ولد الشيخ عباس القمي كما يقول في كتابه ( الفوائد الرضوية ) : في سنة (١٢٩٤ ه) في مدينة قم المقدسة ، فبقي هناك أيام طفولته وشبابه وبدأ بتحصيل المقدمات من العلوم الفقهية والأصولية .
وفي سنة ( ۱۳۱۹ ه) ذهب المحدث القمي الى النجف الأشرف لتكمیل دروسه وشارك في حلقات دروس العلماء الأعلام والمدرسين الكبار ،
ولكن رغبته في علم الحديث كانت أكثر من سائر العلوم فصمم على السعي في إتقانه وبذل الجهد في تعلمه .
فعليه لازم المحدث الشهير والعلامة الكبير ميرزا حسين النوري - صاحب کتاب مستدرك الوسائل - وبقي معه يقتبس من مشكاة علمه .من زهده :
كانت معیشته أقل من حياة كثيرين ، كان قباءه من کرباس معطر ولا يستبدله لعدة سنين ، دون أن يفكر بالتجمل والثروة .
لم يستفد من سهم الإمام -عليه السلام- لمخارجه وكان يقول : إني لست أهلا وكان محتاطاً في أكله وشربه بأن لا يكون من شبهة .
وفي يوم جاءت إليه إمرأتان من شيعة الهند وأرادتا إعطاءه مبلغ ( ۷۵ ) روبية هندية شهرية الخارجة المنزلية ، فلم يقبل وكانت مخارجه آنذاك في كل شهر تساوي ( ۵۰ ) روبية ، وقال في جواب أحد أقرباءه المصر على قبوله : إني لا أدري كيف أجيب يوم القيامة عن هذا المصرف الذي نصرفه الآن فكيف أثقل حملي بقبولي ذلك المبلغ ؟!من إخلاصه :
وقال لابنه ذات يوم : لما ألّفت كتاب ( منازل الآخرة ) وطبعته جئت إلى مدينة ( قم ) فوصل هذا الكتاب الى يد الشيخ عبدالرزاق الذي كان يوعظ الناس في حرم السيدة المعصومة -عليها السلام- قبل صلاة الظهر ،
وكان أبي محمد رضا من مريدي الشيخ عبدالرزاق ، فكان الشيخ يفتح کتاب منازل الآخرة ويقرأ منه للحاضرين .
فجاء أبي ذات يوم إلى البيت وقال لي : يا شيخ عباس ليتك كنت كالشيخ عبدالرزاق فتصعد المنبر و تقرأ لنا هذا الكتاب . أمسكت أن أقول له هذا الكتاب مني وقلت له : ادعُ لي يا أبه أن يوفقني الله لذلك .كان المحدث القمي ورعا مخلصا متهجدا صالحا ومؤلفا ومحدثا له اهتمام خاص بالكتب ولاسيما الحاوية من علوم آل محمد(صلى الله عليهم) من الحديث والدعاء وغيرهما فألف عشرات من الكتب : منها : سفينة البحار ، ومفاتیح الجنان ، ونفس المهموم ، والفوائد الرضوية ، ومنتهی الآمال وغيرها .
ومنها هذا الكتاب الماثل بين يديك ( خمسون درسأ في الأخلاق ) الذي ألفه باللغة الفارسية ، وقد ترجم الى اللغة العربية .
أنت تقرأ
خمسون درسا في الاخلاق
Ngẫu nhiênدروس اخلاقية مع قصص لطيفة🕊 نهدي ثواب مطالعتنا ومحاولة تطبيقها إلى شفيعنا وحبيبنا وحبيب رب العالمين صاحب الخلق العظيم (أبي الزهراء محمد صلى الله عليه وآله وسلم) 💚