اقتباس ٢

33 6 22
                                    

...                بعد خمسة عشر عاما...

كانت تقف جيلان وهيا ترتدي تنورتها ذات اللون الاحمر التي تصل الي ركبتيها مع قميصها الابيض التي زينته بدبوس على شكل نجمة صغيرة يوضع على صدرها امام هذه الحديقة وشعرها البني مربوط بضفيرة طويلة تصل الى خصرها

لتسمع حديث هشام بهدوء وهو يقول لها: مين يصدق ان مر خمستاشر سنة من يوم ما اتقابلنا هنا فنفس المكان
لتخلع نظارتها الشمسية بهدوء وتقول بابتسامه ساخرة: كان يوم نحس يوم ما قابلتك يا رخم

ليضحك هشام بتسلية ويقول لها بتحدي : مكنش حد هيعرف يعلمك ازاي تعملي ضفيرة زي الي انت عاملاها دلوقتي كدا

لتنظر له جيلان باستنكار وتقول: وايه يعني عادي خدت جايزة يعني لما بقيت اعرف اعملها

ليرد عليها هشام بخبث : لا بس كنتي هتفضلي تعيطي كل يوم انك مش بتعرفي تعمليها ومفيش حد علمك تعميلها غيري

لتصمت عن الحديث فهو معه حق فهيا كانت تحب دائما وهيا صغيرة ان يكون شعرها متصفف بضفيرة والدتها تفعلها لها لكن بعد وفاة والدتها لم يكن هناك احد ليفعلها لها الا هشام لأنها لم تكن تعرف كيف تفعله

فكانت تذهب وتبكي لهشام كل يوم ان لا يوجد احد يصفف لها شعرها وهيا لا تعلم كيف تجدل شعرها حتى تعلم هشام يفعلها واصبح يعلمها كل يوم حتى تعلمت هيا واخيرا كيف تفعلها

ليقاطع هذا الصمت صوت علاء البواب وهو يرحب بهم بسعادة عارمة : اهلا اهلا بالحلوين ايه النور دا كلة وحشتوني اوي
لترد عليه جيلان بسعادة : وانت كمان وحشتني اوي والله يعم علاء
ليقول عم علاء لهشام : انا زعلان منك بقا كدا متسالش عليا وسايب عيلتك كلها وقاعد في حته بعيده كدا ومش بنشوفك كتير

ليرد هشام عليه بهدوء : سامحني والله الظروف والشغل كتير اوي مقدرش اني اسافر كل شوية واجي

ليقول عم علاء بابتسامته الجميلة التي تظهر تجاعيد وجهه البشوش الذي كل من ينظر اليه يرتاح له ولشخصيتة الطيبة
: ولا يهمك يا ابني الحتة هنا بيتك وانت تنورنا وتيجي فاي وقت الي يعجبك

ليقول هشام بحماس ايه رأيك بقا كدا تروح تعملنا كوبايتين الشاي الي من ايديك الحلوة دي ونلعب شطرنج سوا زي ما كنا بنعمل

ليقول عم علاء : لا بلاش شطرنج انت دايما بتكسب فيها خلينا في كوتشينا احلى انا هروح دلوقتي اعمل الشاي
عن اذنك يا بنتي لو عايزة اي حاجه مني انت تؤمري هتلاقيني قاعد هنا مش بروح في اي حته

لتقول جيلان بامتنان: لا مش عايزة حاجه ميرسي جدا
لتسمع صوت سؤال هشام لها هتفضلي هنا ولا هتروحي
لترفع خصلات غرتها خلف اذنيها وتقول ببرود: لا انا هتمشى شوية هنا وبعديها هشرب قهوة واروح

ليقول لها هشام بخبث: طيب يختي وابقي خففي القهوة شوية خلصتي قهوة مصر كلها يا بقرة

لم ترد عليه جيلان بل امضت في طريقها دون ان تهتم لكلامه البارد فهو دائما ما يزعجها بكلامه الذي يغضبها

فزينته بالنجومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن