Part 2 الجزء التاني

29 11 12
                                    


بينما كانت سوي اون غارقة في نوم عميق،راودها حلم مريب.استيقظت منه و كانت جد خائفة لانها رأت أمها غارقة في الدماء و هي تبكي بجانبها ،كانت هذه خامس مرة ترى فيها هذا الحلم،العرق يتصبب من جبينها و يداها ترتجفان بشدة،حملت كوب الماء الذي كان بالقرب من سريرها و شربت منه القليل.تم حولت نظرها إلى النافدة فوجدتها مفتوحة بالرغم من أنها كانت متأكدة أنها أغلقتها قبل خلودها إلى النوم،و هذا ما زاد من هلعها فذهبت جارية إلى امها لتتفقد أحوالها و تتأكد أنها بخير. فتحت باب غرفة والدتها لتجدها نائمة،اقتربت منها و قبلت جبينها و عدلت غطائها تم خرجت متوجهة نحو غرفتها. أكملت نومها بصعوبة فقد كان الخوف يسيطر عليها إضافة إلى الأصوات المريبة المنبعتة من النافذة و الظل الذي كانت تراه على الحائط.
في الصباح إستيقظت بتعب حيت أنها لم تنم جيدا ليلة أمس.على مائدة الفطور كانت تخبر أمها عن الأصوات و الظلال التي تراها كل ليلة بغرفتها،إلا أن مينا كانت تتجاهل كلام ابنتها و تحاول أن تغير الموضوع ،مما جعل سوي اون تعقد حاجبيها مستغربة من رد فعل امها و تصرفها الغريب هذا.بعد أن خلصتا وجبتهما ساعدت الفتاة أمها على توظيب المكان تم جهزت نفسها و ذهبت إلى العمل.
كان أول يوم لها في غاية الروعة،الكل كان لطيفا معها،أما المدير السيد "جين" فقد كان سعيدا جدا بتوظيف مصممة أزياء مثل سوي اون لأنها حقا فنانة و مبدعة بمعنى الكلمة، فكل التصاميم التي قدمت له كانت متالية و حتما لم يستطع أحد من قبل أن يأتي بمثلها .أنهت الجميلة عملها في الساعة 21:00 مساءا،كانت هي آخر من يخرج من الشركة لأنها فضلت أن تنهي كل شيء قبل أن ترحل كي لا يتراكم عليها الشغل.خرجت من الباب الرئيسي و كان الظلام قد حل،لم تجد أي سيارة أجرة فقررت أن تكمل طريقها سيرا على الأقدام و ربما كانت هذه فكرة سيئة. كانت تمشي بخطوات متسارعة و الصمت سيد المكان .
سوي اون: يا الهي المكان حقا مخيف.لا يوجد أي شخص هنا،كل ما أسمعه هو صوت كعب حدائي.أتمنى أن أصل إلى البيت بسلام.
فجأة أوقفها صوت غليظ "أيتها الجميله توقفي"،ازداد خوفها و حاولت أن تسرع أكتر فأكتر إلا أن شعرت بيد تجرها من الخلف و تحاصرها على الحائط.
...: ألم تسمعي لقد قلت توقفي؟
سوي اون بصوت مرتجف: من أنت؟اتركني؟ سأعطيك كل ما أملك فقط اتركني.
...:لا لن أفعل إفعلي ما بوسعك،لا يمر شخص من هنا و لن ينقدك مني أحد.
حاولت أن توصل سوي اون يدها إلى جيبها لتخرج منه بخاخا مسيلا للدموع و رشته على عيون دلك المجرم محاولة الدفاع عن نفسها،بعدها قامت بدفعه و حاولت أن تجري و تبتعد لكنها تعترت بسبب تكسر كعبها و سقطت على الأرض. كانت تبكي من شدة ألم سقوطها أما المجرم فقد زاد غيضه و كان يحاول أن يقترب منها رغم صعوبة الرؤية لديه، ولكن بعد تواني لاحظت سوي اون أنه بدأ يبتعد منها عكس ما كان يقوم به في الأول و كان ينظر إلى ما وراءها و هو مصدوم و يرتجف خوفا مما تراه عيناه حتى أن لونه صار شاحبا و انتهى به الأمر هاربا بعيداً عنها.استغربت البنت و التفتت وراءها لتكتشف سبب هروب ذلك المجرم و ما الذي أتار هلعه ،فصدمت هي الأخرى عندما رأت شخصاً يرتدي رداءا أسودا طويلا و له أجنحة سوداء ضخمة و عيناه حمراوتان ،لم تستطع أن ترى وجهه بوضوح لأن الظلام كان حالكا.
سوي اون:من أنت؟هل أنا أحلم؟ مستحيل أن يكون هدا واقع.
ظل المخلوق واقفا بنفس الوضعية دون أن ينطق بحرف واحد .
التفتت سوي اون لتبحت عن حقيبتها و أخرجت منها هاتفها و شغلت منه المصباح تم وجهته نحو مكان ذلك المجهول لكنه كان قد اختفى ولم يعد له أي أثر في المكان .بالكاد استطاعت المسكينة أن تقف على قدميها من شدة الخوف و الصدمة،جرت و جرت دون توقف و دون أن تلتفت وراءها أبدا إلى حين وصولها الى الشارع العام حيت استأجرت سيارة أجرة لتوصلها إلى المنزل. في الطريق لاحظت أمرا غريبا بسائق السيارة و كأنها سبق و أن رأته من قبل،ظلت تحقق في ملامحه فاكتشفت أنه نفس السائق الذي أوصلها يوم مقابلة العمل كما أن الرائحة التي كانت تفوح في السيارة ليست غريبة عليها،إنها تشبه رائحة معتاد أن تشمها دائما .
سوي اون بصوت خافت بينها و بين نفسها: هذه...هذه الرائحة ليست غريبة علي، أظن أنني شممتها من قبل ...يا إلهي ما هذا الذي يحصل أنا حقا سأجن.
السائق:هل قلتي شيٱ انستي؟
سوي اون:هم؟لا لا لم اقل شيئا.
وصلت سوي اون إلى البيت،وجدت أمها في انتظارها خائفة .
مينا بتوتر: سوي اوناااا أين كنت؟تأخرتي كتيرا .يا إلهي ما بك؟ما بك ترتجفين هكذا؟سوي اون مذا حصل لك أخبريني؟
سوي اون بصوت مرتجف و متقطع: لح...لحظة امي ...أريد الجلوس أولا.
مينا: حسنا حسنا هيا إجلسي سأحضر لك كوبا من الماء.
سوي اون:حسنا.
جلست سوي اون على الكرسي و جاءتها امها بكوب من الماء و السكر،شربت منه القليل و شرعت في إخبار أمها بكل ما حصل معها مع ذكر أدق التفاصيل. بعد سماع أمها لما حكته ابنتها ،تغيرت ملامحها و أيضا نبرة صوتها و صارت تتكلم بجدية .
سوي اون ببكاء: أمي أنا خائفة من الأشياء التي باتت تحصل معي، صرت لا أستطيع التفرقة بين الحلم و الواقع ،مذا يجري معي يا أمي ؟ أنا خائفة.
مينا:ليس عليك الخوف فكل ما يحصل معك طبيعي.
سوي اون: ما هذا الذي تقولينه يا أمي؟ هل جننت؟ ما الطبيعي في الأمر؟
مينا: سوي اون عزيزتي أظن أنه حان الوقت.
سوي اون: وقت مذا؟
مينا: حان الوقت لتعرفي الحقيقة...
                                               
                              {يتبع}

Seesaw Girl         فتاة الأرجوحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن