تجلس على سريرها بجسد جثة حية وعيون ذابلة وملامح خالية من الحياة... رفضت تناول طعامها او شرب الماء طيلة البارحة.. لم تتكلم البتة.. فقط تنظر هنا وهناك وكأنها تبحث عن شيء.. لاتستطيع التركيز مع من حولها فهي لاتزال تعيش تلك اللحظة المأساوية ولكن جسدها الذي دخل حالة صدمة لايطاوعها لتفرغ ألمها وجنونها.. فقط كل ماتبديه.. عيون تبرق بالدموع ووجه حزين شاحب وجسد مرتجف... حقاً هي في حالة يرثى لها بالفعل.
( ليفاي وبيترا أعمارهم هنا 14/18)
عند بيترا
كان ايلدو يمشي ذهاباً وإياباً بقلق كبير واخته نائمة في غرفتها على سرير المشفى والسيروم معلق بيدها.
(يتساءل في داخله : ياالهي مالذي يجري مع عائلتي لما هاتف ابي مغلق.. وأيضاً أمي لاتجيب على هاتف المنزل.. لقد استطعت بالكاد ان اتصل بهم.. بعدما فرغت من إجراءات مرض بيترا.. انا فقط اريد ان اطمئنهم على حالها) *لم يفكر أنه قد حدث لهم مكروه.. كل مافكر فيه ان والده قد يكون وراء مايحدث فهو دائماً مايتصرف بغرابة *كان الدكتور مارسيل دكتور بيترا يمشي في الممر حتى وجد الممرضة المسؤؤلة عن بعض المرضى ومن بينهم بيترا وسألها عن حالها.
فأجابته : لقد وضعت لها سيروم آخر حضرة الطبيب فهي لاتزال تتقيأ كل ماتتناوله من ماء وغذاء .
الطبيب مارسيل : حسناً فعلتي.. انا سأذهب لفحصها الآن وانتي اذهبى لتتفقدي المريضة في الجانب الآخر.
اجابته الممرضة بابتسامة : حسناً.. على الفور.
اخذ يمشي باتجاه غرفة بيترا ولكن نداء شخص يعرفه اوقفه عن المشي والتفت ليرى مصدر الصوت ليراه زميله الطبيب جوزيف.
فقال بابتهاج وابتسامة عريضة : الطبيب جوزيف؟!!
لكن سرعان مابدل ملامحه إلى الهدوء بعدما لاحظ وجه الطبيب جوزيف الحزين.. وسأله مستفسراً : أهلاً بك طبيب جوزيف.. هل من مشكلة ياصاحبي؟؟!!
فشرح له الطبيب كل شيء عن عائلة رال وانّ المريضة بيترا يجب أن تُنقل إلى منزل الاكرمان بعد أن تتخرج من المشفى من أجل مراعاة وضع أمها الحساس.
تفهّم الدكتور مارسيل ماقصده زميله ووافق من فوره وقال : اذاً سأكلم الشاب ليفاي اكرمان إنه في الجانب الآخر مع والدته المريضة.. المسكين لقد تلقى خبر وفاة والده قبل أسبوع .. وامه مصابة الآن بنوبة قلبية ولكن لابأس سأكلمه فوضع عائلة بيترا أيضاً صعب.
الدكتور جوزيف : ماذا؟!! لم اعلم بموت السيد ريفيير اكرمان فقد كنت في إجازة وعدت البارحة وذهبت بعدها لاعالج السيدة رال.. مؤسف رحيل هذا الرجل.
الدكتور مارسيل بهدوء : اجل بالفعل لقد كان شخصاً مرموقاً نبيلاً متفوقاً في كل شيء.. لكن الموت نهاية كل حي في هذه الحياة ... حسناً لنعد لموضوعنا.. ان مريضتي بيترا تعاني من ضربة شمس لذا لن اخبر ذلك الشاب الاكرماني بوضع عائلتها فهو لايزال حزنه حديثاً أيضاً..بل سأخبره ان عليها ألا تتعرض لأشعة الشمس لشهر كامل ستكون هذه حجة مناسبة .. لعل السيدة رال تشفى خلال هذه الفترة او قبلها.
الطبيب جوزيف بامتنان : شكراً دكتور مارسيل على المساعدة وتفهمك للوضع.
الطبيب مارسيل بابتسامة : الشكر لك انت أيضاً.. ارجو السلامة لكلا العائلتين.
تابع الطبيب مارسيل طريقه إلى حيث غرفة بيترا.. دخل غرفتها ليجد اخيها ايلدو وهو لايزال يمشي ذهاباً وإياباً في الغرفة بقلق كبير على عائلته... لكنه توقف عن المشي عند دخول الطبيب.. قام الطبيب بفحص بيترا كما فحص كذلك السيروم الطبي المعلق بيدها .. بعد ذلك وضع يده على كتف ايلدو وأخذ يطمئنه على وضع اخته ثمّ قال له بهدوء وهو لايعرف كيف يخبره بماحدث مع عائلته : تعال معي لمكتبي يابني .. الممرضين سيأتون إلى هنا خلال دقائق وسيبقو مع بيترا ليعتنو بها ولن يتركوها...هز ايلدو رأسه بمعنى نعم.. وذهب مع الطبيب إلى مكتبه كما أراد.
دخل الاثنين إلى مكتب الطبيب، وشرح الدكتور مارسيل القصة بحذافيرها لايلدو المسكين.. واخبره عن حالة والدته المسكينة.
صعق ايلدو من هذه الأخبار التي لم يتوقع حدوثها يوماً.. نهض من على كرسيه بصدمة كبيرة مماسمع ولكنّه شعر بالدوار وجلس على الأرض والحزن والحسرة يقتلان قلبه. ( ياالهي ابي.. لماذا رحل أبي... امي في حالة صدمة أيضاً..قال هذه الكلمات وهو لايزال غير مستوعب للأمر )
فقال له الطبيب مواسياً : انهض يابني رجاءً ولاتستسلم.. انت الان مطالَب بموقف شجاع.. اتمنى لك الصبر والسلوان... أيضاً لاتقلق على أختك.. ستعتني بها عائلة الأكرمان.
ايلدو وهو ينهض ببطء ووجهه شديد الحزن خالي من الحياة قال للطبيب : شكراً لمساعدتك هذه... أيضاً شكراً لعائلة الأكرمان سلفاً.. لكنني متعب بحق هل هنالك رحلة سير في هذا الوقت تأخذني للقرية...يجب أن أكون إلى جانب أمي الآن.
فأجابه الطبيب : لاتقلق على والدتك فزميلي الذي يدعى جوزيف دكتور أيضاً وهو خبير في الأمراض النفسية ستكون أمك بخير.. ومن أجل الذهاب لقريتك أجل هنالك رحلة بعد ربع ساعة ستأخذك للقرية.. أيضاً سنبقى على تواصل معك وسنطمئنك على حال اختك بالتأكيد.
قال عباراته كلها وهو يعلم أن ذهن الشاب المسكين مشتت.. فأكد عليه قائلاً : لاتقلق على والدتك ستكون بخير أيضاً جيرانكم يعتنون بها.. ويتواصلون مع الطبيب جوزيف من أجلها.
ايلدو بملامح حزن وقلق واستنفار قال بسرعة :
حسناً فهمت دكتور... شكراً على كل شيء.
وذهب مسرعاً ليلحق بالرحلة التي ستأخذه للقرية. رفع الطبيب سماعة هاتف المكتب وأمر الممرضة أن تذهب لتبقى مع بيترا بما أنها بقيت وحيدة.
ثم غادر مكتبه ذاهباً إلى حيث غرفة والدة ليفاي اكرمان حتى يكلم الشاب الاكرماني بشأن بيترا رال.
أنت تقرأ
انتي فقط
Fantasyمن انا بالنسبه لك.. انت ذو مكانه راقية وشهرة واسعة.. لديك الكثير من الجماهير والمعجبين ب-فنّك وتألقك.. محبوب لدى الفتيات.. تعيش حياة الترف والرغد... ومع هذا تأتي كل مرة الى هذه الفتاة الفقيرة المثيرة للشفقة من الطبقة الكادحة في قرية منسية تاركاً خلف...