عودة إلى الحاضر :
( عند بيترا... اي هنا عمرها 20 سنة)تجلس على كرسيها المتحرك بوجه حزين شاحب.. تستمع إلى التلفاز لعجزها عن فعل شيء مع حالتها الصحية المؤسفة.. نظرت إلى النافذة لتتفقد ابنتها التي تعمل في الحقل بجدٍّ وحدها، بنظرات الأم الحنون.. بملامح الأسف والأسى على الوضع المذري الذي لحق ابنتها بسبب ماحدث قبل عشر سنوات.. أطفأت التلفاز الممل فما حدث معها في الماضي كان أحداثاً مؤثرة أشبه بالأفلام الخيالية.. وقد عاشته في واقعها لتكن الضحية مع ابنتها.. وينتهي الفلم بموت البطل الشرير.
دمعت عيناها حينما تذكرت تلك الذكريات المؤلمة التي أنتجت عنها حالاً ليس أفضل عن ذي قبل.. بل إنما تغيرت الظروف وحسب أما المعاناة فبقيت، ولكن ضحية المعاناة هذه المرة هي ابنتها التي أصبحت شابة جميلة بعمر الزهور.
( ذكريات مريرة من الماضي)
استيقظت الجميلة ذات الثلاثة عشر عاماً لتستقبل يوم عطلة نهاية الأسبوع بنشاط وفرح، فاليوم عطلة ولايوجد مدرسة، وأيضاً ستزورها صديقتها الغالية نيفا،وهي سعيدة لذلك.
غسلت وجهها وبدلت ثيابها إلى فستان جميل وسرحت شعرها الأشقر اللامع...بعد ذلك ذهبت لتساعد امها في إعداد الفطور.
بيترا بنشاط وابتسامة مشرقة : صباح الخير ياامي ( وطبعت قبله الصباح على جبين والدتها)
الأم بابتسامة حنون وضعت يدها على شعر ابنتها تربت لها بحنان : صباح الخير يااميرتي ههه.. بيترا انتي سعيدة لأن صديقتك ستزورك صحيح؟
بيترا وهي تعد الشاي ابتسمت وقالت : أجل سعيدة.. ولن اعطي سعادتي لأحد.
الأم وهي تحضر الطعام : ههه.. بيترا انتي لم تتغيري.. مع أبسط الأمور المفرحة تصبحين في اوج سعادتك.. ماذا لو تزوجتي من الأمير.
بيترا وقد احمرت خدودها خجلاً فسرعان ماتذكرت ليفاي أمير احلامها : أمي لماذا اتيتي على سيرة الزواج.. هذا مخجل.. وأردفت قائلة وقد تخلل ملامحها بعض الإحباط : ثم إن والدي لن يوافق إلا على الرجل الذي يعجبه حتى ولو كان من سيتقدم لي أميراً.
الأم وهي تريد إعادة النشاط إلى ابنتها التي ذبلت للتو:
عزيزتي إنّ أباك يهتم لمصلحتك دائماً.
بيترا ولاتزال محبطة قليلاً فوالدها صعب المراس، ولكنها لاتريد التفكير في أمر الزواج الآن، تريد أن تفكر بصديقتها نيفا فقط.. ابتسمت مجدداً وقالت :
على كل حال لايزال الوقت مبكراً على كلامٍ كهذا. وحملت كؤوس الشاي إلى طاولة الطعام.
الأم وقد اعدت بعض الكعك من أجل زيارة نيفا..اردفت قائلة : أجل معك حق حبيبتي.
جلست بيترا على طاولة الطعام.. كما جلست والدتها بجانبها وعلى الطرف الآخر من الطاوله جلس ايلدو.. لكنّ اباها لم يأتي.
بيترا بتساؤل : لماذا لم يأتي ابي ليأكل معنا ياامي.
الام : لقد خرج منذ الفجر في عمل ضروري.
ايلدو : بيترا.. سأذهب اليوم للعمل في الحقل انا واولو وغونتر كما العادة وانتي لاداعي لتأتي.. يمكنك ان تقضي اليوم بصحبة صديقتك.. وابتسم لها.
بيترا باستنفار : لا ياأخي سيغضب ابي ان لم اخرج للعمل معكم.
الأم : بيترا افعلي كما يقول اخاك.. فوالدك سيتأخر ولن يعود حتى المساء.
بيترا بقلق : أمي.. هل ابي مريض وذهب إلى المستشفى في المدينة... انا قلقه عليه.. فهو ليس لديه عمل سوى هذا الحقل.
الأم بملامح لطيفة تبعث على الطمأنينة : عزيزتي.. لقد ذهب أباك إلى المدينة بالفعل.. لأنه يريد شراء بعض حاجيات المنزل وأيضاً سيشتري قليلاً من البذور لنزرعها.
بيترا بارتياح : من الجيد أن غونتر سان علمه قيادة السيارة، وهكذا لن يضطر لحمل البضائع الثقيلة.
ايلدو وقد وضع يده على انف اخته يداعبها :
بيترا انتي لطيفة.. تهتمين لكل شيء.. تستحقين اجازة عمل فلتستمتعي بها اليوم ( وغمز لها) ثم نهض من كرسيه ليبدل ملابسه إلى ملابس العمل.
بيترا بملامح لطيفة : شكراً يااجمل اخ في الدنيا.
الأم بملامح نشاط وبهجة : واما أنا سأقوم اليوم بتعزيل المنزل.
بيترا باستنفار : ماذا؟؟!!.. ستقومين بالتعزيل وحدك؟؟!!
الأم : أجل سأقوم بتعزيل المطبخ وغرفتنا انا واباكِ.. اما باقي المنزل فقد قمنا بتعزيله بالأمس انا وانت.
بيترا بتذمر وقد انهت تناول وجبتها : امي هذا ليس عدلاً أن تعملي وحدك.. ثم إنّ نيفا قد تتوتر لمجيئها وانتِ تعملين.
الأم وهي تنقل الطعام مع ابنتها إلى المطبخ :
لاعليكي.. ثم انّ نيفا تعرف ظروفنا وستعذرني...ولاتسمحي لها بإلغاء زيارتها لكِ حتى ولو كنتُ أعمل مفهوم.
بيترا وهي تغسل الصحون : مفهوم .. أشكركِ ياامي الحبيبة.
الأم بابتسامة جميلة : حسناً حبيبتي نشفي يديكي جيداً بعد انتهائك من غسل الصحون.. اناانتهيت الآن من صنع عصير الفاكهة.. قدميه لصديقتك نيفا مع الكعك.
بيترا بتلمّض : حسناً شكراً.. سيكون منعشاً تناوله في جوٍّ حار.
أنت تقرأ
انتي فقط
Fantasyمن انا بالنسبه لك.. انت ذو مكانه راقية وشهرة واسعة.. لديك الكثير من الجماهير والمعجبين ب-فنّك وتألقك.. محبوب لدى الفتيات.. تعيش حياة الترف والرغد... ومع هذا تأتي كل مرة الى هذه الفتاة الفقيرة المثيرة للشفقة من الطبقة الكادحة في قرية منسية تاركاً خلف...