ماضي مألم

20 1 3
                                    

لا تنسوا 👈🌟👉

لنبدأ💜

أنا كما سبق وقلت بدون إخوة..فأبي قتل أمي بدون رحمة، لم أكن مدركة لما سيحصل معي في تلك الليلة المشؤومة.. صراخ عذاب يصدر من غرفة موصدة.. حاولت ضربها بيدي الصغيرتين ودموعي تأبى التوقف فهذا صوت أمي التي تتعذب من طرف أبي الذي عاد ثملا كالعادة لكن هته المرة أغلق الباب عليه هو وأمي وبدأ بتعذيبها وقد أدخل معه سكينا قبل قفل الباب، فهمت ما سيحصل لو ظللت مكاني وبما أني لا أملك هاتف..خرجت من المنزل حافية القدمين أبحث عن من ينجد أمي..السماء شاركتني حزني فأبت كبح أمطارها، لا أثر لأحد في الخارج.. فالكل يحتمي تحت جدرانه..وقرب أحباءه.. أمما الفتاة الصغيرة التي تركض دون وجهة.. فهي لازالت وحيدة، وقعت من شدة التعب مغشي عليها لتحتضنها الأرض بأمطارها.
إستيقذت على يدين تلمس وجهها بحنان ورفق.. سمعت صوت ولد يتكلم:هل هي بخير،إنها ترتعد أبي سأحضر غطاء. ذهب الولد ركضا في الدرج تاركا والد يداعب وجهها وخصلات شعرها بحنان بينما هي شبه نائمة لكن أعينها تأبى الإنفتاح لشدة تعبهم.. فتحتهما بصدمة حين تذكرت والدتها لتصرخ متزامنة مع فتحهم أمي! نظر لها الرجل باستغراب وقلق ليبدأ بتهدأتها بينما هي تبكي بهستيرية وتنظر إلى الفراغ ليسألها الرجل بحنان ماذا هناك صغيرتي؟ أين والداك؟ لتجيبه بينما تنظر له بنظرات حزينة سيدي أمي ماتت.. فات الأوان أمي ماتت! صرخت نهاية كلامها ليسمع صوت برق قوي يدوي بين الجدران..إستقامت من مكانها لتسأل الرجل بثقة مصطنعة من أنت.. أين أنا! نظر لها الرجل بنظرة مطمأنة ليقول. لا تخافي لقد رآكي إبني في الخارج مغمى عليكي فأحضركي للمنزل خوفا عليكي من أن تموتي بردا أو يراكي شخص سيء ويأذيك.. تنهدت بعمق لتقول أين هو سأشكره وأذهب لأرى جثة أمي على الأقل. نظر لها الرجل مطولا ليردف بهدوء مطمئن لا فل تجلسي أولا وتخبريني عما حصل كي أساعدك ثقي بي أنا شرطي أخرج شارة من جيبه ليريها لها لتطمأن فهي مع شرطي طيب الآن.. بدأت بسرد ما حصل له وهو يستمع بتمعن. :سيدي إن أبي يعود كل يوم من الخارج ثملا فيضرب أمي وأحيانا يضربني أيضا لكن غالبا ما تستفزه أمي عمدا كي ينساني ويعود لضربها.. أمي تعمل خادمة للبيوت وأيضا تحيك الملابس للناس وتبيع الخبز كي نتمكن من إيجاد لقمة عيش.. كما أنها تخبئ المال الذي تجنيه في جواربي لأن أبي يرغمها على إعطاءه كل المال حين يعود.. لكن دوما ما تعطيه القليل فقط إدعاءاً أنه المال كله.. لكن اليوم عاد أبي غاضبا وثملا، وحمل سكينا وتوجه لغرفة أمي وأغلق الباب بالقفل فلم أتمكن من فعل شيء لكنني لم أستطع البقاء في مكاني وأنا أسمع صوت أمي تتعذب لذا خرجت بحثا عن مساعدة.. لكنني وكالغبية فقدت الوعي! صرخت نهاية كلامها وجهشت بالبكاء أما عن الأب والآخر الذي سمع كل شيء من أعلى الدرج فهما في قمة الصدمة والحزن.
نزل الفتى من أعلى الدرج ليقف أمامها ويضع يده على كتفها وهي لازالت تنظر للأسفل بحزن ودموعها أخذت مجراها على خديها المحمرين بشدة أثر البكاء.. إنحنى ليجلس أرضا رافعا وجهه إليها ليردف آسف لحياتك الصعبة.. مارأيك أن نذهب لنرى تطور الأمور؟ لتنذر هي لعينيه بحزن وتردف بصوت يكاد يسمع أعلم ما حصل.. لكنني خائفة من تصديق هذا الواقع.
نظر بيتر لوالده بعينين حزينة و متسائلة لينظر له الآخر بحزن.
وقف ليمسك يدها ويجذبها للوقوف..ليمسك كتفيها ليردف إسمعيني..لاتستسلمي فالحياة تستمر رغم صعوبتها.. تمالكي نفسكي لستي وحدكي بعد الآن! نحن معك وسنقف بجانبك.. ولآن فل تقودينا لمنزلك لنرى ما حصل. أفلت كتفيها لتنظر له بعيون متلألأة وبتسامة حزينة لتردف شكرا لك..    بيتر.. إسمي بيتر بادلها الإبتسامة ليومئ لها لتتبعه هي ووالدة خارج المنزل لتبدأ بقيادتهم نحو منزلها وهي في شدة الخوف والقلق.. فهذا تقريبا الفجر وهي لا تعلم ما حل بأمها طول هذا الوقت.. وصلوا إلى اامنزل لتردف بقلق هذا هو منزلي. نظر بيتر إلى المنزل بحزن فهو منزل مهترئ يبدو كالبيوت المهجورة. إقتربوا من الباب بهدوء ليبعدهم عنه وابد بيتر ويفتحه بروية، نظروا إلى داخل المنزل الذي يبدو هادئا بشكل مخيف، بدأت هيذر بالبكاء بصمت وهي تدخل المنزل متوجهة لغرفة والديها.. نظرت لبيتر ووالده مأشرة على الغرفة ليقترب الأب بخطى متثاقلة ويحاول فتح الباب لكن دون جدوى فالباب مغلق بإحكام، نظر لهما ليردف علي كسره أومئا برأسيهما ليبتعد الأب بضع خطوات ليحاول كسره لكنه لم يتمكن.. نظر لبيتر ليومئ الأخير برأسه.. إبتعد الأب تاركا المجال لإبنه القوي.. ليضرب الأخير الباب بقوة فيقع أرضاً مكسورا.ً
تقدموا بخطوات متثاقلة داخل الغرفة ليروا منظر لايحسدون عليه.. منظرا أقسمت هيذر أنها لن تنساه حتى تلتحق بالقابعين أمامها غارقين في دماءهم.. أجل فقد قتل الأب نفسه بعدما قتل زوجته.. وضعت هيذر يديها على فمها وشهقت بصدمة وبكاء.. لتصرخ صرخة إنتفضت بها الطيور من أعشاشها أميييي!!.. أمي لا تتركيني أرجوكي! أرجوكيييي ! بدأت بهز جثة والدتها المشوهة والمليئة بالدماء..
لم يتحمل قلبها ذلك الألم لتنظر ناحية والدها الذي لازالت السكين مغروزة بين أحشاءه لتمسح دموعها بقوة و تقترب منه ببرود وتضع يدها على مقبض السكين لتخلعها بقوة وبرود مخيفين جعلا من الواقفين خلفها يقشعران لذلك الصوت.. صوت السكين يخرج من بين الأحشاء.

حملت السكين عاليا لتبدأ بطعن جثته بهستيرية جعلت من بيتر ووالد يتسمران مكانهما، بدأت تبكي وتصرخ بهستيرية قائلة أكرهك! أكرهك! أكرهك! أنت لست أبا ولا إنسانا حتى! أنت لست بشرف الخنزير حتى! أسمعت!
أفاق بيتر من صدمته ليبدأ بإبعادها ليساعدة الأب في ذلك..
إبتعدا عنيي! أتركاني ! أتركاني أقطعه بيدي واللعنة!
أمييييييي !!


الحب الصادقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن