رابط عميق

1K 49 60
                                    

"اللعنة ...قلت لكم....ساجعلها تنهض من الغيبوبة ...فقط دعوني أكن معها..."كان ليفاي يصرخ في وجه الطبيب غاضبا....هو يفهم أن حالتها حرجة...لكنهم لا يفهمون  الرابط الذي يجمعهما سوية....إنها تقول له هذا...تقول له أنها ستستيقظ!

"اهدأ ليفاي...الطبيب فقط يتبع التعليمات...هو يعرف حالتها اكثر منا....فقط اهدأ..." قال اونيانكوبون محاولا تخفيف التوتر .

كان الطبيب يقف بصمت....كان مدركا أنه يكلم الشخص الذي انقذ البشرية بكاملها...وأن الجميع مدين له بحياتهم...لكن الوضع مختلف...المريضة هنا بوضع غير مستقر...ولا يمكن السماح بعدوى جديدة.

"ما قرابتك للمريضة ؟" سأل الطبيب متجاهلا ثورة غضب ليفاي.

"إنها عائلتي....نعرف بعضنا منذ عشرة سنوات....إنها شريكتي....وكل ما أملك"

كان هذا الاعتراف كفيلا بجعل اونيانكوبون وآرمين يفتحان فمهما على مصراعيهما.....إذا هذا اعتراف صريح من ليفاي الذي لا يمكن أن يعترف بمشاعره أمام أي أحد كان .

أمسك ارمين بذراع الطبيب وسحبه جانبا...
"أرجوك أيها الطبيب....اذا كنت واثقا أن احتمال موتها أقرب من نجاتها...فدعه على الأقل  يمضي الأيام الأخيرة برفقتها ...أنت لا تعلم ماذا عانى هذان الاثنان سوية !!"

تنهد الطبيب.....فكر قليلا ثم طلب من الممرضة اعداد سرير طبي بجانب سرير هانجي....ثم قال "شرطي هو أن يلتزم سريره ولا يقترب من المريضة...هو أيضا ذو إصابات سيئة ومناعة ضعيفة....لا أريد لأي من الحالتين أن تتدهورا .."

......................................
كان السرير يتحرك بشكل رتيب على الأرض....وتلك العينان معلقتان على ذلك الجسد المسجى على السرير المقابل دون حراك ...ذلك الجسد الذي يكاد يخلو من أي علامة للحياة ....

"تذكر ما وعدت الطبيب به....لا تغادر سريرك ولا تقترب من المريضة...سآتي لتفقدك كل ساعتين...وان احتجت لي يمكنك أن ترن هذا الجرس اليدوي وسآتي" قال الممرضة مبتسمة .

هز ليفاي رأسه دون تعليق....كان يريدها أن تغادر مسرعة...كان يريد أن يكون وحيدا مع هانجي !

أغلقت الممرضة الباب...والتفت ليفاي إلى رفيقته....كان المشهد مؤلما....صديقته الذكية  صاحبة العيون اللامعة والضحكة المجنونة....قائده الشجاع المكافح...يصبح هذا الجسد المتعب بتلك الحروق المتفرقة...وتلك الأنفاس غير المنتظمة....تأمل بحزن آثار الحروق على جانبها الايسر....وبعض المناطق المحيطة بعينها اليسرى المصابة....وتلك المنطقة الخالية من الشعر قرب أذنها اليسرى...كان الثمن غاليا...لم تكن هانجي تستحق كل هذا !!!
"هانجي!!" همس ليفاي... لا رد طبعا !
"أنا هنا ....تبدين بحالة مزرية...كالعادة...ذات النظارات القذرة !!"
كان يريد أن يقوم إليها ...ويربت على شعرها ...ويمسح المناطق السليمة من وجهها ...إنه يعلم أنها عاطفية...وأن الملامسة الجسدية تعني لها الكثير.
"أريد أن أخبرك بالكثير....لقد انتهى كل شيء الآن...وحققنا الهدف الذي ضحيت بنفسك لأجله.... أريدك أن تقومي وتري بنفسك....ألم نتفق أن نعيش معا حين ينتهي كل هذا ...لا تريدين أن تتركيني كرجل كهل عاجز يتغوط بملابسه أليس كذلك؟؟أنا بانتظارك ...هانجي...خذي الوقت الذي تحتاجينه...سأظل أنتظرك!"
كان متعبا...فأغلق عينيه ....لا يزال هناك أمل ليعيش من أجله...إن الرابط الذي بينهما يخبره أنها تسمعه...وأنها ستستيقظ من أجله...

مر أسبوعان...ولا يزال ليفاي في نفس الغرفة مع هانجي ...بدأ ليفاي يغادر سريره مستعينا بكرسي ذي عجلات وبمساعدة الممرضات...سمح له الطبيب بالاقتراب من هانجي ...لكن للأسف لم تبد الأخيرة أي علامات للتحسن...خلال تلك الأيام ...كان ليفاي يطلب  بعض الكتب ليقرأها لهانجي ....أو يتناول الجريدة ويقص عليها الأخبار....ماحدث للعالم بعد المعركة...أخبار الجزيرة...النشاط الدبلوماسي الذي يقوم به آرمين محاولا التخفيف من حدة غضب العالم تجاه ما حدث...كان يمسك يدها وينتظر أي إشارة أنها تسمعه...لكن الجسد لا يتحرك...كان هذا مقلقا ...

في آخر زيارة لآرمين وجان....كان هناك تلميح بسيط من آرمين عن إمكانية سحب أجهزة دعم الحياة والأدوية من جسد هانجي...وتركها تقرر مصيرها في الحياة بنفسها....كان هذا كفيلا بتفجير نوبة غضب من. العيار الثقيل لليفاي...هل يمكن الاستسلام بتلك البساطة ...!!!

في تلك الليلة...جلس ليفاي ممسكا بيد هانجي ويدا يائسا جدا " طلبت من أونيانكوبون أن يجد بيتا قريبا من الغابة...سأجهزه وأنتظر ...اذا كان عرضك لا يزال قائما...ألا تذكرين...العيش سوية في الغابة؟؟ وترك كل هذا العالم القذر وراءنا!!! أم أنك وجدت راحتك في الابتعاد عن الجميع....لا تريدين لقاء رفاقنا هناك في الطرف الآخر ولا تريدين البقاء معي !! اشتقت لك ..ذات العيون الأربعة! "
ضغط بيده على يدها....فشعر بضغطة خفيفة مقابلة!!!هل كان يحلم ...هل كانت خيالاته...نادى بسرعة للممرضة لتتحقق من الأمر...لكن شيئا لم يتغير ...لم يكن يحلم....إنها إشارة...لا بد أنها تشعر بوجوده !!

في الأسبوع التالي....كان قرار الأطباء أصبح أكثر وضوحا ...لم يكن هناك أي مجال للمناقشة....دخل ليفاي في حالة حزن شديد وهو ينظر للسرير للذي بجانبه...يجب أن تختاري هانجي....لم يعد هناك حل وسط...إما مع الرفاق...أو معي ؟؟؟

كانت الأنفاس تتضائل.....وتكاد تختفي....والطبيب يهز برأسه وهو يضع السماعة على صدرها....لا أمل...إنها تختار الموت....وبدأ الوجه بالتحول للون الأصفر والشفاه تزداد زرقة!!!

صرخ ليفاي بصوت عال وهو ينهض فزعا من سريره ....كانت قطرات العرق تغطي وجهه المتألم في عتمة الليل....تبا للكوابيس التي تلاحقه ...وستظل تلاحقه!!

"حلم سيء ؟!" خرج صوت مبحوح عميق...لكن مألوف من جانبه...نظر إلى جانبه ليرى عينا بنية مرهقة تنظر إليه ....

"هانجي.!!"

أكانت معجزة جديدة...أم هو ذلك الرباط العميق الذي بينهما ....

"ماء...من فضلك !"

يتبع .

فرصة جديدة !Where stories live. Discover now