيار كهربائي او اي طارئ مشت في اتجاه الممر الطويل الممد بسجاده بنيه وصور عائلتها واجدادها معلقه علي الحائط اتجهت الي الدرج لتنزل بخطوات مسموعة تعلن عن قدومها مع كل خطوه تسمع احتكاك الحذاء مع درج السلم فيسمع صوتا عاليا وصلت الي الردهة حيث المقاعد البنيه الأثرية يجلس عليها افراد عائلتها يتوسطها كرسي ضخم من الابنوس يجلس رجل كبير في السن التجاعيد غزت ملامحه مدله علي مرور السنين عيناه رمادتان باردتين كبرود ثلج يغطي برد الشتاء القارص يتخلل الشيب في شعراته ممسكه بعصاه مدلا علي القوه والجبروت وانه كبير تلك العائله الذي وارثها عن اجداده وظل يحكمها لسنوات
اتجهت ببطء بخطوات مدروسة ناحيه جدها كأن الرياح تدفعها دفعا وسط نظرات امها وابيها وافراد عائلتها المترقبة لمع في عينيها رهبه شديد وخوف منه مختلطا بعينيه الباردتين انحنت مقبله يده المتجعدة بفعل تراكمات السنين قائله وعلامات التوتر مرتسمه علي وجهها مع اثار رعشه قاتله تسيري في ارجاء جسدها
أنت تقرأ
نغزات الماضي
Romanceاحيانا يدفع الاحفاد ثمن اخطاء الاجداد دون ذنب لهم احيانا تسوقنا الاقدار الي امور لم تكن في حسبنانا ولكن حكمه الله في كل شئ كيف يمكن علي الماضي ان يؤثر بالامه علي الحاضر كيف الربط بين الزمنين كيف هي مشاعر الاشخاص علي رغم اختلاف الفجوه الزمنيه