الفصل الاول

233 10 12
                                    

جلست في صمت رهيب تحاول استكمال الاعمال المتراكمة منذ يوم امس تنقر بأناملها البيضاء علي حاسوبها الشخصي عيناها اصبحت تائهة منذ يوم امس فيجب ان تنتهي من عملها سريعا حتي تسلم الملفات لجدها الذي ينتظرها ولا يتهاون في اي خطأ صغير رجعت رأسها للخلف سانده بظهرها الي المقعد تشعر بتقلصات في معدتها والام مبرحه في الرأس بسبب الجلسة الطويلة منذ يومين علي الحاسوب يالهي متي سأنتهي هل يعاقبني جدي بدئت الافكار تتهافت عليها كطنين مزعج حاولت اغماض عينيها والتركيز في شئ اخر لكنها لم تستطع  كوابيس اصبحت تراها وهي مستقيظه من ان جدها سوف يعاقبها بدأ ارتعاش يديها وقدميها دون ان تفعل شيئا مع رؤيه معتمه في قدحيه العين قطعت افكارها السوداء صوت باب غرفتها يفتح انتفضت فزعه فاذا هي خادمه المنزل  تنهدت بارتياح لتبدأ بالكلام بصوت واثق ومرتبك في ان واحد

ماذا تريدن

الخادم بنبره احترام انسه نهال السيدة بثينة تريدك ان تنزلي لتتناولي الغذاء فجميع العائلة مجتمعون اليوم

نهال بنبره عاديه :حسنا قولي لهم سأتي حالا

حيت الخادمه انستها باحترام لتتجه الي الباب الغرفة بخطوات بطيئة وتفتح الباب وتخرج وتغلق الباب خلفها اما هي فظلت متسمره لا تدري ماذا سوف ترتدي اليوم الاربعاء اجتماع عائلتها الاسبوعي الذي يعقده جدها بصفه مستمرة وعليها ان تحضر ذلك التجمع بصفتها فرد من العائلة في الحقيقة ان اجتماعات العائلة لم تكن تستهويها ولكن ما بيد حيله اتجهت الي خزانتها لتخرج بلوزه ورديه وبنطال اسود خلعت منامتها لترتدي زيها التي اخرجته للتو من الخزنة اتجهت بعد ذلك الي التسريحة لتمسك مشط صغيرا وتسرح شعرها المموج وترتدي حجابها الابيض  وربطته بإحكام واضحه احمر الشفاه قليل فقط لم تكن نهال من هواه التبرج  فقط القليل من كل شيء ارتدت حذائها لتخرج من غرفتها بعد ان حفظت ما قامت فعله علي حاسوبها حتي لا يفقد البيانات اذا حدث قطع تيار كهربائي او اي طارئ  مشت في اتجاه الممر الطويل الممد بسجاده بنيه وصور عائلتها واجدادها معلقه علي الحائط اتجهت الي الدرج لتنزل بخطوات مسموعة تعلن عن قدومها مع كل خطوه تسمع احتكاك الحذاء مع درج السلم فيسمع صوتا عاليا وصلت الي الردهة حيث المقاعد البنيه الأثرية  يجلس عليها افراد عائلتها يتوسطها كرسي ضخم من الابنوس يجلس رجل كبير في السن التجاعيد غزت ملامحه مدله علي مرور السنين عيناه رمادتان باردتين كبرود ثلج يغطي برد الشتاء القارص يتخلل الشيب في شعراته ممسكه بعصاه  مدلا علي القوه والجبروت وانه كبير تلك العائله  الذي وارثها عن اجداده وظل يحكمها لسنوات

اتجهت ببطء بخطوات مدروسة ناحيه جدها كأن الرياح تدفعها دفعا وسط نظرات امها وابيها وافراد عائلتها المترقبة لمع في عينيها رهبه شديد وخوف منه مختلطا بعينيه الباردتين انحنت مقبله يده المتجعدة بفعل تراكمات السنين قائله وعلامات التوتر مرتسمه علي وجهها مع اثار رعشه قاتله تسيري في ارجاء جسدها

نغزات الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن