المعجزات تحصل أحيانا !

1.6K 60 40
                                    

كان الدخان يتصاعد من كل كل مكان...لقد سقط عملاق فالكو الطائر مع كل من كان على ظهره...وفجأة بدأ كل العمالقة بالتلاشي ....وأخذ كل شيء يتحول إلى دخان.
كان جالسا هناك...منهكا مستنفذا كل طاقته....يبدو أن قوته قد ذهبت مع اختفاء العمالقة...ابتسم ليفاي مع اشتداد الألم..'اذا هذا ما يعنيه أن تكون بشريا عاديا !" ثم لوهلة...لمح أطياف وجوه يعرفها تتراءى مبتسمة له ...إنهم الرفاق....كل من عرفه خلال سنواته العشر الأخيرة وقاتل معه وفارقه !!" مرحبا يا رفاق...يبدو أن هذه هي نتيجة ما كرستم قلوبكم لأجله " كان يتأملهم فردا فردا..هؤلاء الذين أحبهم وكانوا عائلته الأخيرة ....إيروين...ميكي...فرقته القديمة ...كان يبحث عن وجه معين يهمه ليرى نتيجة تضيحته الأخيرة...لكن لم يجده! قام الرفاق بتقدمة تحية لصديقهم الناجي الوحيد الذي جعل لموتهم جميعا معنى....وقام ليفاي برد التحية وترك دموعه تنساب أخيرا على وجهه...تستطيعون الراحة الآن يا رفاق....ينظر مجددا....أين هي ؟  أين هانجي!!يجب أن تظهر له..يجب أن تكون راضية!!! لم تكن هانجي بين الأطياف التي سرعان ما اختفت.!!هل من المعقول أنها !!!

هرع جان وكوني بعدها لمساعدة ليفاي....كان يشعر بالضعف يزداد شيئا فشيئا...لكنه سارع للسؤال: هل رأيتم هانجي تموت؟؟؟

كان السؤال مفاجئا ومربكا!!

أجاب كوني:رأيناها تسقط في البحر والنار تشتعل في ثيابها!

"إذا لم تروها وهي تموت !"

"لا...لكن الأمر واضح!"قال جان مترددا

"إنها حية...أنا أشعر بذلك !!"قال ليفاي بحزم"لم أرها معهم...لا يزال هناك أمل...أين أونيانكوبون...اللعنة!!"

أخذ جان وكوني ينظرون إلى آرمين...هل فقد القائد ليفاي عقله بعد المعركة!!!

تنهد أرمين "كابتن...أرى أن الجميع مشغول الآن ولا أمل بالعودة إلى أوديها مجددا!"

" استدع اونيانكوبون ...هو سينصت لي...وسيفعل أي شيء لمساعدتها...و" كان ليفاي يحاول الوقوف وسقط فاقدا الوعي....اختفت صورة كل شيء أمامه ...إلا صورة أطياف رفاقه الموتى...دون هانجي!

.......

لم يدر ليفاي كم مضى من الوقت وهو فاقد الوعي عندما استيقظ....ووجد نفسه في غرفة ذات جدران رمادية...على سرير مغطى بملاءات بيضاء ...والكثير من الأجهزة وخراطيم الأدوية تتصل بيده اليسرى السليمة...كان متعبا غير قادر على الحركة عندما دخلت الممرضة.

"آه...أخيرا استيقظت سيدي...هذا أمر جيد !"

"ما هو اليوم ؟"

"الثلاثاء...لقد غبت خمسة  أيام عن الوعي !!"

"أريد رؤية أي أحد من رفاقي !"

" لا بأس...كانت الزيارات ممنوعة عنك...لكن سأخبر الطبيب بالمستجدات...وسأستدعي رفاقك"

كان الألم قد بلغ بليفاي كل مبلغ...لم يكن الألم شيئا غريبا عن ليفاي...لكن مواجهة الألم الجسدي وألم الفقدان كان صعبا هذه المرة .
أخذ  يتذكر ...المعركة...العمالقة...إيرين....زيك ...هانجي !!علق اسمها في حلقه كالشوك ...
لو كانت هانجي هنا لكانت أول شخص اطمأن عليه وجلس جانبه وربت علي يده...كما كانت دائما...يا ترى هل استمع له آرمين؟؟...هل ذهب اونيانكوبون ؟؟

"الكابتن!!! أخيراا استيقظت!! هذا خبر مفرح !!"صاح آرمين بسعادة

"ليفاي...من الآن  فصاعدا  نادني ليفاي فقط...!ماذا حدث في أثناء فقداني للوعي؟؟"

قص عليه أرمين كل ما حدث...والتحقيقات التي تعرضوا لها...وانسحاب ميكاسا بعيدا عن الجميع...البلبلة التي حدثت بعد أن أفاق العالم من هول الصدمة "

سكت ليفاي لوهلة ....كان مترددا من السؤال أو ربما كان يعرف الإجابة ...لكنه قال "هل....هل ذهب أحد للتحقق من موت هانجي ؟؟"

"نعم" قال آرمين بتردد..."استطاع اونيانكوبون بصعوبة اقناع أحد القادة بالذهاب إلى أوديها مع سفينة سريعة وطاقم طبي "....

"والنتيجة ؟؟"

ابتسم آرمين "حسنا...المعجزات تحدث أحيانا ..أو ربما بينك وين القائد تواصل روحي نحن نجهله!! ...لقد عثر  أونيانكوبون على مركب صغير  لزعيمة الازومابيتو...والعجيب أنها عثرت على جسد القائد هانجي طافيا في البحر فسحبته معها ..."

صمت أرمين ...فحثه ليفاي بتعجل  "ثم ...؟؟؟"

"إنها حية..."
اتسعت عيون ليفاي غير مصدق ....هانجي حية ....أي معجزة تلك !!!

"حسنا الحقيقة ....إنها في حال سيئة....هناك حروق على جسدها....وهي في غيبوبة لا تستجيب للفحص الطبي .....يقول الأطباء أن.....أن احتمال نجاتها قليل !"

"لكن هناك احتمال....على الأقل هي لم تمت !!"صرخ ليفاي بانفعال !!

"ربما!!" علق آرمين .

"أين هي ؟؟"

"في غرفة العناية المركزة...في نفس المشفى "

"يجب أن أراها الآن...."قال ليفاي محاولا النهوض لكن جسده الضعيف لم يساعده!

"دعني اسأل أولا أيها الكابتن....وسأعود لك لاحقا..."

"أخبرهم أنها ستفيق...أخبرهم أنني سأجعلها تستيقظ...اطلب منهم نقلي إلى ذات الغرفة....ستفيق عندما تجدني إلى جانبها أنا متأكد...أنا أعرف ذات العيون الأربعة...لن تستسلم بسهولة !!"

"سأفعل كابتن !! فقط اعطني بعض الوقت !!"

في تلك اللحظة..لم يكن لدى ليفاي اي رغبة في فعل أي شي لهذا العالم...فلتمزق الأطرف المتناحرة بعضها...كان يهمه هانجي وهانجي فقط....ربما يكون القدر قد قدم له هدية أخيرة بعد كل الخسارات في حياته...ستعيش هانجي بالتأكيد...هذه الفرصة لم تكن لتحدث بالصدفة ....ولا يمكن لهانجي بعد ان نجت أن تموت هكذا مرة أخرى..بتلك البساطة....

يتبع

فرصة جديدة !Where stories live. Discover now