مـستقبل

388 27 320
                                    

- غدرتنـي نفسي .

__ _______________ ___

خطـواتي المتـثاقلة دفعـتها رغـما عنهـا ، لـم تكـن لـي فكـرة عـن مكانـي الأن ، ظللـت أمشـي سارحـا بعالـم لا أوتـار تجمعـه بعالمـنا ، عالمـنا المذلـول ، مُلَـوَّث اللـب ، المشبـع بالعثـرات ،

عيـناي لـم تفارقـا الأرض هنـيهة واحـدة ، ألـم رقبتـي الواهنـة ، لـم يسمـح لي بذلـك بتاتـا ، و بذلـك ظلـت مقلـتاي بخيـط مثبـتة في الأرض ، لا تُنزَع منـها .

أتتـبع الطـريق الطـويلة ، بينمـا فكـري عالـق بيـن عـوالم لا أدري أنـا كيـف ولجـت الـى أنسجـتي العقـلية مـن البدايـة .

لا أتذكـر كيـف و متـى ، اذ بـي أمـام عتبـة منزلـي واقـفا ثابـتا فـي مكـاني ألتقـط زوايـاه بعينـاي ، أحاول التمـييز اذا كـان هـو ام لا .

جمـعت شتـات نفسـي المتفرقـة و أنـا أدخـل ، مسببـا صدور ضجـيج الباب العالـي ، لكـن لم أقوى علـى إعلان وصـولي .

اذ بـه عبـق فـي الأرجـاء إعتـدت أنـا عليـه مـن شدة حبـي له و هيـامي به .

أريج تـداخل فـي أنفي متلبسـا اياه مستعمـرا جوانبـه ، أميـزه أنـا بيـن فريـد روائح الدنيـا و أطيبـها .

هـي رائحة حسـاء كسـت البيـت و غطـته ، تصلك و لو كنـت في السطـح .

و مـا زلـت منغمـسا فـي حبـوري و اطمـئناني ، حـتى وصـل الـي صدى صـوت أمـي المرتفـع من المطبـخ ، مرحـبة هـي بقدومـي المتأخر نوعـا ما ؛

؛ أخيـرا ، لقد عدت ! لقـد أقلقتني يا فتـى ، مرحبـا بعودتك يا كاتسـوكـي !

قلبـت اتجـاه نظري الـى مصدر الصوت أتتبعـه ، حتـى ظهـر لـي شعرهـا المنسـدل الأشقـر القصيـر الشبـيه بملكـي ، أدارت رأسها نحـوي ، حتـى يتسنـى لي رؤيـة ملامحـها العزيزة علـي و المحببـة الى قلبـي .

لطالـما أخبرني الجمـيع كـم أشبههـا ، و لطـالما نفيـت أنـا تلـك الفكـرة التافهـة ، لكـنني أرى الأن ما لـم أستطـع يومـا ملاحـظته .

زمـرد أحمر قـانٍ ، أراه أنـا من بعيـد ، و هـي مجـرد أعيـن تميزت بهـا أمـي الحبيبـة . أرى إنعكـاسي فيهـما ، من شدة طهـارة احمـرارها الزهـي الخلق و الحسـن المنظـر .

و ليسـت كخاصتـي ، بحـر الدم مغـرق الأبرياء .

؛ أستبـقى واقفـا هنـاك يا شقـي ، هيـا إن الطعـام جاهـز ، إن والدك ينتظـرك هيـا !

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 19, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مـذاق حـياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن