غرِيبَة جمِيلة؛اثنَان.

244 29 43
                                    


استَمتِعُوا.


————

لَا يعلَم الشاب لمَ توقّف عندما وقَعت عينَاه على من كَانت تحدّق به.

ثانِية حتى غيّرت روزِي موضِع نظراتِها الى الجِهة الاخرى منتظرَةً جِيني التي لم تأتِي بعد.

كَان هو موشكًا على دخول الثّانوية فِي ذات الوقت الذي قرّرت هِي فيه المغَادرة للبَحث عن حيني لاعتِقادها انها تأخّرت الّا انهَا -جينِي- لم تكُن كذلِك.

لكنّها وجدت نفسَها تتوقف لا اراديًا حينَما انسَكت يدٌ ما بِمعصمها و حَالما نظَرت لصاحب اليدّ وجدتهُ انه نَفس الشّاب.

رَفعت نظرَها له بعينَين مترَددتين و بَحثت فِي نفسِها عن خَوف..نفُور او حتّى هلع لكنّها لم تجِد شيئًا و كأن هذَا اكثر المشَاهد طبيعِية سوىانّه بعث في نفسِها خجلًا جعلَها تتصنّم فِي مكَانها امام نظرَاته المحدّقة بِها.

كان هُو ينظُر لها محدقًا بعينَيها الجمِيلتين الّلتان تنظرَان له فِي حيرة..ربّاه لا يجِب ان تكون جمِيلة بهذَا القَدر..هذا يجعَل المَرء لا يشعُربراحَة..يجعَل الحياة اعقَد.

ثمّة درجة مطلُوبة من القُبح فيمَن نتعَامل معهُم لتستَقيم الامُور.

لكنّ هذا الوجهُ خُلِق ليُرسَم او يُعبَد.

هو نفسُه يشعُر بغرَابة ما فعلَه..لا يعلَم لما وجد يدّه تندَفع للامسَاك بمِعصَمها و الهوَاء الذي يسبّب تطاير بتلَات الرُوز و تطَاير خصلَات شعرِها المصقُولة النّاعمة كالحرِير جعَلته يشعر بشَيء غرِيب في دواخِله و حالَما تحمحَمت لتتكلّم اتاها صَوت من الخَلف..كان صَوت جينِي بالطّبع.

"رُوزانِي لقد اتَيت".

اعَادت رُوزي نظرَها للخلف حَيث جِيني ثم التَفتت لذلك الشّاب الذِي تحمحَم ثم ترَك يدهَا فذَهبت لجِيني التِي سحبَتها معهَا لداخِل الثانوِية.

"من ذلِك الشاب؟".

تسائَلت جِيني بفضُول و تبعَه تنهّد روزي التِي ردّت.

"لا اعلَم وجدتُه فجأة يمسِك بمِعصَمي و يحدّق بِي بدُون قَول كلمَة".

و كان الآخر يحدّث بعا من الخَلف مفكرًا.

"لم أرَها سابقًا..اعتَقد انها طالِبة جدِيدة".

ثم سَحبت حينِي الاخرَى روزِي لمكتَب المُدير للاستِعلام عن صفّهما لكَون الفتاتَان في السّنة الاخِيرة من الثّانوية و حالمَا علِمتا الفصل استدعَى المُدير احد المعلّمين و الذي كان موشكًا على التوجّه لذَات الصف الذِي يجدر بجِيني و روزي التوجّه له و اخبَره ان يرشِدهما للصّف.

دخَل المعلّم و هو يقُول.

"هدوء يا طلّاب لدَينا طالِبتان جدِيدتان".

و سبّبب تلكَ الجملة سرَيان الفضُول بين الجَميع ثم استَدعى الاثنَتان للدخُول و سلبتَا قلُوب المتواجِدين.

دخَلت جِيني اولًا و تلِيها روزِي.

تكلّمت صاحِبة الشّعر البُني الطوِيل و البَشرة القمحِية الفاتِحة بابتِسامة لطِيفة قطَطيّة.

"مرحبًا أُدعَى جِيني و سُرِرت للقائِكُم".

ثُم تبِعتها صاحِبة الشّعر الاسوَد الفحمِي الناعِم و الغُرة التِي تُغطي جبِينها صَاحبة البَشرة البيضَاء اللامِعة بابتِسامة جمِيلة.

"و انا اُدعَى روزِي".

كان نَظرها يدُور علَى جمِيع الجالِسين الَى ان حطّ نظرَها عليه..ذلِك الشّاب الذِي التَقته صباحًا لكِن صوت المُعلم جذَب انتِباهها.

"جينِي لتجلسِ بجانِب آيرِين و روزِي بجانِب ليسَا".

رفَعت ايرِين يدَها بوجهٍ باسم فتوجّهت لَها جِيني ثم رَفعت لِيسا صاحِبة الشّعر الاسوَد القصِير يدهَا بحمَاس فابتَسمت روزِي قبلَ ان تتوجّه للجُلوس بجانِبها.

بدأ المُعلم بالتَحدث قائلًا.

"هذا اوّل يومٍ لكم من سنَتكن الاخِيرة و اتمنّى ان تكُون سنَة درَاسية سعِيدة علَيكم".

ثم مضت ثوانٍ حتى بدأ بشَرح مادّته و بعض الطّلاب تجَاهل ما يقُول و الاخَر وضع رأسَه على الطّاولة مستغرقًا فِي النوم و القَليل من انتَبه لشرحِه و كانَت منهم روزِي التي كَانت تدوّن كل معلُومة يقُولها المُعلم بل و كَانت تجاوب على اسئِلته بحمَاس لحُبها لتِلك المادة لكنّ نظرَاتاحدِهم لم تُفارِقهَا منذ دخُولها للصّف و حتّى تتابُع دخول المعلّمين الَى ان دقّ جرس الاستِراحة.

كان يشعُر بالتّعجب من ذاتِه لكونِها جذبت انتِباهه برَغم عدم مُحاولتهَا حتى.

يشعُر بالدّهشة لكَون عينَيه لم تُزَال من عَليها..


انتَهى.


رأيكُم؟.

جِينِي؟.

روزِي؟.

الشّاب؟.

انتِقاد؟.

توقّعاتكُم؟.


١٧حزِيرَان٢٠٢١مِ.

𝐁𝐞𝐚𝐮𝐭𝐢𝐟𝐮𝐥 𝐒𝐭𝐫𝐚𝐧𝐠𝐞𝐫|𝐑𝐊.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن