آرييل || نغمة الصفاء ||

170 22 163
                                    

كانت هنالك مملكة أمنة من كل شر تحت الأمواج يملئوها الفرح تكاد لا تسمع فيها صوتاً للحزن ، وتلك الإشراقة التي رسمتها الابتسامة على ثغر كل من فيها دليلا على نقائهم وبراءتهم اللاتي جعلت كل شخص تشع منه هالة من الوان الأبيض والأزرق والأرجواني جعلهم يتميزون عن بقيتهم من الناس.

وكل تلك الأشياء لم يقتصر جمالها على سكانها فحسب بل شمل كل شيئا فيها من الكائنات الأسطورية ((الحيوانات)) بدءاً بالحيتان السحرية، ووصولا إلى اسطورة الدلافين العظيمة التي حدثت في المحيط يقال بأن الدلافين كانت مجموعة من أطفال البشر يأتون للشاطئ للاستمتاع بلعب في وقت الصيف ولكن هذه المجموعة تعرضت للغرق بعد هبوب أمواج عنيفة قادمة من البحر ولدعوات أمهاتهم بأن يبقوا سليمين استجاب الله لدعوات أمهاتهم وابقاهم سالمين؛ ولكن ليس في عالمهم بل في عالم الحواري وذلك بجعل تلك المجموعة من الصغار دلافين ربما كان ذلك السبب الذي يجعل الدلافين تشعر كما يشعر البشر.

وان كان هناك حيوانات فبالتأكيد كان هنالك نباتات (( زهور، أعشاب)) لقد تميزت تلك النباتات بأنها كانت تشبه قلوب سكان.

(( آبيس َسوس)) وكأنها أخذت شيئاً من مشاعرهم وأفكارهم فكان لكل نبات خصائصه الجمالية والدوائية فضلا عن النفسية! فكانت لديهم زهرة تميزت عن باقي الزهور بلونها الأزرق السماوي تتخللها بعض النقوش البيضاء، كانت بمثابة الطبيب النفسي الذي يعالج المكتئبين فكان كل شخص حزين يأتي ويبوح لها بما يحزنه وتقوم هي بالمقابل بأحتضانه وتبث له الدفئ بالماء .

ولم تكتفي تلك المملكة بهذا الرُقي والسلام بل امتد ليضيف إلى لون المحيط الأزرق الذي عبر عن هدوئهم اللون الأبيض دليلا على نقاء سكان آبيس سَوس، إضافة إلى الأرجواني إشارة على أفكارهم الروحية. لقد جسدت المملكة النعيم بعينه.

ولكن هذا النعيم يتحكم بوجوده أو زواله شيءٌ ضئيل الحجم الا وهو اغنية المحيط (( الناي)) كان اسطورياً ذو لون أخضر قامت الأمواج والرمال بالتصارع عليه فطبعت كل منهما نقشةً براقة عليه لإبراز حب كليهما له.....

ولقدرته على جعل ذلك المكان حياً أو ميتاً تمت سرقته ولأنه سرق بدأت الأنوار بالانطفاء في تلك المملكة فضلا على تغيير لونها من اللون الأزرق إلى الأسود، وفقدت الأزهار بريقها وجاذبيتها لحزنها على الناي..

قامت بسرقته امرأة ملئ الشر قلبها ، عينيها التي تلونت باللون الأحمر القان ((كلون الدم)) أبرزت حدة شخصيتها.
و قامت بدفنه في مياه تحيط بها هالةً سلبية ومشاعر قذرة فطمرته في المياه الميتة التي كان جزاءً منها يعتبر مركزا للموت؛ تموت فيها جميع مشاعر النقاء والسلام،لا يعيش فيها ايُ شيء، وإذا تحطم الناي ستجعل المياه بقية المحيط سجينا لتلك المشاعر السلبية فهدف الساحرة سلب اهل المملكة امانهم ونعيمهم بعد أن تحطم مملكتهم.

آرييل || نغمة الصفاء ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن