🔹🔹وسط سكون الليل الدامس والذي تخترقه بعض نسمات الهواء الحادة بين فنية واخرى نتيجة الطقس .. انتشر صوت خطوات اقدام سريعة وصاخبة اخل بتوازن نغمات نسمات الرياح جاعلاً الفوضى تحتله ،
" انها هناك ! "
حركت تلك الفتاة العشرينية اقدامها تركض بشكل اسرع ما ان وصل صوت صراخهم الى مسامعها منذراً اياها بأنهم قد وجدوها ! ..
ركضت بشدة وهي تدخل عبر الازقة الضيقة بعشوائية تحاول بكل جهدها تضيعهم بينما تنظر خلفها بين كل فنية واخرى وصوت انفاسها الخانقة والمتسارعة قد بدأت تسمعه في اذنيها كحال قلبها الذي تشعر انه سيخرج من قفصها الصدري بأي لحظة !
سعلت بخفة تغمض اعينها الدامعة للحظة بسبب الالم الذي اخترق جسدها ما ان اصبح التنفس عملاً شاقاً جداً ، بسبب الجو والهواء البارد الذي يدخل الى جسدها مسبباً بتجمد رئتيها بينما شعرها الاسود الطويل يتطاير خلفها وبعض الخصلات الامامية قد التصقت بوجهها بفعل العرق نتيجة الجهد الشاق الذي بذلته وبالرغم من برودة الجو ..
صرخة الم خرجت من بين شفتيها ما ان تعثرت بشيءٍ ما لم تلاحظ ماهو بسبب ظلام الليل واقعة على ركبتيها مما جعل الالم ينتشر عبر عظامها ،
فتحت حدقتيها ولازالت على وضعيتها وصوت لهاثها المتعب داخل صدرها الذي يعلو ويهبط بسرعة شديدة ملأ المكان حولها ، الا ان قلبها قد وقع في جوفها وانتشر الخوف في كل خلية من جسدها ما ان شعرت بتوقف احدهم امامها ..!
تنفست بأرتجاف وهي تراقب ذاك الحذاء الرجالي الاسود الذي وقف صاحبه امامها تحديداً ! ...
حركت جسدها بصعوبة تتكئ على الجدار الذي بجانبها وصدرها يعلو ويهبط بينما تغمض عينيها بأستسلام ما ان ظنت انه احد اولائك الرجال قد امسكها ..!
" هل هذهِ هي ؟ "
فتحت عينيها المتعبة تالياً ما ان دخل الى مسامعها صوت رجولي بارد بدى لها جميلاً بينما تراقب انفاسها السريعة نتيجة لهاثها المتعب والتي تخرج على شكل بخار بسبب البرودة المنتشرة في الجو ،
رفعت رأسها ببطء تزامناً مع انتشار الضوء حولهم بسبب ظهور ذلك القرص الفاتن الذي يتوسط السماء متسللاً من بين الغيوم الرمادية الداكنة التي تحاول تخبئته وجاعلاً ضوئه ينير وجهيهما في تلك اللحظة التي رفعت هي عينيها اليه وانزل هو عينيه اليها .
هو .. لم يؤمن يوماً بالشخص المقدر للاخر ولا بالحب الذي اعتبره مجرد لعنة ..
اما هي .. فلم تؤمن يوماً بالقدر ولا بالنهايات السعيدة الناتجة عن حب شخصين .. لان الحب بالنسبة لها لم يكن سوى مجرد خطيئة ..
الا ان ماتشاركاه معاً هو ان كلاهما لم يؤمن بالمعجزات و ان عجلة الزمن خاصتهما كانت صدأةً منذ وقت طويل ..فالزمن كان متوقفاً عند نقطةٍ ما في حياتهما ،
لقد سمعنا الكثير عن معجزات وقصص الحب التي نشأت بين شخصين كان احدهما محطماً مريضاً والاخر كان كاملاً سعيداً ، والتي انتهت بأحتواء السعيد للمحطم ،
لقد قالوا دائماً بأن المتناقضين ينجذبون ويقابلون بعضهم دائماً إما لشعورهم بالفضول من حياة بعضهما .. وإما لأرضاء ذواتهما على الرغم من اختلاف عالميهما ،
لكن .. هل من الممكن ان ينجذب المتضادون الى بعضهم بالرغم من كونهم متشابهين ؟ ..
حينها وفي تلك اللحظة وما ان تصادمت عسليتاه مع سوداويتاها حتى راود الاثنان شعوراً غريباً لم يستطع اي منهما تفسيره ..
لقد كان شعوراً بالخطر !
وكأن حياتهما على وشك ان تصطدم بشيءٍ لم يفهما ماهيته ،
ومع انه كان احساساً صغيراً للحظة ..
الا ان كلاهما قد شعر بأنه حتماً .. لن يكون شيءً عابراً في حياتهما ...!
.
___________________
سلام ياحلوين 💛
رواية جديدة بعنوان مميز اتمنى ان تعجبكم وتلعب بأيقاع قلوبكم 💜
اذاً رايكم بالمقدمة كيف شفتوها ؟
الرواية هي ببطولة لوسيان احد شخصيات روايتي الاخرى { سيلين } .. 💙
تم نشر الفصل الاول بالفعل لكن الرواية متوقفة حالياً لحين انتهاء رواية { سيلين } كون بعض احداث الروايتين مرتبطة مع بعض .
بدأت .. 19/3/2022
Written by Mariam_1123 ©️
أنت تقرأ
Nyctophilia | نيكتوفيليا
Actionجريمة قتل بشعة بلا ادلة تحدث تحت ستار الليل وفي ليلة باردة كبرود ذاك الجسد الذي فارقته الروح .. داخل احد الازقة القديمة وفي مدينة ما ان ينزل الليل فيها .. حتى يدخل كل شخص الى منزله الآمن ، تاركين بصمت كل مايحدث من اشياء غريبة وخطيرة خلف ظهورهم للحف...